لم يكن بنكيران يعتقد، خلال كلمة له في اجتماع للكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بسلا، ان يأتي يوم تحصل ابنته سمية على وظيفة استكثرها على المعطلين الذين واجههم بعبارات عنيفة واكد لهم انه لن يوظف احدا منهم.. وقال بنكيران حرفيا في ذات اللقاء، الذي ننشر مقطعا منه في هذا الشريط، "قالك بغاوا الوظيفة، ماكاينش الوظيفة ! إلا كتحلموا بان عبد الاله بنكيران غادي يعطيكم الوظيفة كاملين راكوم غالطين"، قبل ان يحسم بالقول "راه ماكاينش الوظيفة"..
واستدرك عبد الاله بنكيران قائلا :" ولكن ماغاديش نتخلاوا عليكم، خصنا نكونوا معقولين، حتاجيتو التكوين نديروه لكم، نسهلوا لكم الفرص باش تمولوا المشاريع الخاصة ديالكم، نعطيوكم مِنح باش تعيشوا المرحلة الصعبة، نأطروكم، أما تقولوا ليا الوظيف.. ماكاينش..!"
وزاد بنكيران بالقول على لسان المعطلين "هادشي حنا قابلينوا، ولكن ملّي كتجي الوظائف كيمشيوا لها اولاد الناس الكبار، واولاد الاحزاب السياسية، والناس اللي كيعطيوا الفلوس،" قبل ان يجيب ويعترف بان المعطلين محقّون في ذلك وأن "العدالة والتنمية غدا إن شاء الله الرحمان الرحيم، شوفوا واش كاين في اللائحة ولد ولا بنت عبد الاله بنكيران...؟ أو ولد مصطفى الرميد؟ او حتى ولد عبد الله باها؟"(اللقاء عقد قبل وفاة القيادي عبد الله باها، الملقب ب" العلبة السوداء" لبنكيران)".
هذه الكلمات التي واجه بها بنكيران معشر المعطلين، لم تصمد أمام الواقع واتضح ان بنكيران كان يلقي خطابه الديماغوجي قصد مواجهة المعركة الاحتجاجية للمعطلين التي كادت ان تسقط حكومة الاسلاميين وحلفائهم..
وقد جاء يوم كُشفت فيه نوايا بنكيران وعدم صدقية ما كان يقوله بخصوص توظيفات ابناء العدالة والتمية، حيث تفجرت قضية توظيف ابنته "سمية بنكيران"، التي أعلِن اسمها ضمن نتائج مباراة التوظيف التي نظمتها الأمانة العامة للحكومة، والتي جرت في 12 يونيو المنصرم، وأعلن عن نتائجها يوم 28 من ذات الشهر، وهو ما أثار ردود فعل قوية لدى المواطنين المغاربة ..
وأثار خبر توظيف ابنة رئيس الحكومة موجة من ردود الأفعال، وتحول إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي، كما تباينت الآراء بين مؤيد لهذه الخطوة طالما سلكت فيها سمية بنكيران السبل المعروفة للحصول على عمل، وبين معارض اعتبر أن قضية التوظيف تمت بمباركة والدها رئيس الحكومة.
وواجه بنكيران انتقادات قوية على إثر هذا التوظيف، حيث ذكره البعض بما سبق له ان قاله بخصوص التوظيفات، وهو ما اضطره إلى نفي أن يكون على علم بمشاركة ابنته في مباراة التوظيف التي نظمتها الأمانة العامة للحكومة، ولا خبر اجتيازها الامتحان الكتابي بنجاح، وأوضح أنها كمواطنة مغربية من حقها اجتياز كافة المباريات التي تلائم مؤهلاتها العلمية.
من جانبها عبّرت سمية ابنة عبد الاله بنكيران، في تصريحات صحفية، عن استغرابها من كم الانتقادات الهائل التي نالتها عقب إعلان اسمها ضمن نتائج مباراة التوظيف التي نظمتها الأمانة العامة للحكومة..
وقالت ابنة رئيس الحكومة :"لا أجد أي مسوغ لكل الاتهامات التي وُجهت إليّ، فهل كوني ابنة رئيس الحكومة، أمر يمنعني من العمل؟ هل يجب أن تضيع حقوقي حتى ترضى الأطراف التي ترى في هذه الخطوة توظيفا مشبوها؟"، نافية أن يكون والدها قد تدخل من قريب أو بعيد في هذا الأمر، حيث اكدت بالقول: "لو أراد والدي التدخل لحصولي على شغل، فلماذا سينتظر كل هذه السنوات، وما الذي يمنعه أن يتوسط لي في مناصب مهمة وبراتب كبير؟ وليس متصرفة من الدرجة الثانية في الأمانة العامة للحكومة، لا يتعدى راتبها الشهري 7000 درهم ".