"عندما نريد، نستطيع..." قول مأثور من لغة موليير .. قول يعكس بقوة الدلالة التي نريدها بخصوص الشروع في تطبيق إحدى بنود الاستراتيجية الوطنية الهادفة إلى الحد من ظاهرة الشغب المرافق للمباريات الرياضية. في طنجة نجحت السلطات الأمنية في احتواء مشكل التذاكر المزورة التي راجت في الشوارع قبل مباراة اتحاد طنجة وضيفه الوداد البيضاوي ضمن الجولة ال 23 بالدوري المغربي للمحترفين لكرة القدم، والتي جرت عصر يوم الأربعاء الماضي بملعب طنجة الكبير، حيث تم اعتقال أشخاص وهم يروجون تذاكر بالسوق السوداء، خاصة وأن المباراة عرفت حضورا جماهيريا كبيرا سواء من مدينة البوغاز أو من مدينة الدارالبيضاء. وبالإضافة الى العمل الذي قام به رجال الأمن، فإن المكتب المسير للفريق الطنجاوي دخل هو الآخر على الخط، وناشد الجماهير -في بلاغ بالمناسبة- بضرورة اقتناء التذاكر من الشبابيك التي تم تخصيصها لهذا الغرض، وعدم شرائها من السوق السوداء أو الأشخاص المتجولين في الشوارع، وبالفعل تم المساهمة من طرف جميع الأطراف في احترام التنظيم وحفظ الأمن داخل المركب أو خارجه. قبل مقابلة طنجة، شهد الملعب الكبير لمدينة مراكش، حدثا كرويا هاما، يدخل ضمن عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، وجمع بين الوداد البيضاوي ونادي تي بي مازيمبي الكونغولي، الحضور كان كبيرا، لكن الإجراءات الأمنية والتنظيمية، كانت في المستوى، حيث اتخذت إجراءات استثنائية وغير مسبوقة، سمحت بإجراء المقابلة في أحسن الظروف، إذ منع إدخال الشهب الاصطناعية، ومنع القاصرون من دخول الملعب، وتم ترقيم الكراسي، وغيرها من الإجراءات التي أعطت أكلها، وفي زمن قياسي. حرصنا على تقديم هذين المثاليين للتأكيد على أن تفعيل أي إستراتيجية هادفة إلى الإصلاح وتجاوز الأخطاء في الزمان والمكان المناسبين، لابد وأن يعطي النتائج المنتظرة، كما أن الابتعاد عن العمل المناسباتي والشكلي، لم يكن في يوم من الأيام ذا جدوى أو أهمية والأمثلة كثيرة وكثيرة، سواء فيما يخص مسألة الشغب أو المنشطات أو الطب الرياضي، وغيرها من المجالات المرتبطة بالممارسة الرياضية. ما تم الحرص علي تطبيقه بطنجةومراكش، لابد وأن يتحول إلى خارطة طريق بالنسبة لجل الملاعب الوطنية .. صحيح أن حداثة المنشأتين ساعدت على ضبط الأمن والإجراءات التنظيمية، لكن هذا لا يمنع من العمل بنفس الحرص بأغلب الملاعب الوطنية، خاصة تلك التي تحتضن مباريات تعرف متابعة جماهيرية كبيرة. فمنع القاصرين، ومنع إدخال الشهب الاصطناعية، ومنع رفع اللافتات والشعارات المستفزة والمحرضة على العنف، لا يتطلب وجود ملاعب مجهزة أو كبيرة، بقدر ما يتطلب شعورا بالمسؤولية من طرف المكلفين بالتنظيم والأمن، وهذه حقيقة وقفنا عليها، بملعبين ومدينتين مختلفين، أما الإجراءات فكانت واحدة، وهي صالحة لكل مكان وزمان... فلماذا تم التأخر في تطبيق الإجراءات الاستعجالية إلى حين سقوط ضحايا، وتسجيل خسائر، وتحول الشغب من ظاهرة عابرة إلى واقع مرير ؟... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته