كل يوم أصبحنا نستيقظ على جريمة في غاية الفظاعة .. وأكثرها بشاعة هي الجرائم ضد الأصول ..!! أو بمعنى أخر جرائم ترتكب في حق الآباء والأمهات ، أو العكس هو الصحيح .. لم ننسى بعد فاجعة "حي أناسي " والتي هزت مشاعر الشارع المغربي وتركت في النفوس حزن بالغ .. نظراً للطريقة الهمجية التي فصل بها الإبن رأس أمه ، وخرج يتجول به في الأزقة .. وبعدها وقعت جرائم أخرى هنا وهناك .. واليوم تضاف إلى القائمة جريمة مماثلة ، لكن هذه المرة الجاني هو الأم ، والمجني عليه هو الإبن .. طفل قتلته أمه ..!! ومن خلال أقوال الشارع ، لاحظنا أن الكل يوجه الإتهام إلى الإنفلات الأمني والتسيب .. هنا يطرح السؤال ، هل الأمن مطالب بالدخول إلى البيوت وحماية الأبناء من الآباء ، أو العكس ..!؟! الإجابة هي أننا جميعاً معنيون بالأمر .. وعلينا جميعاً قبل توجيه الإنتقاد إلى .. أن ننتقد أنفسنا .. بدءاً من البحث عن الأسباب التي تكمن خلف واقع هذه الجرائم ..!! ونسأل بكل جرأة بعيداً عن الإضطرابات النفسية والعقلية وما قد ينجم عنها من سلوكيات لا مسؤولة .. لكن قبلها ماهي العوامل الإجتماعية التي تولد عنها الخلل المؤدي إلى فعل الجريمة .. هذا الطفل ، هو من أطفال التوحد .. وأطفال التوحد يحتاجون إلى الرعاية الخاصة والإمكانات .. إذن من هنا يبدأ المشكل ، إنها المعاناة التي تأتي من الغياب .. غياب التكافل والتضامن الإجتماعي ، غياب المسؤولية الجماعية والمواكبة ، غياب المرافق العمومية التي تصون الكرامة بلا رشوة ولا محسوبية ..غياب مجتمع مدني مبني على النوايا الحسنة .. غياب أحزاب تقوم بدورها بعيداً عن المصالح الشخصية .. غياب إدارة في خدمة المواطن بنزاهة .. غياب ….!!! لو توفرت لنا هذه الغيابات ، ساعتها يمكننا من الحد من الجريمة ، واحتواء المآسي التي تكلم الأفئدة …!!