يستعد المغرب في الأيام القليلة القادمة، لإطلاق حملة وطنية للتلقيح ضد كورونا، بعد أن استقبل أول دفعة من اللقاح الصيني الذي تطوره شركة "سينوفارم"، والذي سيتيح تلقيح 20 مليون شخص، خلال ثلاثة أشهر، ما سيشكل "إنجازا نوعيا" على مستوى القارة الإفريقية. هذا، وشرعت مراكز التلقيح ضد فيروس كورونا منذ بداية الشهر الجاري في فتح أبوابها بجهات المملكة لاستقبال المواطنين. وستواكب عملية التلقيح مجموعة من الإجراءات التقنية والتنظيمية، تهم المستفدين من اللقاح لتتبع حالتهم الصحية، حيث سيتم اعتماد بطاقة التلقيح ضد فيروس كورونا لكافة الأشخاص الذين استفادوا من التطعيم. وسيكون من اللازم أخذ موعد للراغبين في تلقي اللقاح عبر نظام معلوماتي مخصص للعملية للأشخاص الحاملين للبطاقة الوطنية أو الاقامة. كما يمكن للراغبين في تلقي تطعيم كوفيد19 التسجيل بمقرات المقاطعات القريبة من مقرات سكناهم والحصول على الموعد، حيث سيتم إرسال رسالة قصيرة إلى هواتف المعنيين بالأمر على الرقم 1717 لإبلاغهم بمكان وموعد التلقيح. كما سيتم تتبع الأشخاص المستفيدين من التلقيح عن بعد من خلال جواز الصحة ومنصة "يقظة لقاح" اللذان سيمكنان من تتبع ومراقبة الأعراض الجانبية في حالة حدوثها، فضلا عن عنصر هام هو إدارة المخزون، وذلك عبر السجل الإلكتروني للتلقيح، والذي يتضمن بالإضافة إلى ما تم ذكره بيانات الأفراد، وبيانات عن نوعية اللقاح وتاريخ تلقي الجرعتين الأولى والثانية. يشار إلى أن الملك محمد السادس كان قد أصدر تعليماته السامية للحكومة قصد اعتماد مجانية التلقيح ضد وباء كوفيد 19 لفائدة جميع المغاربة، وذلك بتوفير اللقاح لجميع المغاربة، كوسيلة ملائمة للتحصين ضد الفيروس والتحكم في انتشاره، في أفق عودة المواطنين، لممارسة حياتهم العادية. وينتظر أن تشمل المرحلة الأولى من التطعيم 20 مليون مغربي تزيد أعمارهم عن 18 سنة، حسب جدول لقاحي في حقنتين، في حين ستعطى الأولوية على الخصوص للعاملين في الخطوط الأمامية، خصوصا العاملين في مجال الصحة، والسلطات العمومية، وقوات الأمن، والعاملين في قطاع التربية الوطنية، وكذلك الأشخاص المسنين، والفئات الهشة للفيروس، وذلك قبل توسيع نطاقها في مرحلة ثانية على المواطنين، الراغبين في تلقي اللقاح. والجدير بالذكر أن المغرب تمكن من احتلال مرتبة متقدمة في التزود باللقاح ضد كوفيد-19، بفضل المبادرة والانخراط الشخصي للملك اللذين مكنا من المشاركة الناجحة للمغرب، في التجارب السريرية، وقد أعطى الملك محمد السادس توجيهاته للسلطات المختصة للسهر على الإعداد والسير الجيدين لهذه العملية الوطنية واسعة النطاق، سواء على المستوى الصحي أو اللوجيستيكي أو التقني.