واصل جهاز الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم ردوده القاسية اتجاه المغرب. فبعد كل عبارات الإدانة التي حملها بيانها الشهير عقب الزيارة الأخيرة لعيسى حياتو للمغرب، والإقصاء الذي صدر في حق الفريق الوطني المغربي من المشاركة بدورة 2014، جاءت القرارات النهائية لتنهى الجذل بخصوص علاقة الكاف بالمغرب، والدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس مدى الحياة الكامروني عيسى حياتو، من حيث إمكانية التخفيف من الحجم العقوبات، على خلفية طلب المغرب القاضي بتأجيل إجراء الدورة الثلاثين في تاريخها المحدد بسبب التخوف من انتشار مرض ايبولا. صدر القرار النهائي بإقصاء المنتخب الأول من المشاركة بدورتي 2017 و 2019، مصحوبا بعقوبات مالية تتجاوز 10 ملايين دولار، ولم يتأكد بصفة رسمية ما إذا كانت هناك عقوبات أخرى في الطريق، مادام مصدر القرار داخل جهاز الكاف يسيطر عليه لوبي لا يخفي عداؤه للمغرب. ما يهم الآن هو رد الفعل الذي سيصدر عن المغرب. صحيح أن الجهة المخاطبة الآن للاتحاد الأفريقي هى جامعة كرة القدم، لكن في هذه الحالة يهم سيادة الدولة وسمعتها ووزنها القاري والدولي، ولا أعتقد في هذه الحالة أن المغرب الرسمي أو الشعبي سيقبل بكل هذه العقوبات، التي وإن نفدت ستقضي رياضيا على جيل بكامله، مع ما يترتب عن كل هذا الإقصاء من تبعات سلبية على أكثر من صعيد. وطبيعي أن حالة الانتظار السلبي الذي تعاملت به الجامعة قبل صدور القرار النهائي، وخطأ التقدير الذي سقط فيه منذ البداية الوزير السابق محمد أوزين ساهما في ضعف الجانب المغربى، في الوقت الذي كان يجب فيه حشد الدعم والضغط بكل الأوراق الممكنة من أجل إصدار عقوبات أقل قوة من التي صدرت حتى الآن. فقد تبين أن ترويج إمكانية اكتفاء الكاف بعقوبات مالية فقط، كانت الهدف منها تغليط الجانب المغربي، وجعله في موقف المتفرج، وهو ما نجح فيه لوبي الكاف، حيث بقيت أجهزة المشرفة عن الشأن الرياضي بالمغرب تتفرج إلى حين صدور القرارات القاسية. من حق المغرب التقدم باستئناف، لكن لا بد من تغيير التعامل واعتماد أسلوب مغاير أو مهادن مع جهاز الكاف يسيطر لوبي على أغلب قراراته. لوبي لا يخفي عداؤه للمغرب. لكن لا بد من دخول الصراع في مواجهة هذا اللوبي عن طريق تحالفات جديدة. صحيح أن تونس تطالب بتحالف دول شمال أفريقيا، لكن كل المعطيات تؤكد أن تكتل دول شمال أفريقيا غير ممكن التحقيق لعدة اعتبارات. أولا هناك الجزائر التي تعتبر حاليا من الدول المؤثرة نظرا لوجود روراوة، ثانيا هنا موقف مصر المساير للوبي المعادي للمغرب والذي تتزعمه جنوب أفريقيا، ثالثا هناك موقف ضعيف لدولتي ليبيا وموريتانيا، ليبقى في الجهة الأخرى المغرب وتونس. هذه الأخيرة التي تعاني هي الأخرى من سيف العقوبات المسلط عليها، بعدما كانت إلى وقت قريب من بين الدول النافدة بوجود سليم شيبوب ومواطنه سليم علولو. موقف لا يحسد عليه يوجد به المغرب، وهو اختبار جديد لقدرته على تجاوز مثل هذه الحالات المعقدة، والتي خلقها كما قلنا سوء تقدير الوزير السابق، والموقف المتفرج للجامعة الحالية، وعليه فإن التعبئة ضرورية من أجل تجاوز النفق، والتأكيد على أن التحدي المغربي يمكن أن يخفت للحظة بسبب من الأسباب لكنه أبدا لن يموت. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته