لفتيت يترأس حفل تخرج رجال السلطة    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بارتفاع    قاض أمريكي يعلق قرارا مثيرا لترامب    4 قتلى و14 جريحًا في إطلاق نار بشيكاغو    وفاة نجم ليفربول "جوتا" في حادث سير رفقة شقيقه    الكاف تكشف عن الكأس الجديدة الخاصة ب"كان" السيدات المغرب 2024    بونو وحكيمي يتألقان ويدخلان التشكيلة المثالية لثمن نهائي مونديال الأندية    وفاة نجم ليفربول "جوتا" بحادث سير    حادث مأساوي ينهي حياة نجم نادي ليفيربول الإنجليزي    بتعليمات ملكية سامية.. مؤسسة محمد الخامس للتضامن تطلق العمل ب13 مركزا جديدا في عدد من مدن المملكة    الرجوع إلى باريس.. نكهة سياحية وثقافية لا تُنسى    رئيس الاتحاد القبائلي لكرة القدم يكتب: حين تتحوّل المقابلة الصحفية إلى تهمة بالإرهاب في الجزائر    مسؤولة أممية تدعو لحظر الأسلحة وتعليق الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل    أسرة النقيب زيان تدق ناقوس الخطر بعد زيارته: إنه "يعاني صعوبة في التنفس والكلام ويتحرك بعكاز طبي"    بعد أيام فقط من زفافه.. وفاة ديوغو جوتا نجم البرتغال وليفربول في حادث سير مروع    المناظرة الوطنية للذكاء الاصطناعي.. الدعوة إلى وضع خارطة طريق وطنية لاستعمال مسؤول وأخلاقي    مكتب الفوسفاط يوقع اتفاقية لتوريد 1.1 مليون طن أسمدة لبنغلاديش    رجال أعمال مغاربة وسعوديين يتطلعون لتعزيز الاستثمارات ورفع التبادل التجاري    "إبادة غزة".. إسرائيل تقتل 63 فلسطينيا بينهم 31 من منتظري المساعدات    مدينة شفشاون "المغربية" تُولد من جديد في الصين: نسخة مطابقة للمدينة الزرقاء في قلب هاربين    حمد لله يدعم هجوم الهلال في كأس العالم    توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس بالمغرب    الجزائر تُطبع مع إسبانيا رغم ثبات موقف مدريد من مغربية الصحراء: تراجع تكتيكي أم اعتراف بالعزلة؟    الشرقاوي تعدد تحديات "المرأة العدل"    "الكلاود" تدعم مشاريع ألعاب الفيديو    رئيس إيران يوافق على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية    مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم للسيدات: حماس كبير بين لاعبات المنتخب الوطني لانطلاق المنافسة        حجيرة يدعو بدكار إلى إحداث كونفدرالية إفريقية للكيمياء في خدمة الابتكار والإندماج الإقليمي    طنجة تحافظ على جاذبيتها المعيشية رغم التحديات العقارية    الجامعة الوطنية للتعليم FNE تنتقد تراجع الحكومة عن تنفيذ الاتفاقات وتلوح بالتصعيد    31 قتيلا و2862 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية    وفاة سجين محكوم بقانون مكافحة الإرهاب في السجن المحلي بالعرائش    نشرة إنذارية: موجة حر مع زخات رعدية قوية محلية في عدة مناطق بالمملكة    تصعيد جديد للتقنيين: إضرابات متواصلة ومطالب بإصلاحات عاجلة        تغليف الأغذية بالبلاستيك: دراسة تكشف تسرب جسيمات دقيقة تهدد صحة الإنسان    أخصائية عبر "رسالة 24": توصي بالتدرج والمراقبة في استهلاك فواكه الصيف    دراسة: تأثير منتجات الألبان وعدم تحمل اللاكتوز على حدوث الكوابيس    تنسيقية مهنيي الطاكسي الصغير بطنجة تستنكر الزيادة في التسعيرة دون سند قانوني    لاعبات للتنس يرفضن التمييز بأكادير    طنجة.. توقيف متورطين في موكب زفاف أحدث ضوضاء وفوضى بساحة المدينة    الراحل محمد بن عيسى يكرم في مصر    جرسيف تقوي التلقيح ضد "بوحمرون"    النقاش الحي.. في واقع السياسة وأفق الدستور! -3-    بالصدى .. «مرسوم بنكي» لتدبير الصحة    كلمة .. الإثراء غير المشروع جريمة في حق الوطن    في لقاء عرف تكريم جريدة الاتحاد الاشتراكي والتنويه بمعالجتها لقضايا الصحة .. أطباء وفاعلون وصحافيون يرفعون تحدي دعم صحة الرضع والأطفال مغربيا وإفريقيا    ندوة توصي بالعناية بالدقة المراكشية    تيزنيت تستعد لاحتضان الدورة الجديدة من «الكرنفال الدولي للمسرح»    أنغام تخرج عن صمتها: لا علاقة لي بأزمة شيرين وكفى مقارنات وظلم    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    الرعاية الملكية السامية شرف ومسؤولية و إلتزام.    ملتقى فني وثقافي في مرتيل يستكشف أفق البحر كفضاء للإبداع والتفكير    عاجل.. بودريقة يشبّه محاكمته بقصة يوسف والمحكمة تحجز الملف للمداولة والنطق بالحكم    طريقة صوفية تستنكر التهجم على "دلائل الخيرات" وتحذّر من "الإفتاء الرقمي"    ضجة الاستدلال على الاستبدال    وزير الأوقاف: خدمات واضحة تحدد تكلفة الحج الرسمي وتنسيق مسبق لضبط سعر الصرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المناضل المثال والمناضل الانتهازي أو جدلية البناء والهدم في الإطار المناضل…
نشر في برلمان يوم 21 - 06 - 2016


قد يقول قائل:
لماذا الحديث عن (المناضل المثال، وعن المناضل الانتهازي، أو جدلية البناء والهدم في الإطار المناضل)، جمعية كانت، أو نقابة، أو حزبا سياسيا؟
وقد يقول: بأن مواضيع من هذا النوع، لا بد أن تقف وراء التشويش في صفوف المناضلين الأوفياء، وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وفي صفوف الإطارات المناضلة؟
وهؤلاء الذين قد يطرحون هذا السؤال، أو قد يعترضون على تناول هذه المواضيع، قد يصيرون من المتحمسين إلى كتابة مثل هذه المواضيع، ونشرها، حتى تكون في متناول القراء، ومن أجل أن تؤدي دورها في جعل الجماهير الشعبية الكادحة، تحترم المناضل المثال، وفي جعلها تعي خطورة (المناضل) الانتهازي، الذي يغلف ممارسته اليومية ب(النضال) على مستوى الظاهر، ولكنه في نفس الوقت يستغل ذلك (النضال)، لتحقيق أغراض خاصة، تدخل في إطار تكريس الممارسة الانتهازية بطريقة فجة، في العمل الجمعوي، أو في العمل النقابي، أو في العمل الحزبي اليساري، مما يؤثر سلبا على الإطارات المناضلة، التي تعرف نزيفا من جهة، كما تعرف انحسارا من جهة أخرى.
ونحن عندما نتناول مثل هذه المواضيع، وعندما نعمل على نشرها، فلأننا نسعى إلى تنبيه المنتمين إلى الإطارات المناضلة، وتحذيرهم من مغبة السقوط بين مخالب من أسميه ب(المناضل) الانتهازي، الذي أعتبره، شخصيا، أخطر على الإطارات المناضلة، من الطبقة الحاكمة، أو من أرباب العمل؛ لأن المناضل الانتهازي، لا يحرص على خدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة، كما لا يحرص على مصداقية الإطار الذي يتكلم باسمه، بل يحرص باستمرار على خدمة مصالحه الخاصة، عن طريق الجمعية، أو عن طريق النقابة، أو عن طريق الحزب الذي يوظفه، لإعطاء الشرعية لممارسته الانتهازية، في هذه الجمعية، أو تلك، أو في هذه النقابة، أو تلك.
وانطلاقا من هذه التوضيحات الضرورية، لبيان:
لماذا اخترنا هذا الموضوع؟
ولماذا نحرص على أن يصير موضوعنا هذا مرشدا للعاملين في الإطارات الجماهيرية، الجمعوية، والنقابية، وفي الإطارات الحزبية اليسارية المناضلة؟
إننا نقوم بكل ذلك من أجل أن يعمل الجمعويون، والنقابيون، والحزبيون، على إخضاع مثل هؤلاء (المناضلين) الانتهازيين، للمحاسبة الفردية، والجماعية، والنقد، والنقد الذاتي، نظرا لدورهم في التأثير على مسار الإطارات المناضلة، التي تفقد مصداقيتها في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، لنصل إلى الوقوف على أن:
1) المناضل المثال، هو المناضل الملتزم بالمبادئ، وبالضوابط التنظيمية، وبالبرامج المقررة في إطار الهيأة التقريرية للتنظيم المناضل، الحريص على تفعيل الإطارات المناضلة، وعلى قيام تلك الإطارات بمبادرات نضالية، لتحقيق مكاسب معينة للجماهير الشعبية الكادحة، ومعها، وعلى إعطاء المصداقية للإطارات المناضلة، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وعلى تجنب إنتاج الممارسات التي تسيء إليه كمناضل، وإلى الإطار المناضل، الذي ينتمي إليه، أو يناضل باسمه، حتى يعطي لنفسه، وللإطار، المصداقية الضرورية لوجوده، ولوجود التنظيم في نفس الوقت، والحريص على محاربة كافة أشكال الانتهازية، التي ينتجها المناضلون الانتهازيون، من أجل تحصين الإطار، حتى لا يتحول إلى مفرخة للانتهازية.
والمناضل المثال، هو الذي يذوب في التنظيم، ويذوب فيه التنظيم، ويذوب في الجماهير الشعبية الكادحة، وتذوب فيه الجماهير الشعبية الكادحة، ويذوب في مبادئ التنظيم، وتذوب فيه مبادئ التنظيم، وينسى مصالحه الخاصة، التي لا تحضر في ممارسته أبدا، ويعطي الأولوية للنضال من أجل تحقيق مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، التي تناضل من أجلها الإطارات المناضلة، مضحيا بما يملك، وبوقته من أجل ذلك، وعاملا على خدمة مصلحة التنظيم، وربطه بالجماهير الشعبية الكادحة، حتى تصير تلك الجماهير الشعبية امتدادا له.
والمناضل المثال، يحرص على أن يجسد الاحترام الواجب للذات، التي يحرص على تمثلها للقيم النبيلة، التي يحترمها عامة الناس، وتنبني على أساسها العلاقة الجادة مع الآخر، ونبذ كل القيم الانتهازية، التي يترتب عنها خلق علاقات غير سليمة، مع مكونات المحيط الذي يتحرك فيه المناضل المثال، كما يحرص على الارتباط العضوي بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، واعتماد قضاياهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل طرحها، والدفاع عنها في مختلف الإطارات المناضلة، وعلى المستوى الإعلامي، وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وأمام المسؤولين، متحملا، في سبيل ذلك، التضحيات اللازمة، التي تمكن المناضل المثال من أداء دوره النضالي، الذي تقتضيه وضعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
ونحن عندما نطرح، هنا، مفهوم المناضل المثال للمناقشة، فلأن هذا المناضل المثال، صار عملة نادرة، بعد أن امتد الفساد إلى الإطارات المناضلة، وصار مصيرها مهددا بالانهيار. وهو ما يقتضي التفكير بضرورة تفعيل مبادئ المركزية الديمقراطية، والنقد، والنقد الذاتي، والمحاسبة الفردية، والجماعية، في الإطارات الجماهيرية: الجمعوية، والنقابية، والحقوقية، والحزبية اليسارية، خاصة وأن كل من يمارس الفساد، وبالمكشوف، ودون حياء، باسم الإطارات المناضلة: الجماهيرية، والحزبية اليسارية، صار معروفا جماهيريا. وهو ما يقتضي من المناضلين المثاليين الأوفياء، الحرص على تفعيل المبادئ المذكورة، لمحاصرة كافة أشكال الفساد، ومصادرتها من مختلف التنظيمات المناضلة، حتى تصير خالية منه، وخالصة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى تعمل، وبإخلاص، من أجل قلب موازين القوى لصالح الجماهير الشعبية الكادحة.
2) (المناضل) الانتهازي، هو الذي تحضر في ممارسته كافة الأمراض الانتهازية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يتخذها هذا المناضل الانتهازي سلما، ومطية لتحقيق التطلعات الطبقية، حتى وإن كانت وضيعة، ومنحطة، من قبيل توظيف الإطارات المناضلة، من أجل الحصول على رشوة (نضالية)، من أجل شراء المشروبات الكحولية، أو من أجل تنمية الممتلكات الخاصة، التي يعتبر من بينها امتلاك سيارة فاخرة، ترفع مكانة الانتهازي في المجتمع، حسب اعتقاده، بأن السيارة الفاخرة وسيلة للتباهي بالانتماء إلى الطبقات العليا في المجتمع، ووسيلة من وسائل الابتعاد عن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، المشكلين للشعب المغربي.
والمناضل الانتهازي، هو الذي لا يذوب في التنظيم، ولا يذوب فيه التنظيم، ويركب جميع المراكب، من أجل فرض سيطرته على التنظيم المحلي، أو الإقليمي، أو الجهوي، أو الوطني، حتى يصير متمكنا من توظيفه لخدمة مصلحه الخاصة، المؤدية إلى تحقيق تطلعاته الطبقية، سواء كان هذا التنظيم جمعويا، أو نقابيا، أو حزبيا، وفي نفس الوقت، لا يذوب فيه التنظيم، وهو ما يعني غياب العلاقة الجدلية، بين (المناضل) الانتهازي، وبين التنظيم، في مستوياته المختلفة. وهو، في نفس الوقت، لا يذوب في الجماهير الشعبية الكادحة، ولا تذوب فيه الجماهير الشعبية الكادحة، نظرا لكونه بعيدا عن الارتباط بها؛ لأنه لا يخدم مصالحه الطبقية، لا من قريب، ولا من بعيد، خاصة، وأن الارتباط بالجماهير الشعبية الكادحة، يقتضي منه التضحية المادية، والمعنوية. وهو ما لا يسعى إليه (المناضل) الانتهازي، الذي لا تذوب فيه الجماهير الشعبية الكادحة، التي تعرف عنه ممارسته الانتهازية، التي تبعده عن الارتباط بها، كما يبعدها عن الارتباط به، نظرا لإنضاج شروط التناقض بين (المناضل) الانتهازي، وبين الجماهير الشعبية الكادحة.
و(المناضل) الانتهازي، لا يذوب في مبادئ التنظيم الجماهيري، والحزبي. فهو لا يقبل العمل بمبدإ المركزية الديمقراطية، وبمبادئ النقد، والنقد الذاتي، وبالمحاسبة الفردية، والجماعية، وبالديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، ولا تذوب فيه المبادئ، نظرا للتناقض القائم بينهما، خاصة وأن (المناضل) الانتهازي، لا يقتنع بالمبادئ، ويعمل على محاربتها، ويمارس البيروقراطية، ولا علاقة لسلوكه الانتهازي بالتقدمية، وانتهازيته تبعده عن الجماهير الشعبية الكادحة، التي تجد نفسها بعيدة عنه، ولا يحرص على استقلالية التنظيم، أو احترام مبادئه، وطبيعته، ولا يعمل على وحدوية التنظيم، في أبعادها المطلبية، والبرنامجية، والهدفية، بالنسبة للتنظيم الجماهيري، وعلى التكامل بين التنظيم، والأيديولوجية، والسياسة، بالنسبة للتنظيم الحزبي.
والمناضل الانتهازي، لا يضحي بمصالحه الخاصة، مقابل خدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة؛ لأن خدمة مصالحه الخاصة، تطغى على كل شيء، ويعمل على عدم تفعيل الإطارات المناضلة، وتجميدها، حتى لا تناضل من أجل تحسين أوضاع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وحتى لا تعمل على تغيير الواقع تغييرا جذريا؛ لأن كل ذلك، لا يخدم مصالحه الخاصة، ولا يساهم في تحقيق تطلعاته الطبقية، ولا يقدم أية تضحية مادية، أو معنوية، في سبيل إنجاز المهام النضالية المعينة، التي يعمل، بكل الوسائل، على عرقلة قيام الإطارات المناضلة بها، ولا يعمل أبدا في مصلحة التنظيم، ولا يحرص على ربطه بالجماهير الشعبية الكادحة، حتى لا تصير الجماهير امتدادا له، في الوقت الذي يدعي تمثيليتها على جميع المستويات، ويوظفها لممارسة الابتزاز على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، والتي يقدم لها خدمات لا حدود لها، ويتقرب ما أمكن من مسؤوليها، مادام كل ذلك يحقق تطلعاته الطبقية، التي يعمل (المناضل) الانتهازي على تحقيقها.
و(المناضل) الانتهازي، لا يحرص على أن يجسد الاحترام الواجب للذات، كما لا يحرص على تمثلها للقيم النبيلة؛ لأنه لا يهتم باحترام عامة الناس لتلك القيم، التي تمنعه من القيام بالممارسة الانتهازية، كما لا يهتم ببناء العلاقة الجادة مع الآخر، ويعتبر تمثل القيم الانتهازية مسألة مبدئية، ومقدسة، نظرا لدورها في نسج علاقات انتهازية غير سليمة مع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومع الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، كما لا يهتم بالارتباط العضوي بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا يعتمد قضاياهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ولا يطرحها في التنظيم، وعن طريقه، وفي صفوف الكادحين، ولا يدافع عنها، ولا يسعى إلى قيام التنظيم بالدفاع عنها، كما لا يطرحها على المستوى الإعلامي، وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وأمام المسؤولين، ولا يتحمل أية تضحيات في سبيل طرحها، من أجل أن يبقى الإطار، والمجال الذي يتحرك فيه، والمستهدفون، في خدمة مصالحه الانتهازية.
000000000
ونحن عندما نطرح ظاهرة (المناضل) الانتهازي للنقاش، نجد أن هذه الظاهرة، تفشت في معظم الإطارات، التي تعتبر نفسها (مناضلة)، بسبب الفساد الذي امتد إليها، والتي صارت في واقعها، الذي يعرف تفشي أمر الانتهازيين، الذين صاروا مسؤولين عن معظم إطاراتها، محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، نظرا لعدم تفعيل مبادئ المركزية الديمقراطية، والنقد، والنقد الذاتي، والمحاسبة الفردية، والجماعية، والديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، والكونية، والشمولية؛ لأن عدم تفعيل المبادئ المذكورة، يخدم مصالح (المناضل) الانتهازي المسيطر على التنظيم، في أي مستوى من مستوياته، ويساهم في تحقيق تطلعاته الطبقية. وعدم تفعيل المبادئ المذكورة، يحافظ على تكريس كل أشكال الفساد، في الإطارات الجماهيرية، والحزبية، وباسمها، وفي العلاقة مع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومع ا|لإدارة في القطاعين: العام، والخاص.
فما هي العلاقة القائمة بين المناضل المثال، و(المناضل) الانتهازي؟
وما هي الأهداف التي يسعى كل منهما إلى تحقيقها؟
إن العلاقة القائمة بين المناضل المثال، و(المناضل) الانتهازي، هي علاقة تناقض على المستوى العام، وعلى المستوى الخاص، مما يجعل ما يجمع بينهما غير وارد، وما يفرق بينهما هو القائم في الواقع، وفي التنظيمات الجماهيرية، والحزبية. وهذا التناقض تجسد في:
1) أن المناضل المثال، مناضل مبدئي، محترم للمبادئ المعتبرة في التنظيم، وملتزم ببرنامجه النضالي، وبنظامه الأساسي، والداخلي، ويسعى إلى تحقيق الأهداف النضالية المسطرة، ويرتبط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يستفيدون من الأهداف، في حال تحققها.
2) أن (المناضل) الانتهازي، لا مبدئي، ولا يحترم مبادئ التنظيم، ولا يحترم برنامجه، ونظامه الأساسي، والداخلي، ولا يسعى إلى تحقيق أهداف التنظيم، ولا يرتبط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يصيرون محرومين من تحقيق أهداف التنظيم.
3) أن المناضل المثال، يناضل في إطار التنظيم، من أجل خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مقدما في سبيل ذلك كل التضحيات المادية، والمعنوية، التي يقتضيها النضال، متناسيا مصالحه الخاصة، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من مصالح الكادحين.
4) أن (المناضل) الانتهازي، لا يناضل في إطار التنظيم، الذي يصير موظفا لخدمة مصالحه الخاصة، متنكرا، بذلك، لمصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين لا يبذل من أجلهم أي شكل من أشكال التضحية، التي تتناقض مع خدمة مصالحه الخاصة.
5) أن المناضل المثال، يلتزم بمبادئ المركزية الديمقراطية، والنقد والنقد الذاتي، والمحاسبة الفردية، والجماعية، والديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، والكونية، والشمولية، باعتبارها هي التي تمكن المناضلين الأوفياء، من تحصين التنظيم الجماهيري، والحزبي، من الانحلال، والتشرذم، وبصيرورته مجالا لممارسة كافة أشكال الانتهازية، التي تهدد وجوده، وفي نفس الوقت، تحافظ على الوحدة التنظيمية، التي تقف وراء قوة التنظيم، وقدرته على الفعل في الواقع المعني، ولصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
6) أن (المناضل) الانتهازي، لا يلتزم بأي مبدإ من المبادئ المذكورة، التي يدوسها جملة، وتفصيلا. والمبدأ الحاضر عنده، هو كيف يوظف التنظيمات الجماهيرية، والحزبية، لخدمة مصالحه الخاصة، وكيف يجعلها مطية لتوظيف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين من أجل ذلك، وكيف يمكن أن يؤدوا دورهم في خدمته، وفي قيامه بالتأثير على الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، حتى تخضع لمطالبه التي تحقق تطلعاته الطبقية، مهما كانت طبيعتها، بما في ذلك المطالب الدنيئة، والمنحطة، من قبيل الحصول على الرشاوى، في مقابل ما يقوم به من توظيف للإطارات الجماهيرية، والحزبية، ومن قيام مسؤولي الإدارة في القطاعين: الخاص، والعام، ممن اشتهروا بقيامهم بالانتهاكات الجسيمة في حق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
7) أن المناضل المثال، يحرص على خدمة مصالح التنظيم، ومصالح المعنيين بالتنظيم، الذي وجد في الأصل من أجلهم، وعلى تفعيل التنظيم، من أجل تحقيق المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وعلى جعل حقوق الإنسان، في متناول الجميع، حتى تصير جميع المطالب، وكافة الحقوق، في متناول الجميع، ومن أجل أن يتغير الواقع الذي يعتبر في خدمة الكادحين.
8) أن (المناضل) الانتهازي، لا يحرص على خدمة مصالح التنظيم، كما لا يحرص على خدمة مصالح المعنيين به، ولا يعمل على تفعيله، حتى لا يعمل على تحقيق المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وحتى لا تصير حقوق الإنسان في متناول الجميع، ومن أجل أن يبقى الواقع، كما هو، لا يتغير، ويستمر في التدهور الذي لا حدود له، مما لا يخدم إلا مصالح (المناضل) الانتهازي، الذي يعتبر وجوده مظهرا من مظاهر تخلف الواقع على جميع المستويات.
وما أشرنا إليه من مفارقات بسيطة، بين المناضل المثال، و(المناضل) الانتهازي، إنما يتبين، وبالملموس، أن ما يجمع بينهما، هو التناقض المطلق، حتى وإن كانا ينتميان معا إلى نفس التنظيم الحزبي، أو الجماهيري، خاصة، وأن كلا منهما يسعى إلى تحقيق أهداف معينة، مما يجعل المناضل المثال، يحرص على تحقيق أهداف التنظيم المتماسك، بقيادة جماعية، في خدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ويجعل (المناضل) الانتهازي في خدمة التنظيم المتفكك، وبقيادة فردية، حتى يصير الأمر كله بيد (المناضل) الانتهازي، الذي لا يستطيع فعل أي شيء، إلا بإذن منه، وبإرادته، وتنفيذا لأوامره، باعتباره القائد الذي لا يشق له غبار، كما يقولون.
والأهداف التي يسعى كل منهما إلى تحقيقها تتمثل في:
أولا: الأهداف التي يسعى المناضل المثال إلى تحقيقها في الواقع، والتي نذكر منها:
1) تقوية التنظيم، حتى يصير قادرا على أداء دوره تجاه الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، سواء كان هذا التنظيم جماهيريا، أو حزبيا؛ لأن أي تنظيم، إذا كان ضعيفا، لا يستطيع أن يقوم بدوره كاملا، وكما يجب.
2) إشاعة التنظيم في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، من أجل الانخراط في التنظيم، والعمل على تفعيله، من أجل تحقيق أهدافه القريبة، والمتوسطة، والبعيدة.
3) تربية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على احترام مبادئ التنظيم، وعلى احترام الآليات الديمقراطية، وعلى خضوع الأقلية لإرادة الأغلبية.
4) جعل التنظيم وسيلة للتربية على الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يصير المعنيون بالتنظيم، وسيلة لإشاعة الديمقراطية بمضامينها المذكورة في المجتمع، وصولا إلى تربية جميع أفراد المجتمع، على الممارسة الديمقراطية.
5) تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وصولا إلى تحقيق السلم المتحرك، الذي يجعل الأجور منسجمة مع ارتفاع الأسعار المادية، والخدماتية.
6) تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، مما يساهم، بشكل كبير، في تغيير الواقع لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وفي قلب موازين القوى لصالحها، حتى تستطيع فرض السيادة الشعبية، التي تمكن الشعب من تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.
7) بناء الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية، باعتبارها دولة للحق، والقانون، ومن منطلق كونها إفرازا لواقع التغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ومن أجلها، حتى تقوم الدولة بدورها كاملا، في قيادة عملية التغيير الجذري، المؤدي بالضرورة إلى اجتثاث كل أشكال الفساد.
8) إقرار دستور ديمقراطي شعبي، تصير فيه السيادة للشعب، ويقر الفصل بين السلطات الثلاث، ويضمن إجراء انتخابات حرة، ونزيهة، وتحت إشراف هيأة مستقلة، غير منحازة إلى أية جهة، على أساس القطع النهائي، مع كل اشكال الفساد، التي كانت تعرفها الانتخابات التي تديرها (الحكومة).
9) الإجراء العملي للانتخابات الحرة، والنزيهة، تحت إشراف هيأة مستقلة، بعيدا عن كل اشكال الفساد السياسي، التي عرفتها الانتخابات في العهود السابقة، تحت إشراف (الحكومة) المتمثلة في وزارة الداخلية، من أجل إيجاد مؤسسات تمثيلية، وجهوية، ووطنية، تعكس الاحترام التام للإرادة الشعبية، حتى تستطيع تلك المجالس القيام بدورها، في مراقبة المسؤولين، ومحاسبتهم، وفي تشريع القوانين، واتخاذ القرارات الضرورية، التي تقتضيها خدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة.
10) إيجاد حكومة شعبية، تصير مهمتها تطبيق القوانين، التي تخدم مصالح الشعب الكادح، وتنكب على إيجاد الحلول الناجمة عن المشاكل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، انطلاقا من الدستور الديمقراطي الشعبي، ومن القوانين المعمول بها، والتي لا تكون إلا متلائمة مع مضامين الدستور، ومع الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، حتى تصير الجماهير الشعبية الكادحة، متمتعة بكافة حقوقها العامة، والخاصة، في ظل قيام دولة وطنية ديمقراطية علمانية.
وهذه الأهداف، وغيرها مما لم نذكر، هي التي تجعل المناضل المثال، يقوم بدوره لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ومن أجلها.
000000000
ثانيا: الأهداف التي يسعى (المناضل) الانتهازي إلى تحقيقها في الواقع، والتي نجد من بينها:
1) إضعاف التنظيم، حتى يصير عاجزا عن القيام بدوره لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، بقطع النظر عن كون التنظيم جماهيريا، جمعويا كان، أو حقوقيا، أو نقابيا، أو حزبيا؛ لأن ضعف التنظيم، يساهم في جعله متمحورا حول (المناضل) الانتهازي، الذي يتحول إلى شخصية كاريزمية، تحمل من الأمراض ما لا طاقة لها به.
2) التخلي عن إشاعة التنظيم في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، التي تصير أكثر بعدا عن التنظيم، وأكثر غيابا عن الرغبة في تفعيله، حتى يصير (المناضل) الانتهازي هو التنظيم، وهو المقرر، وهو المنفذ، حتى لا تتحقق الأهداف القريبة، والبعيدة، والمتوسطة، التي يسعى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يتمكن (المناضل) الانتهازي من تحقيق أهدافه الخاصة، المتمثلة في تحقيق التطلعات الطبقية، عن طريق التوظيف السلبي للتنظيم الجماهيري، أو الحزبي.
3) إفساد السلوك التربوي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعدم احترام مبادئ التنظيم الجماهيري، أو الحزبي، وعدم احترام الآليات الديمقراطية المنصوص عليها في الأنظمة الداخلية للتنظيم، وعدم الأخذ بمبدإ خضوع الأقلية لإرادة الأغلبية، الذي يتحول إلى نقيضه، المتمثل في خضوع جميع المنتمين إلى التنظيم، لإرادة (المناضل) الانتهازي، الذي يوظفهم جميعا لخدمة مصالحه الخاصة، المتمحورة حول تحقيق تطلعاته الطبقية.
4) جعل التنظيم وسيلة للتربية على عدم قبول الممارسة الديمقراطية، وعدم الأخذ بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية على المستوى العام، ورفض تفعيل الديمقراطية الداخلية، وصولا إلى تكريس الفساد في التنظيم، كامتداد للفساد المكرس في المجتمع، باعتبار فساد التنظيم مناسبة لخدمة مصالح (المناضل) الانتهازي.
5) الإبقاء على تردي الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين، وعدم تفعيل التنظيم، في أفق إقرار العمل بنظام السلم المتحرك، حتى لا يضيق مجال التحرك بالنسبة لأداء المناضل الانتهازي، الذي يستغل الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للكادحين، لصالح تحقيق تطلعاته الطبقية.
6) المحافظة على سيادة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال في المجتمع، حتى يحافظ على تردي الواقع، وعلى الفساد الذي ينخر كيان المجتمع، وعلى سيادة الفساد الإداري، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي؛ لأن تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، لا يخدم مصالح المناضل الانتهازي، بقدر ما تخدمها المسائل الأخرى، التي يسعى إلى تكريسها في الواقع.
7) الحفاظ على الدولة الرأسمالية التابعة، المستبدة، الدينية، اللا ديمقراطية، واللا شعبية، المفروضة على الشعب، وعلى الواقع الذي لم يفرزها، والتي تحرض على تكريس تخلف الواقع، في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وإذا ادعت أخذها بالديمقراطية، فإنها لا تتجاوز الأخذ بديمقراطية الواجهة، التي لا تتناقض مع تكريس الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال. ودولة كهذه الدولة القائمة، هي الدولة المناسبة لانتعاش (المناضل) الانتهازي، في أفق تصريف انتهازيته بشكل فج، وأمام أعين الملأ، مستغلا بذلك التنظيم الذي يشرف عليه، أو التنظيمات التي يشرف عليها، أو يتواجد في قيادتها، لخدمة مصالحه التي تؤدي إلى تحقيق تطلعاته الطبقية.
8) القبول بالدستور الممنوح، اللا ديمقراطي، واللا شعبي، حتى لا تتحقق سيادة الشعب على نفسه، ومن أجل أن تبقى بيروقراطية التنظيمات المختلفة، مكرسة على أرض الواقع؛ لأن قيام دستور ديمقراطي شعبي، لا بد أن يؤدي إلى تحقيق الديمقراطية في الواقع، وتحقيق الديمقراطية في الواقع، لا بد أن يمتد مفعوله إلى التنظيمات الجماهيرية، والحزبية. وهو ما لا يسعى إلى تحقيقه (المناضل) الانتهازي، خاصة، وأنه لا يخدم تحقيق تطلعاته الطبقية.
9) عدم التحمس لإجراء انتخابات حرة، ونزيهة، وتحت إشراف هيأة مستقلة، وبعيدا عن كل أشكال الفساد السياسي؛ لأن حماسا من هذا النوع، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى زوال الشروط التي تنتعش فيها انتهازيته، وحتى لا توجد مجالس جماعية، تعكس الاحترام الواجب لإرادة الشعب المغربي؛ لأن مجالس من هذا النوع، لا يمكن أن تكون إلا خالية من الفساد السياسي، الذي تنتعش في إطاره الممارسة الانتهازية، التي يتحلى بها (المناضل) الانتهازي.
10) استمرار الحكومة اللا ديمقراطية، واللا شعبية، التي تستجيب أجهزتها لخدمة مصالح الانتهازية، مما يجعل (المناضل) الانتهازي، ينشط في تصريف انتهازيته، في ظل الحكومة اللا ديمقراطية، واللا شعبية، التي من مصلحتها أن يمثل التنظيمات المختلفة (المناضلون) الانتهازيون، الذين يستفيدون من العلاقة مع أجهزة فاسدة أصلا، وفصلا.
وبهذه الأهداف، التي يسعى (المناضل) الانتهازي إلى تحقيقها، يمكن القول، بأن (المناضل) الانتهازي، يعمل من خلال الإطارات المناضلة بالخصوص، لا لأجل أن يصير في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو خدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة؛ بل لخدمة مصالحه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وعلى حساب التنظيم، أو التنظيمات المناضلة، وعلى حساب الجماهير الشعبية الكادحة مما يجعل التنظيمات الجماهيرية، والحزبية، التي يدعي أنه يمثلها، تنظيمات ضعيفة، منفصلة عن الجماهير الشعبية الكادحة.
ومما يجعل (نضاله) لا يستفيد منه إلا هو، هو ما يقتضي من المناضلين الأوفياء، الحرص على محاربة تفشي ظاهرة الانتهازية، في التنظيمات المناضلة، حتى استئصالها منها؛ لأنه يستحيل نضال هذه الإطارات، في ظل تفشي الانتهازية كما أصبح يستحيل القبول بتفشي ظاهرة الانتهازية، في كل الإطارات المناضلة، التي تحولت إلى مرتع لمثل هؤلاء الانتهازيين.
وبهذه المقارنة بين المناضل المثال، و(المناضل) الانتهازي، أو جدلية البناء، والهدم، في الإطارات المناضلة: الجماهيرية، والحزبية، نكون قد وضعنا القارئ الكريم في الصورة، حتى يساهم في محاربة الانتهازية، ذات الطابع الحربائي في الواقع، وفي الإطارات المناضلة، في أفق استعصاء الاستمرار في إنتاج الممارسة الانتهازية على المستوى العام، وعلى المستوى الخاص.
فهل نكون قد وفينا بتناولنا لموضوع المقارنة بين المناضل المثال، والمناضل الانتهازي، أو جدلية الهدم، والبناء؟
وهل يساهم القارئ الكريم، بتمثله للمقارنة في مناهضة ظاهرة الانتهازية في الإطارات المناضلة؟
وهل تتحول الإطارات المناضلة، إلى إطارات بدون انتهازية، وبدون انتهازيين؟
وكيف تصير علاقتها بواقع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إذا تحولت إلى إطارات بدون انتهازية، وبدون انتهازيين؟
وهل يعرف واقع الإطارات الجماهيرية، والحزبية المناضلة، توسعا في صفوف المعنيين بكل تنظيم؟
وهل ينعكس ذلك التوسع، على الأداء النضالي للإطارات المناضلة؟
وهل تستطيع الإطارات المناضلة، انتزاع مكاسب معينة، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟
وهل يؤدي تحقيق مكاسب معينة، إلى رفع مستوى وعي الجماهير الشعبية الكادحة، بالأوضاع العامة، والخاصة؟
وهل يؤدي الرفع من دينامية الوعي إلى انخراط الجماهير الشعبية الكادحة، في الحركة النضالية التي تقودها الإطارات المناضلة، في أفق تغيير ميزان القوى لصالحها؟
وهل نستطيع الاستمرار في النضال، حتى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية؟
ونحن عندما طرحنا موضوع المقارنة، فلأجل إيجاد نقاش واسع، ومتواصل لهذه الظاهرة، التي لا يكاد يخلو منها أي تنظيم مناضل، بما في ذلك الإطار الذي اعتقد الجميع أنه أتى لتغيير الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وذلك النقاش في أفق إعادة بناء الإطارات المناضلة، بدون انتهازية.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن مواقف صاحبها ولا تلزم موقع برلمان.كوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.