أصدر فريق الرجاء البيضاوي، بلاغا بموقعه الرسمي، وعممه على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، يعبر فيه عن شكره وامتنانه، لرئيس جامعة كرة القدم فوزي لقجع، على تنازله عن الشكاية التي سبق وأن تقدم بها، في مواجهة بعض جماهير الفريق الأخضر. اغتنم البلاغ هذه المناسبة، للتأكيد على حرص النادي بجميع مكوناته، على تثمين المجهودات المبذولة من طرف رئيس الجامعة، قصد تطوير منظومة كرة القدم بالمغرب. كان هذا مضمون نص البلاغ الصادر عن إدارة الرجاء، على خلفية تنازل لقجع عن متابعة مسيري صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، هاجمت بشراسة رئيس الجامعة متهمة إياه ب "الفساد"، بل ذهب البعض إلى حد السب والشتم والمس بالأعراض، حيث وصل عدد الأشخاص المتابعين في هذا الملف إلى 18 شخصا. تنازل لقجع عن المتابعة، لكن ملف تخليق الحياة الرياضية وتنقية الأجواء، سيبقى مطروحا بقوة، مادام هناك أشخاص جعلوا من التهديد والوعيد والإساءة والتخوين والاتهامات الباطلة، سلاحا للوصول إلى تحقيق مصالحهم ومحاربة الخصوم… امتلك لقجع الجرأة ولجأ للقضاء، مطالبا بالإنصاف، وهو ما لم يتوفر لمسيرين آخرين استأنسوا مجبرين مع الحملات، بل لم يعودوا يعيرونها أدنى اهتمام، وحتى عندما يفكر أحدهم في استعمال حق المتابعة، فإن المبرر الذي يسمعه دائما: "آش بغيتي بهذا الشي". وإذا كان هناك من عاب على لقجع اتخاذ قرار اللجوء للقضاء، فإن الرأي العام الرياضي عموما، كان مؤيدا لطلب الإنصاف من طرف القضاء، والدليل على ذلك حملة التضامن الواسع الذي أطلقتها مختلف التنظيمات الوطنية من أندية وفرق وعصب، بالإضافة إلى شخصيات مستقلة، الكل عبر عن رفضه المطلق لهذه الحملة التي استغلتها أبواق الجارة الشرقية، بكثير من التأييد والترحاب، بل اعتبرته أكبر دليل على "عدم نزاهة" الرجل. فقد خرجت حملة فئوية تبدو ممنهجة داخليا، تستهدف بالأساس رأس لقجع، متهمة إياه ب "الفساد" ومحاربة ناد معين، ومجاملة فرق على حساب أخرى، وأصحاب هذه الحملة يصفون أنفسهم ب "محبي" الرجاء كواحد من الأندية المرجعية التي يحظى بدرجة احترام وتقدير كبيرين، كما يتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة. مع العلم أن هناك مسيرين لهم يد في إطلاق حملات تستهدف أسماء بعينها، في إطار حرب المواقع والصراعات الهامشية والابتزاز المكشوف، وما يعرفه عادة من تنافس بين الأندية، وهو سلوك مقيت يجب محاربته بلا هوادة، ودون أدنى تردد… إن وضع ملف بكل هذه الحيثيات أمام القضاء، من المفروض أن يتحول إلى قضية رأي عام، تتطلب انخراط كل المتدخلين من أجل محاربة ظاهرة، أصبحت للأسف طاغية، لكونها تخلق جوا مشحونا، لا يشجع على الانخراط في المجال الرياضي عموما، بل يحول دون تشجيع المؤسسات ورجال الأعمال، والكفاءات على الاقتراب نهائيا من الرياضة والرياضيين… كان لقجع محقا في خطوته، لكنه تنازل معبرا عن معدن أصيل، واستحضاره بالدرجة الأولى الجانب الإنساني النبيل، والتفكير في تأثير المتابعة على نفسية العائلات، وبالأخص الأمهات… فكيف لم يفكر أصحاب الحملة أن للقجع أما تبلغ من العمر 80 سنة، تهاجم بأقبح النعوت أو الأوصاف، ذنبها الوحيد أن لها ابنا اسمه فوزي يتحمل مسؤولية وطنية ضخمة، بكل ما تحمله من تحديات وتتطلب من تضحيات… وفي ذلك عبرة لمن يعتبر !!!