تم توزيع الجوائز على الفائزين المتوجين بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها السابعة عشرة، والتي يقدمها المركز العربي للأدب الجغرافي ضمن مشروع “ارتياد الآفاق”. وتوزعت الجوائز، التي أعلن عن أسماء الفائزين بها في يناير الماضي، على فئات “الرحلة المعاصرة”، و”المخطوطات المحققة”، و”اليوميات”، و”الرحلة المترجمة”، علما أن عدد المخطوطات المشاركة في دورة هذه السنة بلغ 51 مخطوطة من 12 بلدا عربيا. وهكذا، وفي فئة “النصوص الرحلية المحققة” تم تتويج كل من الأردني هيثم سرحان عن “نشوة الشمول في السفر إلى إسلامبول ونشوة المدام في العودة إلى مدينة السلام”، والسعودي أسامة بن سليمان الفليح عن “أسفار فتح الله الحلبي”. فيما حصد الجائزة في فئة “الرحلة المعاصرة-سندباد الجديد” السوداني عثمان أحمد حسن عن مخطوطه “أسفار الاستوائية.. رحلات في قارة إفريقيا”، والمصريان مهدي مبارك عن مخطوطه “مرح الآلهة: 40 يوما في الهند”، ومختار سعد شحاتة عن مخطوطه “في بلاد السامبا.. يوميات عربي في البرازيل” أما في فئة “اليوميات”، فعادت الجائزة لكل من خلود شرف عن مخطوطها “رحلة العودة إلى الجبل: يوميات في ظلال الحرب”، وخيري الذهبي عن كتاب “من دمشق إلى حيفا: 300 يوم في الأسر الإسرائيلي” وكليهما من سوريا. وفاز بالجائزة عن فئة “الترجمة” السعودي عائض محمد آل ربيع عن كتاب “وراء الشمس: يوميات كاتب أحوازي في زنازين إيران السرية” لكاتبه يوسف عزيزي (إيران)، والسوري كاميران حوج عن كتاب “فاس: الطواف سبعا” لمؤلفه شتيفان فايدنر (ألمانيا). في حين حجبت لجنة التحكيم، التي ضمت خلدون الشمعة وعبد الرحمن بسيسو ووليد علاء الدين والطائع الحداوي وشعيب حليفي، الجائزة في فئة “الدراسات”، بسبب عدم كفاءة النصوص المشاركة بهذه الفئة. وفي كلمة له بالمناسبة، أكد وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج أنه “سنة بعد أخرى، يترسخ هذا الحفل الثقافي والأكاديمي ليصير واحدا من أهم المواعيد الثقافية العربية التي يشهدها المغرب ويحتضنها، ضمن البرنامج الثقافي لهذا المعرض العريق الذي جعل من بلادنا مكتبة عالمية مترامية الأطراف، هنا على ضفاف المحيط الأطلسي”. وقال الأعرج إن ” إن هذا المشروع الثقافي والحضاري الكبير، حين يخصص جائزة لأدب اليوميات والرحلات المعاصرة والترجمات أيضا، إلى جانب جوائز الدراسة والتحقيق، فهو يصل الماضي بالحاضر، متوجها نحو المستقبل”. واعتبر الوزير أن “استضافة وزارة الثقافة والاتصال لمشروع “ارتياد الآفاق”، ولجائزته السنوية “جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة” تأكيد منا على القيمة الحضارية والحداثية لهذا المشروع الثقافي الكبير”. ومن جهته، أبرز مدير عام المركز العربي للأدب الجغرافي الشاعر السوري نوري الجراح أن هذه الجائزة شكلت “جسرا بين المشرق والمغرب، وبين العرب والعالم، وفسحة لرؤية العالم بعيون كثيرة”، مشيرا إلى أن المؤلفات الفائزة هذا العام “تؤكد مجددا تزايد الاهتمام بأدب الرحلة من قبل الباحثين والأدباء العرب”. وكانت جائزة ابن بطوطة قد انطلقت مطلع العام 2003، وتمنح سنويا لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة.