قدم الفنانان أمينوكس وسعيدة شرف، أمام آلاف الجماهير المحتشدة مساء الأربعاء بمنصة المضيق ضمن مهرجان الشواطئ لاتصالات المغرب، سهرة بهيجة حملت المتابعين في سفر موسيقي بين إيقاعات الموسيقى الحسانية القادمة من جنوب المملكة إلى الأغنية الشبابية الواعدة بشمالها، تزامنا مع تخليد الشعب المغربي للذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد. وقد شكلت هذه السهرة، التي شهدت توافدا جماهيريا كبيرا من مختلف أنحاء المغرب وخارجه، لحظة احتفالية فريدة، حيث قدم الفنانان المغربيان باقة متنوعة من الأغاني، جمعت بين الأغنية الشبابية والوطنية والموسيقى الشعبية الحسانية، في توليفة نجحت الدورة الواحدة والعشرون لمهرجان الشواطئ في صياغتها بكثير من الإبداع. وشهدت منصة كورنيش المضيق تفاعلا جماهيريا استثنائيا خلال السهرة الفنية، التي انطلقت بعرض باهر للفنان ابن مدينة طنجة أمين التمري، المعروف باسمه الفني "أمينوكس"، حيث ألهب النجم الشاب حماس الحاضرين بأشهر أغانيه، التي رددها الجمهور بحماس منقطع النظير، في مشهد عكس الشعبية الكبيرة التي يحظى بها لدى فئة الشباب. وقد استقطب الحفل أعدادا ضخمة من الحاضرين، من سكان مدينة المضيق وزوارها المغاربة والأجانب، الذين حجوا إلى كورنيش المدينة مبكرا لضمان مقاعد لمتابعة نجمهم المفضل. وقد تحولت السهرة إلى لحظة جماعية من البهجة والفرح، حيث بدا التفاعل الكبير بين الجمهور والفنان دليلا على عمق العلاقة التي تربط أمينوكس بمحبيه، الذين واكبوا مسيرته الفنية الغنية بالعطاء والابداع الفني. من جهتها، أضاءت أيقونة الأغنية الحسانية المغربية، سعيدة شرف، السهرة بأدائها المميز الذي أشعل حماسة الجمهور منذ اعتلائها المنصة، حيث تفاعل الحضور معها بشكل غير مسبوق، مندمجا بشكل عفوي مع كل كلمة ولحن، في مشهد يختزل قوة تأثيرها في قلوب محبيها. وقدمت الفنانة سعيدة شرف خلال هذا العرض الاستثنائي باقة من أشهر أغانيها التي لاقت تفاعلا واسعا من الجمهور، حيث ردد الحضور كلمات أغانيها الشهيرة عن ظهر قلب. وبأسلوبها الفريد الذي يجمع بين قوة الصوت وجمال الأداء، استطاعت أن تخلق جوا من الانسجام بين المنصة والجمهور، مما جعل الجميع يشعر وكأنهم جزء من تلك اللحظة الفنية الخاصة. لكن ما جعل هذه السهرة أكثر تميزا هو تنوع العروض التي قدمتها الفنانة سعيدة شرف، حيث تخللت وصالاتها الغنائية مجموعة من الرقصات المتنوعة التي تأثرت بشكل واضح بالتراث الشعبي المغربي، حيث كانت الرقصات حاملة لروح الأقاليم الصحراوية والأطلسية والجبلية، وتعبر عن غنى الثقافة المغربية بألوانها المختلفة، هذه الرقصات، التي تجمع بين التعبير الجسدي والموسيقى الحية، أضافت بعدا استثنائيا لأدائها وجعلت الحضور يغرقون في عمق التراث الموسيقي والحركي الذي تقدمه. وكعادته شهد الحفل تنظيما محكما، وسط أجواء احتفالية مفعمة بالبهجة والفرح، في إطار برنامج مهرجان الشواطئ الذي دأبت اتصالات المغرب على تنظيمه كل صيف، بهدف تنشيط الفضاءات الشاطئية وتوفير لحظات من الفرجة والمتعة الراقية للساكنة المحلية ولزوار منطقة "تامودا باي"، عبر استضافة كوكبة من ألمع نجوم الأغنية المغربية. ووفاء لفلسفة المهرجان في منح الفرصة أمام الطاقات الفنية المحلية، وفي مستهل هذه السهرة الباذخة قدم الفنان الشفشاوني يوسف الزباخ مجموعة من الأغاني الشعبية والشبابية، التي تفاعل معها جمهور المهرجان. وقبل بداية العروض الفنية والموسيقية، أنارت الشهب النارية سماء مدينة المضيق، حيث اشرأبت أعناق الجماهير إلى سماء مدينة الصيادين لمتابعة الأضواء المنبعثة من المفرقعات، التي رسمت على ظلمة الليل، بشهبها ذات الألوان البيضاء والخضراء والحمراء والزرقاء، ألقا خطف أنظار المتابعين فرحا بعيد العرش المجيد. وبحسب المنظمين فقد استطاع "مهرجان الشواطي" لاتصالات المغرب، الذي يجري هذه السنة بمدن المضيقوطنجة والحسيمة ومرتيل والسعيدية والناظور، أن يفرض نفسه كموعد لا غنى عنه، مستقطبا كل سنة ملايين المتفرجين من جميع أنحاء المغرب، حيث تمت هذه السنة برمجة حوالي 100 سهرة بمشاركة أكثر من 200 فنان.