تراجع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الأربعاء عن إنكار انه أجرى محادثات مع معمر القذافي عن بيع مفاعل نووي إلى ليبيا منذ حوالي أربع سنوات قبل أن تساعد باريس في الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل في عام 2011. وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهمت الرئيسة السابقة لمجموعة أريفا النووية الفرنسية المملوكة للدولة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه كان يريد بيع طاقة نووية لليبيا في عهد القذافي حتى صيف 2010 على أقل تقدير. وقالت آن لوفيرجون الرئيسة التنفيذية السابقة للمجموعة في مقابلة نشرت مؤخرا، على موقع صحيفة لاكسبريس الأسبوعية الإلكتروني إن ساركوزي اقترح في يوليو 2007 بيع مفاعل نووي لحكومة القذافي لاستخدامه في تحلية المياه المالحة. وأضافت أنها عارضت الفكرة «بشدة». وبات استعداد فرنسا لتقديم مفاعل نووي إلى ليبيا القذافي قضية ساخنة قبل الانتخابات ليطغى على دور ساركوزي الرئيسي في المساعدة في الإطاحة بالدكتاتور الليبي من السلطة في العام الماضي الأمر الذي يصوره في كثير من الأحيان باعتباره احد انجازاته. وأطاحت المعارضة المسلحة بالقذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما وقتلته في أكتوبر مدعومة بحملة عسكرية لحلف شمال الأطلسي لعبت فيها الطائرات الحربية الفرنسية دورا رئيسيا. وكان ساركوزي الذي تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي قبل أربعة أيام من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، قال الثلاثاء انه لم يكن «واردا على الإطلاق» بيع مفاعل نووي نافيا ادعاء الرئيس السابق لمجموعة اريفا الفرنسية النووية. وقال ساركوزي واصفا الاتهام يوم الأربعاء بأنه «خيالي» إن محطة لتحلية مياه البحر فقط كانت قيد البحث في عام 2007 لكنه اقر بأنها كانت تتطلب مفاعلا نوويا لتلبية احتياجاتها من الكهرباء. وقال ساركوزي في مقابلة مع محطة تلفزيون بي.اف.ام «ظل هذا المشروع في مرحلة من مراحل مشروع لأن القذافي انزلق بعدها بعدة أشهر إلى حماقة التدمير.. لم يكن هناك إمكانية لان يصبح ذلك حقيقة واقعة». وقال ساركوزي «هل لليبيا الحالية أو السابقة الحق في الحصول على محطة لتحلية مياه البحر بتكنولوجيا فرنسية لتشغيل التوربينات؟ الجواب هو نعم.. كان ذلك يتماشى مع كل القواعد الدولية لم يكن هناك أي غموض». وتلقي لوفيرجون باللوم على ساركوزي الذي يواجه معركة صعبة للفوز بولاية ثانية وتقول إنه أسس نظاما «استقطابيا» داخل الشبكة النووية الفرنسية. وقالت أن هذا النظام «اقترح نقل حقوق ملكيتنا الفكرية العالمية للصينيين وبيع الطاقة النووية في دول من غير المعقول بيعها لها».