لم يمض أسبوع على تلك النازلة التي قام بطلها ب0عتراض الترامواي ، وبطريقة سخيفة جداً ظناً منه أنه سيحصل على أعلى نسبة مشاهدة ، ولم يتبادر إلى ذهنه أنه سيحصل على أعلى عقوبة سجنية ، ويصبح محنة تواجه عائلته .. واليوم يظهر بطل آخر لكن بشكل مغاير تماماً ، حيث أنه ظهر مستلقياً بين قضبان السكة على ظهره ، ويحمل بيده مصحفاً ، وباليد الأخرى صورة الملك ، نتساءل هل هذا نوع من التمرد !! أم هو إحتجاج على أوضاع خاطئة من وجهة نظره ؟! أو يحاول تمرير رسالة ما ، من خلال هذا التصرف الإعتباطي .. غالبية هذا الشباب الذي بدأ يظهر هذه الأنواع من الإحتجاجات ، ينقصه التكوين والتأطير ، ينقصه الوعي الإيجابي ، فقط يريد الجاهز ، ويحمل المسؤولية على وضعه المتردي للدولة ، وكأن الدولة هي التي لم تبني له المدرسة ولم توظف له المعلم الذي يعلمه ، وكأن الدولة هي التي علمته تعاطي السيجارة الأولى التي كانت بوابة إلى عالم الإدمان على كل أنواع المخدرات .. وبما أن طموحه بات محدوداً ، أصبح يحلم بالحصول على كل شيء دون أن يفعل شيئاً ، وهذه هي الطامة الكبرى ، هذا الشباب لم ينخرط في الجمعيات التي يجب أن تقوم بدور تصحيح المفاهيم المغلوطة ، وأيضاً هو دور الأحزاب السياسية ، التي همها هو الإستغلال الإنتخابي ، ثم هناك دور الأسرة وتأثيرها في تربية الأبناء .. وما شاهدناه في تصريحات أولاءك القاصرين وتلك التفاهات التي تفوهوا بها حين كانوا يعتزمون اجتياز الحدود .. لو تربوا على المواطنة الحقة ، وحب الوطن كما كانت الأجيال السابقة ، ما كان يحدث هذا التسيب الآن ، والذي قد يؤدي إلى انفلات إن لم ندق جرس الخطر .. !!