شهدت غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، مساء اليوم الخميس، تطورات جديدة في الملف الذي يُتابَع فيه البرلماني السابق ورئيس نادي الوداد الرياضي سعيد الناصري. الجلسة الأخيرة خصصت للاستماع إلى الشاهد البارز والنائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، عبد الواحد شوقي، المعروف بلقب "بيبانكم"، وذلك في إطار التحقيق في المعطيات المرتبطة بفيلا كاليفورنيا. وخلال الجلسة التي ترأسها القاضي علي الطرشي، تقدم دفاع سعيد الناصري بطلب يرمي إلى عرض وثيقة سبق أن قدمها الشاهد للاطلاع عليها، وهو ملتمس اعترضت عليه النيابة العامة، غير أن المحكمة قبلت إدراجه إلى جانب وثائق أخرى. الشاهد أكد أن عملية تغليف درج الفيلا بالخشب موثقة بتواريخ مضمنة في الوثائق المدلى بها، إلا أنه لم يتمكن من تذكر التواريخ بدقة، موضحاً أن النوافذ الخشبية جرى استبدالها بالألمنيوم، فيما تم تركيب الرخام داخل الفيلا في سنتي 2021 أو 2022، نافياً أي علاقة له بهذه الأشغال. في المقابل، أشار دفاع المتهم إلى وجود وثيقة صادرة عن مؤسسة تابعة لوزارة الداخلية، تفيد بأن سعيد الناصري بدأ السكن بالفيلا سنة 2020، وهو ما يتناقض مع ما أكده الشاهد، الذي قال إن الناصري كان يقطن بها منذ أواخر 2018، مستشهداً بحضوره حفل عشاء أقيم على شرف فوز الناصري برئاسة الوداد الرياضي. الشاهد أوضح أن الحفل كان عادياً، حضرته شخصيات معروفة ورجال أعمال، ولم يشهد أي جمع لمساهمات مالية، مضيفاً أن الوثائق المقدمة للمحكمة أصلية، ويتحمل مسؤوليتها كاملة، نافياً أي ترويج لمعلومات زائفة بشأنها. وعقب اطلاع الناصري على الوثائق، صرح بأنها تتعلق بمعاملات تجارية واصفاً إياها ب"المزورة"، مشيراً إلى أنه سبق أن تقدم بشكاية تتعلق بشهادة الزور، وعبّر عن تأييده لطلب فتح تحقيق قضائي بخصوص صحتها، مشدداً على أن أقوال الشاهد مرتبطة بخلاف شخصي بينهما. ومن جهة أخرى، طالب الدفاع باستبعاد وثيقة تمثل مراسلة بين هاتف موكله وهاتف الشاهد، ودعا إلى إخضاعها لخبرة تقنية للتأكد من صحتها، وهو الطلب الذي رفضته النيابة العامة، معتبرة أن الحقيقة لا تُستخرج بأساليب غير قانونية، ليتقرر في النهاية رفض هذا الملتمس. كما رفضت المحكمة سؤالاً تقدم به الدفاع يتعلق بوجود سوابق قضائية للشاهد، رغم تبرير المحامي بأن السؤال يندرج ضمن الحقوق المرتبطة بالدفاع عن المتهم، ليرد الشاهد بأنه لم يسبق أن صدر بحقه أي حكم أو عقوبة حبسية. في ختام تصريحاته، أوضح الشاهد أن علاقته بسعيد الناصري تعود إلى فترة توليه رئاسة نادي الوداد، قبل أن تنتهي لأسباب مهنية وشخصية، نافياً وجود أي صراع مباشر بين الطرفين، ومشيراً إلى أن الفيلا خضعت لإصلاحات شاملة في سنة 2016، بعد مغادرة شخص لبناني كان يقطن بها سابقاً. ومن المرتقب أن تتواصل جلسات المحاكمة خلال الأيام المقبلة، في انتظار ما ستكشف عنه باقي التحقيقات والمعطيات المقدمة من طرف الدفاع والشهود.