عامل إقليم الجديدة يشرف على حملة كبرى لتحسين وجه المدينة واليقضة الدائمة للشأن المحلي    تسجيلات صوتية تثير الهلع وسط أولياء التلاميذ بطنجة.. ومصالح الأمن تؤكد: "مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة"    اختناق جماعي داخل وحدة صناعية.. نقل 145 عاملاً إلى المستشفى    طنجة.. "سناك" يتحول إلى مطعم دون رخصة وروائح الطهي تخنق السكان بسبب غياب نظام التهوية    البكوري: ندعم الفعاليات الجادة بتطوان وجمعية محبي ريال مدريد تُسهم في إشعاع مدينتنا    هكذا يستغل بنكيران القضايا العادلة لتلميع صورته وإعادة بناء شعبية حزبه المتهالكة    "الاستقلال" يشكو أوزين إلى العلمي    لقجع: الطلب العمومي الأخضر محور أساسي في استراتيجية التنمية المستدامة بالمملكة    المديرية العامة لأمن نظم المعلومات تصدر تحذيرا من برمجية خبيثة تستهدف أجهزة أندرويد    المغرب وموريتانيا يدفعان بعجلة التنمية المحلية عبر توطيد التعاون اللامركزي    الأحزاب الوطنية تؤكد انخراطها القوي وراء جلالة الملك في معركة الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة    ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة في أوروبا خلال شهر مارس الماضي    كوبونات الخصم: مزاياها وكيفية استخدامها عند التسوق اونلاين    "الأشبال" يستعدون لتونس بالإسماعيلية    احتفالية نزاهة الملحون بمكناس تعرف مشاركة من مدينة العرائش    الغزيون في مواجهة سلاحي الجوع والعطش    الموسم الفلاحي .. توقع تسجيل زيادة بنسبة 41 في المائة من محصول الحبوب الرئيسية    صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء تزور بباكو ممر الشرف وممر الشهداء    وزارة الداخلية تشدد شروط الحصول على الجنسية الفرنسية    احجيرة: 8 آلاف سيارة مغربية بمصر    شركة صينية تُحوّل استثمارها من إسبانيا إلى طنجة    مدارس السياقة ترفض الصيغة الجديدة للامتحان وتطالب برخصة خاصة "بالأوتوماتيك"    العروي.. الشرطة القضائية توقف "الصيد الثمين" في حملة أمنية ضد مروجي المخدرات    المغرب يحصد 43 ميدالية منها ثلاث ميداليات ذهبية في بطولة إفريقيا للمصارعة    جهة الشرق تسجل أعلى معدل بطالة في المغرب    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض    الحسيمة تحتفي بالسينما الفرنسية ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم    الدريوش توضح حيثيات تصريح الداخلة: دعم مشاريع الأحياء المائية موجه للمبادرات وليس للأفراد وعدد المستفيدين بلغ 592 مستفيدا    مدير المستشفى الجهوي بني ملال يستنفر كل الأطقم لتجفيف كل الظواهر المشينة بالمشفى ومحيطه    الحقيقة والخيال في لوحة التشكيلية المغربية ليلى الشرقاوي    المحمدية تحتفي بالمسرح الاحترافي في دورته الثالثة    مزاعم اختطاف أطفال في طنجة غير صحيحة    ألباريس: المغرب ساعدنا في أزمة الكهرباء.. وعلاقتنا تشهد "تقدما كبيرا"    "تعزيز الدفاع" يؤخر محاكمة حامي الدين    عضة كلب تنهي حياة شاب بعد أسابيع من الإهمال    عودة ليفاندوفسكي تزين قائمة برشلونة قبل موقعة إنتر ميلان في دوري الأبطال    استقبال أعضاء البعثة الصحية لموسم الحج    كيف تُنقذ حياة شخص من أزمة قلبية؟.. أخصائي يوضّح    جدل يرافق دعما يفوق مليار سنتيم في قطاع الصيد .. والدريوش: التمويل دولي    تتويج مثير لكلوب بروج بكأس بلجيكا وشمس الدين الطالبي يرفع العلم المغربي احتفالاً    أوقفها ثم أعادها.. مصطفى أوراش يتراجع عن التجميد ويُعلن استئناف البطولة    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    أسعار الذهب ترتفع مدعومة بتراجع الدولار    مفاوضات متواصلة تؤجل الكشف عن الأسماء المغربية في موازين    الكوكب يواصل نزيف النقاط واتحاد يعقوب المنصور يعزز موقعه في المركز الثالث    باريس.. الوجه الآخر    أسود الأطلس يواصلون التألق بالدوريات الأوروبية    رسميًا.. ألكسندر أرنولد يعلن رحيله عن ليفربول    فرنسا والاتحاد الأوروبي يقودان جهودا لجذب العلماء الأميركيين المستائين من سياسات ترامب    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    أكاديمية المملكة تحتفي بآلة القانون    تفاصيل إحباط تفجير حفلة ليدي غاغا    العثور على جثث 13 عاملا بالبيرو    بريطانيا تطلق رسمياً لقاح جديد واعد ضد السرطان    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسرحية سِيدْنَا قْدَرْ (الحلقة 3)
نشر في بيان اليوم يوم 15 - 07 - 2013


الفصل الأول ذِيكْ اللِّيلَه...
زْعَيْطْ: (يتوسط الخشبة. يلتفت وينظر نحو الأفق الخلفي للخشبة ويناجي نفسه بضجر.) هَذْ الَمّيْضَعْ زْوِينْ، فْنِينْ. (يلتفت ويتقدم صوب الجهة الأمامية للخشبة. ينظر نحو الجمهور ويناجي نفسه بضجر.) هَذْ الْمَنْظَرْ تَاعْ الشّْمَنْدَرْ يَقْتُلْ بَالضَّحْكْ. (يلتفت صوب كُرَّيْطْ ويخاطبه بفتور.) مْشِينَا فْى حَالْنَا.
كُرَّيْطْ: (يرد على زْعَيْطْ برزانة.) مَا نْگَدُّ شَيْ. زْعَيْطْ: (يسأل كُرَّيْطْ باستغراب.) وَعْلاشْ؟!
كُرَّيْطْ: (يَهْمِسُ لزْعَيْطْ.) وَالْكَلْمَه الِّي عَاطِينْ للَصَّيَّدْ؟
زْعَيْطْ: (يطأطئ رأسه إذعانا لكلام كُرَّيْطْ.) وَا اِيَّيَّيَّيَّيَّهْ، اِيَّهْ! كَايْنَه، كَايْنَه! (يفكر لحظة ثم يستدرك باستغراب.) آشْ مَنْ صَيَّدْ؟!
كُرَّيْطْ: (يَهْمِسُ لزْعَيْطْ.) صَيّْدُونَا قْدَرْ! آوْه!
زْعَيْطْ: (يطأطئ رأسه إذعانا لكلام كُرَّيْطْ.) وَا اِيَّيَّيَّيَّيَّهْ، اِيَّهْ! كَايْنَه، كَايْنَه! (يفكر لحظة ثم يسأل كُرَّيْطْ بارتياب.) وْگَاطَعْ الشَّكّْ مَنْ الَمَّيْضَعْ؟!
كُرَّيْطْ: (يرتبك.) إينَ مَّيْضَعْ؟!
زْعَيْطْ: (يرد على كُرَّيْطْ بحزم.) الِّي عَاقْدِينْ فِيهْ مْعَ الصَّيَّدْ!
كُرَّيْطْ: (يتردد.) وَا گَالْ... (يفكر لحظة ثم يستدرك بعجالة.) گَالْ تْوَالْ الصَّفْصَافَه! (يرمق الشجرة بمجامع عينه ويتحدى زْعَيْطْ.) كَايْنْ شِي صَفْصَافَه غِيرْ هَذِه؟!
زْعَيْطْ: (يرمق الشجرة بمجامع عينه ويتهكم من حالها.) شَفْتْهَا مْهَوّْقَه، لاَ وْرَگْ لاَ عْرَگْ! لاَ بَيْضْ لاَ فْرَاخْ! لاَ حُكِيكْ لاَ فْرِيكْ! لاَ وْرَگْ لاَ عْرَگْ!
كُرَّيْطْ: (يرد على زْعَيْطْ بضجر.) مَا تْكُونْ غِيرْ خَرّْفَتْ.
زْعَيْطْ: (يعلق باستخفاف.) تْهَنَّتْ. (يفكر لحظة ثم يسأل كُرَّيْطْ بارتياب.) وَلَكِنِّ، بَاشْ عْرَفْنَاهَا صَفْصَافَه، وْصَفْصَافَه نِيتْ؟! مَا تْكُونْ شَيْ، زَعْمَا، جَطِّيوَه؟!
كُرَّيْطْ: (ينتابه الشك ويسأل زْعَيْطْ بتهيب.) اَوْ لاَ كَلْخَه؟!
زْعَيْطْ: (يسأل كُرَّيْطْ بارتياب.) اَوْ لاَ زَبُّوجَه؟!
كُرَّيْطْ: (يسأل زْعَيْطْ بتهيب.) اَوْ لاَ أرْگَانَه؟!
زْعَيْطْ: (يسأل كُرَّيْطْ بارتياب.) اَوْ لاَ ضَرْوَه؟!
كُرَّيْطْ: (يسأل زْعَيْطْ بتهيب.) اَوْ لاَ عَرْعَارَه؟!
زْعَيْطْ: (يسأل كُرَّيْطْ بارتياب.) اَوْ لاَ فَرْنَانَه؟!
كُرَّيْطْ: (يسأل زْعَيْطْ بتهيب.) اَوْ لاَ كَالِيتُوسَه؟!
زْعَيْطْ: (يسأل كُرَّيْطْ بارتياب.) اَوْ لاَ خَرُّوبَه؟!
كُرَّيْطْ: (يسأل زْعَيْطْ بتهيب.) اَوْ لاَ گَاعْ... (يتردد.) شِي... شِي... (ينظر شَزْراً إلى زْعَيْطْ ويسأله بتذمر.) آشْ بْغَيْتِ تْمَعْنِي بْهَذِه قَوَّةْ «اَوْ لاَ؟ اَوْ لاَ؟ اَوْ لاَ؟» زَعْمَا اتَلّفْنَا الَمَّيْضَعْ؟!
زْعَيْطْ: (يتهكم من كُرَّيْطْ.) اِلا جِيتِ تْشُفْ، كَانْ خاَصُّه يْكُونْ هُوَّ هَذَا! (يواصل بهمس.) وْصَيّْدُونَا قْدَرْ حْتَى هُوَّ كَانْ خاَصُّه يْكُونْ وَاگَفْ حَاضَرْ نَاظَرْ، هْنَا وَهْنَا وَهْنَا وَهْنَا! دَابَا دابَا دَابَا دَابَا!
كُرَّيْطْ: (يتضايق من زْعَيْطْ.) هُوَّ مَا گَالْ شِي غَادِي يْجِي! گَالْ لَكْ وَقِيلَ غَادِي يْجِي!
زْعَيْطْ: (يضايق كُرَّيْطْ.) وِاِلا مَا جَا شَيْ؟
كُرَّيْطْ: (يرد على زْعَيْطْ بضجر.) نْرَجْعُ لِه فَى نْهَارْ غْدَا.
زْعَيْطْ: (يواصل مضايقة كُرَّيْطْ.) وَنْرَجْعُ لُه تَى بَعْدْ غْدَا؟
كُرَّيْطْ: (يرد على زْعَيْطْ بضجر.) اِلا كُنَّا نْرَجْعُ، نْرَجْعُ لِهْ.
زْعَيْطْ: (يواصل مضايقة كُرَّيْطْ.) وْسِرْ عْليكْ، وْسِرْ عْليهْ؟
كُرَّيْطْ: (يسأل زْعَيْطْ بنبرة من نفد صبره.) آشْ بَاغِي تْمَعْنِي بْسِرْ عْلِيهْ؟!
زْعَيْطْ: (يجيب كُرَّيْطْ باستخفاف.) بْغَيْتْ نْگُولْ حْتَى يْجِي، زَعْمَا.
كُرَّيْطْ: (يعقب على زْعَيْطْ بسأم.) آ شْحَالْ فِيكْ آ صَاحْبِي مَنْ اَغْنَانْ.
زْعَيْطْ: (يصر على مضايقة كُرَّيْطْ.) وَلَكِنِّ ارَى حْنَ جِينَا لِيلَةْ الْبَارَحْ.
كُرَّيْطْ: (يضيق ذرعا بزْعَيْطْ ويرد عليه بتوتر.) لاَ! لاَ! لاَ! لاَ! زْفَطْتِ، زْفَطْتِ، زْفَطْتِهَا!
زْعَيْطْ: (يواصل مضايقة كُرَّيْطْ ويسأله بتحدٍّ.) وَگُلْ لِيَّ آشْنُه ادَرْنَا لِيلَةْ الْبَارَحْ؟
كُرَّيْطْ: (يتردد في الإجابة.) لِيلَةْ الْبَارَحْ؟... لِيلَةْ الْبَارَحْ؟
زْعَيْطْ: (يبالغ في مضايقة كُرَّيْطْ.) إيَّهْ آ السِّي، آشْنُه ادَرْنَا لِيلَةْ الْبَارَحْ؟
كُرَّيْطْ: (يرتبك في الإجابة.) لِيلَةْ الْبَارَحْ، آ سِيدِي عْلِيكْ، إلاَ كَانْ رَاسِي يَنْفَعْنِي وْمَا خَفْتْ نَكْذَبْ... (سرعان ما يغتاظ.) وَهَا اَنَا، آ سِيدِي، سَخْسَخْنِي! (يتحدى زْعَيْطْ هو الآخر.) گُلْ، انْتَ نِيتْ، آشْنُه ادَرْنَا لِيلَةْ الْبَارَحْ!
زْعَيْطْ: (يرد على كُرَّيْطْ بثبات.) عْلَى حْسَبْ رَايِّي، كُنَّا هْنَا يَا.
كُرَّيْطْ: (يرمق الفضاء بمجامع عينه ويسأل زْعَيْطْ بنبرة المحقق.) هَذْ الْمُوضَعْ؟! هُوَّ هَذَا؟! فَايْتْ شَايْفُه؟! فَايْتْ مْخَالْطُه؟! فَايْتْ دَارَجْ فِيهْ؟! فَايْتْ حَاطّْ فِيهْ؟! آ اَدْوِ! آ اَلْوِ! آ اَزْوِ!
زْعَيْطْ: (يتخلى عن المشاكسة ويستسلم لكُرَّيْطْ بنبرة المغلوب على أمره.) اَقِلْنِي عْلِيكْ مَنْ التَّحْكَارْ. مَا گُلْتْ شَيْ.
كُرَّيْطْ: (يستغرب من تراجع زْعَيْطْ المفاجئ.) إوَ هَا حْنَ مَا زَالْ عْلِيهْ؟!
زْعَيْطْ: (يعود إلى مضايقة كُرَّيْطْ ويخاطبه بتحدٍّ.) بْغَيْتِ تْشُوفْ مَا زَالْ عْلِيهْ؟! إوَ آ سِيدِي، الْمَعْزَه مَعْزَه وَلَوْ تْطِيبْ!
كُرَّيْطْ: (يفقد السيطرة على أعصابه ويَصْرُخُ في وجه زْعَيْطْ.) انْتَ فِينْ تْطِيبْ؟! (يشير إلى الشجرة ويخاطب زْعَيْطْ بحدة.) اَنْتَ هَذْ الشَّجْرَه، هَذِه، هَذِه! (يشير إلى القاعة ويخاطب زْعَيْطْ بحدة.) هَذْ الْگَلْتَه، هَذِه، هَذِه!
زْعَيْطْ: (لا يعير اهتماما لغضب كُرَّيْطْ ويسأله بهدوء مثير للحنق.) وْگَاطَعْ الشَّكّْ مَنْ اللِّيلَه؟
كُرَّيْطْ: (يربكه السؤال.) إينَ لِيلَه؟!
زْعَيْطْ: (يجيب كُرَّيْطْ بهدوء.) الِّي خَصّْنَا نَتْسَنَّاوْهْ فِيهَا.
كُرَّيْطْ: (يجيب زْعَيْطْ بيقين.) گَالْ الَخْمِيسْ! (يتردد، يفكر لحظة ثم يرتاب.) عْلَى مَا ظَنَّيْتْ.
زْعَيْطْ: (يسأل كُرَّيْطْ باستهزاء.) بَعْدْ مَا يَدْخُلْ اللِّيلْ فَى اللِّيلْ حْتَى تْقَرَّبْ رُوحُه تَخْرُجْ؟
كُرَّيْطْ: (يقر بالأمر.) هَذِكْ! وْبَالأمَارَه عْگَدْتْ خَيَّه فِي هَذْ الزِّيفْ! (يبحث في جيوبه المليئة بالبقايا والفُضلات ويتساءل بجزع.) فِينَ هُوَّ هَذْ الَحْرَامْ الْقَسِيسْ مَنْ زِيفْ؟!
زْعَيْطْ: (يواصل زعزعة كُرَّيْطْ وتشكيكه في الأمر بدهاء.) وَلَكِنِّ، إينَ خْميسْ هُوَّ فْى الَخْمِيسَاتْ؟ وَهَذْ اللِّيلَه، لِيلَةْ الَخْمِيسْ؟ مَا تْكُونْ شَيْ، زَعْمَا، لِيلَةْ الَثْلاَثْ؟ اَوْ مَا تْكُونْ شَيْ لِيلَةْ الاحَدْ؟ اَوْ مَا تْكُونْ شَيْ لِيلَةْ الاَرَبْعَا؟ اَوْ مَا تْكُونْ شَيْ سَنْدْرُودِي؟
كُرَّيْطْ: (ينظر حواليه بجزع وكأنه يبحث عن اليوم في المكان الذي يوجد فيه، ثم يعلق على الأمر بجزع.) آهْ يَا نَارِي وْ قَفَّرْنَاهَا!
زْعَيْطْ: (يتمادى في مشاكسته ويسأل كُرَّيْطْ بمكر.) اَوْ لاَ تْكُونْ، گَاعْ، لِيلَةْ الاَثْنِينْ، خْلُقْ عُزْرَيْنْ مْعَ الاُخْرَيْنْ؟
كُرَّيْطْ: (يعلق على الأمر بجزع.) قَفَّرْنَاهَا! قَفَّرْنَاهَا!
زْعَيْطْ: (يغالي في مضايقة كُرَّيْطْ ويخاطبه بعجرفة.) اِلاَ كُنَّا اشَقَّيْنَا الصَّيَّدْ وْجَانَا فَى عْشِيَّةْ الْبَارَحْ عْلَى وَلُو، مَا يْجِي شِي الْيُومْ.
كُرَّيْطْ: (يعقب على زْعَيْطْ بهلع.) يَاكْ عَادْ گُلْتِ كُنَّا هْنَا يَا لِيلَةْ الْبَارَحْ!
زْعَيْطْ: (يرد على كُرَّيْطْ بمكر.) نَقْدَرْ نَغْلَطْ. (يصمت لحظة ثم يخاطب كُرَّيْطْ بضجر.) بَرَكَه مَنْ هَذْ التّْبَرْوِيلْ، اَوْ لاَ بَاغِي تْزِيدْ؟
كُرَّيْطْ: (يجيب زْعَيْطْ بفتور.) بَرَكَه نِيتْ.
زْعَيْطْ: (يجلس في صمت.)
كُرَّيْطْ: (يذرع الخشبة بانفعال. يتوقف بين اللحظة والأخرى لِيَسْتَبِينَ الأفق.)
زْعَيْطْ: (يغط في نومه.)
كُرَّيْطْ: (يتوقف أمام زْعَيْطْ، ينظر إليه ويناديه بِحُنُو.) زْعَيْطَطْ.
زْعَيْطْ: (يغط في نومه.)
كُرَّيْطْ: (ينادي زْعَيْطْ بِحُنُو.) زْعَيْطَطْ.
زْعَيْطْ: (يغط في نومه.)
كُرَّيْطْ: (يَصْرُخُ.) وَا زْعَيْطَطْ، يَاهْ!
زْعَيْطْ: (يستيقظ مذعورا.) أيْ، اَيْ، اَيْ، اَيْ، اَيْ!... اهْدَا، اهْدَا، اهْدَا! (يفرك عينيه ويستعيد كامل وعيه. يشعر بوخز ضمير فيعتذر عن سباته بصوت منكسر.) خَطْفُونِي عَيْنِيَّ. (يصمت لحظة، ينظر خلالها إلى كُرَّيْط شَزْراً، ثم يَصْرُخُ في وجه.) وَاَنْتَ يَا عْلاشْ مَا كَتْخَلِّنِي شَيْ نَنْعَسْ نَغْنُسْ؟!
كُرَّيْطْ: (يرد على زْعَيْطْ بهدوء.) وْنَبْقَى نْقَرَّقْ فْى عَيْنِيَّ وَحْدِي بُوحْدِي؟ لاَ وْنِيسْ وْنِيسْ لاَ اَبُو تَلِّيسْ؟
زْعَيْطْ: (يرد على كُرَّيْطْ بانفعال.) وَاَنَا بْغَيْتْ نْهَتْهَتْ مَزْيَانْ! (يهدأ. يتخذ وضع الرواة ويعطي لصوته نبرة رخيمة.) كُنْتْ سَايْرْ نْشُوفْ، خَيْرْ وْسَلاَمْ...
كُرَّيْطْ: (يقاطعه بذعر.) مَا تْعَاوَدْ شَيْ!
زْعَيْطْ: (يمد ذراعه بحركة تشمل القاعة والخشبة وما وراءهما ويعاتب كُرَّيْطْ.) مْقَنّْعَاكْ هَذْ الدَّنْيَا؟! مْقَنّْعَاكْ؟! (يصمت لحظة ثم يَصْرُخُ في وجه كُرَّيْطْ.) انْتَ مَا لَكْ كَتْسَخْسَخْنِي؟! (يصمت لحظة ثم يعاتب كُرَّيْطْ بنبرة هادئة.) عْلَى مَنْ نَخْوِي هَذْ اَبُو غَطّاطْ الِّي فِيَّ اِلاَ بْقَيْتِ تّْخُوَّى عْلِيَّ؟
كُرَّيْطْ: (يتبرأ من زْعَيْطْ.) هَذَاكْ اَبُو غَطَّاطْ دْيَالَكْ! عُمْ بَحْرَكْ بِهْ! اَنْتَ عَارْفُه كَيَخْلَعْنِي وْمَا فِيَّ مَا نَسْمَعْ لِهْ!
زْعَيْطْ: (يرد على كُرَّيْطْ بتذمر.) بَعْضْ الْمَرَّاتْ كَيْگُولْ لِيَّ وَاحَدْ الرَّاسْ اَحْسَنْ نَتْفَارْقُ وْكُلَّ مَنَّا يْشَدّْ طْرِيگُه، اِلاَ لْگَى مَا يْشَدّْ!
كُرَّيْطْ: (يستخف بزْعَيْطْ.) هَذِيكْ الطّْرِيگْ ما تْسَلّْكَكْ شَيْ.
زْعَيْطْ: (يعلق على الأمر باستسلام.) ثَمَّه اعْوَجَتْ السّْفَرْجْلَه. (يصمت لحظة ثم يسأل كُرَّيْطْ بلطف.) يَاكْ آ كْرَيْطَطْ، ثَمَّه اعْوَجَتْ الشّْمَنْدْرَه؟ (يصمت لحظة ثم يواصل بمرارة.) حِيثْ الطّْرِيگْ، طْرِيگْ زْوِينَه... (يصمت لحظة ثم يواصل بمرارة.) وَمَّوالِيهَا نَاسْ زْوِينِينْ. (يصمت لحظة ثم يسأل كُرَّيْطْ بتودد.) يَاكْ آ كْرَيْطَطْ؟
كُرَّيْطْ: (يركَن للصمت.)
زْعَيْطْ: (يغني بضجر.)
اَنْتَ خَلِّهْ آ خَلِّهْ زْعَيْطْ لَمَّوالِيهْ * اَنْتَ اَنَا طْرِيگْ جْعَيْدَانْ غَادْيَه نِيشَانْ * اَنْتَ مَدَى مَنْ قَرْعَه خْوَتْ فَى الْقَلْعَه * اَنْتَ نَشْرُبْ الشِّيبَه دْيَالْ اَبُو عَيْبَه * اَنْتَ اَنَا سِيدِي حَجَّاجْ اَدَارْتُه ڤِيلاَجْ * اَنْتَ بْقَى فِيَّ اَلاَشْهَبْ الِّي خْوَى اَلْمَكْتَبْ * اَنْتَ اَنَا ابْنَ آدَمْ اَلاَشْهَبْ شْحَالْ كَيَعْجَبْ * اَنْتَ اَنَا مَدَى مَنْ زِينْ اَدَّوْهْ غِيرْ اَلاُخْرَيْنْ * اَنْتَ بْلِيتُونَا بَاَتَايْ مَا حْشُومَه شَيْ * اَنْتَ بْلِيتُونَا بَاَلْكِيفْ اَرَى الُقْلَيْبْ ضْعِيفْ * بْلِيتُونَا باَلدِّيعَه تَى لْوَرْدِيغَه...
كُرَّيْطْ: (يتحمل غناء زْعَيْطْ على مضض وينتهي به الأمر إلى التعبير عن انزعاجه بحدة.) آ بَرَكَه مَنْ التّْبُوعِيرْ! (يغادر الخشبة من كواليس الْجُنَيْنَةِ.)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.