حالت جائحة كورونا دون إحياء فعاليات الذكرى 72 للنكبة بالداخل الفلسطيني، في حين غابت مشاهد العودة للقرى والمدن المهجرة لأول مرة منذ 23 عاما، لتتحول المشاهد والمسيرات إلى رقمية في العالم الافتراضي، حيث تجمع لأول مرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي الشعب الفلسطيني بالشتات والمهجر وداخل الوطن. وتواصلت التأكيدات الفلسطينية في ذكرى النكبة التي تصادف 15 ماي من كل سنة على “حق العودة”، باعتباره واحدا من الثوابت الأساسية، والمطالبات بتحرك دولي لمحاسبة الاحتلال على جرائمه الفظيعة. وفي هذا الصدد خصصت وزارة الإعلام موجة بث موحدة خاصة لإحياء الذكرى، بدأت عند الساعة 12 ظهرا، وتستمر حتى الساعة السادسة مساء، واشتملت على برامج خاصة لإحياء هذه الذكرى، ومقابلات مع مسؤولين ومواطنين وآخرين عايشوا فصول النكبة. وقالت وزارة الإعلام إن اللقاءات “تسلط الضوء على نكبة شعبنا العربي الفلسطيني الممتدة طوال 72 عاما، وصولا إلى مخططات الضم والأسرلة، تنفيذا لصفقة القرن برعاية أمريكية وفي ظل جائحة كورونا لفرض أمر واقع”. وأشارت إلى أن الموجة جاءت لتواكب حالة الرفض الفلسطيني لكل المخططات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية برعاية الإدارة الأمريكية ودعمها، كما تبرز الهوية الفلسطينية التي استطاعت الحفاظ على نسيجها التاريخي وذاكرتها رغم كافة محاولات الطمس والإلغاء. وأكدت وزارة الإعلام أن “أهمية هذه الموجة في ظل هذه الأخطار، بتسليط الضوء على حكايات النكبة والتهجير القسري، وعلى الذاكرة الفلسطينية التي يتم توريثها، وعلى سؤال الوطن والهوية، وعلى أهمية الدور الذي لعبه وما زال في رفد الذاكرة الفلسطينية بعناصر وجودها وبقائها”. وجدير بالذكر أن العصابات الصهيونية أحكمت في يوم 15 مايو من عام 1948، سيطرتها على المدن والبلدات الفلسطينية، بعد أن ارتكبت العديد من المجازر، وطردت سكان تلك المناطق قسرا وبقوة السلاح، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ودول الجوار كسوريا ولبنان والأردن، ليقيموا هناك في مخيمات للاجئين لا زالت قائمة لتكون شاهدا على النكبة.