الخط : إستمع للمقال الرجعية لا دين لها: حين يستشهد بنكيران بالغرب ويختار أسوأ ما فيه.. اليمين العنصري المتطرف الذي يكره الإسلام والمسلمين. مرة أخرى يعود عبد الإله بنكيران مجدداً، لا ليعتذر عن نعته للنساء المغربيات ببلارج ولا ليتراجع عن ما قاله أن التعليم هامشي بالنسبة للفتيات ولا حتى ليعتذر عن قراراته الكارثية في رئاسة الحكومة، ولا ليكشف عن حساباته البنكية، بل ليخبرنا هذه المرة أن "فكرة التعليم قبل الزواج خطأ"، وأنه "لا يخاف من النسويات"، بل الأكثر من ذلك، أن "حتى النساء في أمريكا وأوروبا نَدِمْنَ" على اختيار التعليم قبل الزواج! فعلاً... بنكيران وصل إلى مرحلة تحليل التوجهات الغربية من حي الليمون! من الغريب أن رجلاً لم يفلح في اجتياز مباريات الهندسة، ولم يترك خلفه أي بصمة فكرية أو علمية، يقدّم نفسه اليوم خبيراً في علم الاجتماع الدولي المقارن، ومفتياً في اختيارات النساء بين الرباط وكاليفورنيا. ولو كان السيد بنكيران قد أفلح فعلًا في مساره العلمي، لما اكتفى بترديد شعارات سمعها في إحدى قنوات "الرأي والرأي الآخر"، ولما استسهل إطلاق الأحكام الجاهزة، بل كان سيتريث، ويقرأ، ويُمحّص، ويبحث عن حقيقة ما يسوّقه باعتباره "تراجعاً" عن فكرة التعليم والعمل للنساء في الغرب. لو امتلك الحد الأدنى من المنهجية الفكرية، لَفهم أن ما يشير إليه ليس توجّهاً مجتمعياً واسعاً، ولا مراجعة قيمية داخل الديمقراطيات الغربية، بل هو ببساطة تعبير عن صعود اليمين الشعبوي المتطرف، خاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا الشرقية، وهو تيار سياسي يُعيد إنتاج خطاب تفوق "الرجل الأبيض" و"الأسرة التقليدية"، ويستهدف مكتسبات النساء، والمهاجرين، والأقليات بكل أنواعها. ما يسميه بنكيران "عودة الوعي" هو في حقيقته ردّة رجعية يقودها التيار الفاشي المعاصر، الذي يرى في استقلالية المرأة تهديدًا، وفي تعليمها خطراً على "التراتبية الذكورية". هذا هو السياق الحقيقي الذي تجاهله، أو تواطأ معه عن قصد، لأنه ببساطة يتقاطع معه في الموقف نفسه: الخوف من المرأة الحرة، القوية، الواعية، المتعلمة. أما أن يُقدّم هذا الانحدار السياسي في الغرب كأنه "صحوة حضارية"، فتلك سذاجة لا تليق بمن يعتبر نفسه "قائدًا فكريًا"، بل استغباء متعمد للرأي العام المغربي. الفرق أن الغرب، رغم انزلاقات تياراته، لا يزال يصون مؤسساته ويحتكم لقوانينه، بينما نحن لدينا من يُحرّض ضد تعليم البنات من على منابر تلفزية، ثم يتقاضى معاشًا خياليًا، ويعيش في بيت زوجته، ليُنظّر من موقع الراحة عن "الزواج قبل التعليم"! ولمن نسي، بنكيران هو نفسه الذي حرّر أسعار المحروقات سنة 2015 دون حماية اجتماعية، مما فتح الباب أمام موجة غلاء لا تزال تضرب جيوب المغاربة حتى اليوم. والنتيجة؟ الزواج صار من الكماليات الغير متاحة. ومع ذلك، يأتي اليوم ليقول لنا بكل وقاحة: التعليم قبل الزواج "غلط"! بل نزيدك، سي بنكيران: أنت من جعلت الزواج نفسه خطأً استراتيجياً للشباب، لأن من يقرر الزواج اليوم عليه أن يواجه إرثك: أسعار نار، فرص عمل نادرة، وصندوق مقاصة دفنته بيدك. وبينما يعيش الشباب في دوّامة القروض والهجرة والهشاشة، يجلس بنكيران في بيت زوجته، يتقاضى معاشاً سميناً، محاطاً بالحراسة، لا يعرف ثمن لتر الزيت ولا عذاب البحث عن حضانة لأطفاله. ثم يتحدث عن "النساء اللواتي نَدِمْنَ"... والسؤال الحقيقي: من يجب أن يندم فعلاً؟ النساء؟ أم من صوتوا على حزبك في 2011؟ سي بنكيران، التعليم ليس خطأ، الخطأ الحقيقي هو أن تستمر في الثرثرة الخاوية، وتتطاول على النساء. وإذا كنتَ تعتبر الزواج هو "الحل" لكل مشاكل المجتمع، فالأَولى بك أن ترحل أنت وحزبك عن الساحة السياسية، لأن وجودكم هو المشكلة الحقيقية، وأن "الحل" الفعلي للمغاربة هو أن يتخلصوا من سياساتكم وخطاباتكم، لا أن تتزوج الفتيات! الوسوم العدالة والتنمية النساء بنكيران