الحملة الانتخابية تحمل العديد من المفاجآت المثيرة والغريبة في آن واحد. يمكن فيها للشخص الواحد أن يدعم حزبين أو ثلاثة في وقت واحد وعلى طرفي النقيض. يمكن مثلا أن يدعم حزب الأصالة والمعاصرة في طنجة وفيدرالية اليسار الديمقراطي في الرباط. هذا ما تؤكده بالصوت والصورة السيدة منيرة بوزيد العلمي، رئيسة جمعية دارنا بطنجة. الأخيرة، تقول بالحرف في حوار مصور مع موقع إلكتروني أجري يوم 24 غشت 2015: "أعتبر أن حزب الاتحاد الاشتراكي مات وانتهى، ولا يمكن أن نذكره بالطريقة التي كنا نتحدث عليه بها في السابق"، وتضيف: "معارضتي الكاملة لحزب العدالة والتنمية التامة، تدفعني على المستوى المحلي إلى اختيار معين، ومادام اليسار مشتتا، وأنا أبلغ من العمر 72 عام ولدي إمكانية لدعم من يتقاسمون معي نفس التحليل للوضع السياسي"، وقالت المتحدثة نفسها: "اليوم يسير حزب الأصالة والمعاصرة مدينة طنجة عبر العمدة الذي يقود المدينة أزيد من 4 سنوات، وكانت له حصيلة إيجابية نسبيا، وهناك نقط تقارب بيننا وبين البام، وندعو إلى نفس الأفكار مثل العلمانية والحداثة والديمقراطية، وهذه نقط أساسية كنا ندعو إليها حتى قبل تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة"، وتخلص "لهذا يمكن أن نضع يدا في يد في مرحلة معينة مع البام، لكي لا نترك المجال مفتوحا لحزب يخلط بين الدين والسياسة أن يستولي على المدينة لها طبيعة خاص، ولا يجب أن يقودها تيار سياسي يسعى إلى الفصل بين أماكن ومسابح الرجال والنساء".
ما صرحت به السيدة بوزيد العلمي يدخل طبعا في صميم مواقفها وحقها في التعبير والدعوة للتصويت لصالح تيار سياسي معين، لكن ما لا يفهم كيف تستطيع رئيسة مؤسسة دارنا المعروفة بمدينة طنجة أن تدعم حزب العمدة فؤاد العماري وفي الوقت نفسه تنزل إلى مدينة الرباط من أجل دعم ابن أختها مرشح فيدرالية اليسار الديمقراطي عمر بلافريج كما يظهر في الصورة، الذي ظل يردد دائما أن حزب البام والعدالة والتنمية وجهان لعملة واحدة، أم أن الاختيارات العائلية أهم من القناعات السياسية.