الدار البيضاء ، مدينة المال والأعمال والقطب الصناعي للمغرب .. بدأت شيئاً فشيئاً تفقد ما تبقى من تاريخها الحضاري .. بعد سنوات من هدم معلمة " المسرح البلدي" الذي كان يزين ملتقى البنايات الإدارية ، وتحول مكانه إلى شبه حديقة ، كراسي وبعض الشجيرات .. لتصبح مرتعاً للمتسكعين والمتشردين .. ليأتي القرار الثاني ، والذي رافق وضع أساس بناء مسرح الدارالبيضاء الكبير ، والذي جاء بمواصفات تسئ إلى معمار المحيط الحضاري له ، لكن مازاد الطين بلة ، هو تغير مكان "النافورة " علماً أنها معلمة تاريخية ولا ضير إن بقيت في مكانها حتى تضيف على بناية المسرح نوعاً من الجمالية .. لكن مسؤولوا القرارات كانت لهم وجهة نظر أخرى ، لا تهمهم هوية المدينة ، ولا موروثها الحضاري .. ما يهمهم هو تمرير الصفقات حتى ولو على حساب تراث مدينة وارثها الإنساني .. وبعد تحويلها من مكانها جاءت نسختها الجنيسة مشوهة الولادة ، ولا تمت للأصل بصلة .. واليوم تفاجأ ساكنة المدينة بقرار جمع الحمام ، هذا الحمام الذي هو جزء من هذه الساحة ، والذي يعطيها حساً جمالياً ، ويجعل منها وجهة للزوار . . اليوم ينصبون الشباك لاصطياد الحمام ، ووضعه في أكياس ، على أنهم سيقومون بترحليه ، وإطلاقه في مكان آخر لايعلم به أحد سواهم ، علماً أن شركة من حضيت بصفقة صيد الحمام .. يبقى السؤال الذي يدور بخلد كل البيضاوين ، من وراء هذا القرار الأرعن !! وما مصلحته في ذلك !! لا إجابة كدائماً ، مهما تعالت الإحتجاجات ، ومهما ندد المنددون .. لكن نقول جميعاً لا تعدموا حمام المدينة ، دعوه يعيش بسلام ..!!