كرة القدم المهنية

مكتب الصرف... والحنين لأمجاد الماضي
لا يمكن للمرء أن يغض الطرف عن أمجاد الفريق المهني لكرة القدم لمكتب الصرف، الذي كان يلعب سنوات السبعينات وبداية الثمانينات أدوارا طلائعية في البطولة المهنية، التي كانت تدور منافساتها عشية كل سبت بملاعب أحمد أشهود والفتح والمامون والبريد والسككيين بالعاصمة، وقد تاتى له ذلك بفضل اللاعبين المتميزين الذين كان الفريق يزخر بهم وقالوا كلمتهم فيما بعد في البطولة الوطنية إلى جانب أندية كبيرة خصوصا نادي إتحاد الفتح الرياضي، ولم يكن الأمر ينطبق فقط على الفريق المذكور، وإنما على فرق أخرى كبنك المغرب والخزينة العامة والطاكسيات وابن سينا... وغيرها.
إن تألق فريق مكتب الصرف في تلك الآونة، كان وراءه رجالات كانوا يحملون معهم الهم الرياضي في مقرات عملهم وخارج أوقات العمل وفي بيوتهم، والنموذج نستحضره الآن ويتعلق الأمر بالمناضل الرياضي عبد الوهاب ملين أطال الله في عمره، والذي كان مسؤولا بارزا بهذه المؤسسة وفي نفس الوقت شغل منصب رئيس فرع كرة القدم بنادي اتحاد الفتح وفي فترة أخرى رئيسا لفرع كرة السلة.
كان لابد من تسليط الضوء على تاريخ الرياضة بهذه المؤسسة والتذكير بنجوم التسيير الرياضي ببلادنا، والذين أصبحنا نفتقد لأمثالهم في الظرف الراهن.
وارتباطا بموضوع الرياضة بهذه المؤسسة، إختار القيمون على المصالح الاجتماعية بمكتب الصرف استحضار تلك الأمجاد الماضية، بتنظيم دوري في كرة القدم المصغرة، اختير له هذه السنة شعار «الرياضة في خدمة العمل الاجتماعي والتحفيز المهني»، بمشاركة 5 فرق تمثل المصالح التابعة للمؤسسة، بما في ذلك فريق المتقاعدين الذي قاده الإطاران السابقان بنفس المؤسسة الدوليان محمد عروبة والحارس العملاق للفتح والرجاء البيضاوي فتاح بنمبارك هذا الأخير معتبر من نجوم المنتخب المغربي الفائز بكأس إفريقيا للأمم سنة 1976 بإثيوبيا.
وفي حفل اختتام هذا الدوري الهام الذي أقيم بملاعب الثانوية التأهيلية الحسن الثاني، والذي حضره جمهور لا بأس به، دارت المقابلة النهائية التي جمعت فريق الموارد البشرية ومثيله فريق الموارد المالية والتجارية، حيث فاز الفريق الأول بنتيجة هدف يتيم، وبالتالي يحرز لقب هذه الدورة، التي ارتأت اللجنة المنظمة برئاسة الرجل الديناميكي سعيد حرير، أن تحمل اسم الراحل موحى بوربع الذي غادرنا إلى دار البقاء السنة الفارطة، والذي قدم خدمات جليلة للرياضة وللمؤسسة.
وعقب نهاية حفل الاختتام الذي تم خلاله تتويج كل الفرق المشاركة بالكؤوس الرمزية، أقيم حفل شاي على شرف جل المشاركين بحضور المدير العام للمؤسسة جواد حمري والكاتب العام عيسى الملياني ورئيس الجمعية نور الدين بناصر، ونجوم الفتح السابقين يأتي في مقدمتهم المحترف السابق حسن أقصبي بمعية كبير مزور وخالد الأبيض وعدة شخصيات أخرى.