كان يوم واحد من الأمطار العاصفية التي ضربت تطوان يوم الإثنين الماضي، ليعري المستور ويفضح هشاشة البنية التحتية من طرقات وقنوات الصرف الصحي ويكشف عن ضعف الدراسات المتعلقة بمشاريع التنمية المحلية بالمدينة. يوم واحد أيضا بعد الكارثة، استفاقت المدينة ومعها الساكنة ليحصوا خسائرهم الفادحة والأضرار التي لحقت بممتلكاتهم حيث أتلفت السيول محتوياتها. وكشفت إحصائيات رسمية عن تضرر 257 منزلا جراء تسرب مياه الأمطار، فيما جرفت التدفقات الفيضانية 11 سيارة. ويتداول رواد موقع التواصل الإجتماعي والصفحات التي تعنى بالشأن المحلي لتطوان، صورا لتضرر طرق في عدة أحياء هامشية من بينها حي غرابو الذي يتواجد فوق حي جبل درسة، والذي لم تعد الطريق التي تربطه بالمدينة صالحة حتى لسير المواطنين. وكشفت تلك الصور عن شقوق خطيرة وتصدعات قوية لحقت بالطريق رغم أن إنجازه لم يمر عليه سنوات كثيرة، وهو ما يظهر بالملموس على كون عدد من مشاريع التنمية وتهيئة الأحياء الهامشية بتطوان تتم بدون دراسات معمقة للطبيعة الجغرافية والجيولوجية للمنطقة الجبلية، بل تعتمد على سكب "الزفت" على الطريق وضغطها والقول بنهاية الأشغال وإنجازها. كما تساءل مواطنون عبر فضاء التواصل الاجتماعي، عن جدوى إنجاز ممرات تحت أرضية بالطريق الدائري بتطوان، والتي غمرتها مياه الأمطار، حيث لم تجد قنوات للصرف من أجل التسرب منها، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامات استفهام حول جدوى الدراسات التي تنجز قبل الأشغال. وحمل مدونون ونشطاء وإعلاميون، مسؤولية ارتفاع حدة الفيضانات والسيول الجارفة التي شهدتها الأحياء المرتفعة كجبل درسة وسيدي طلحة والإشارة وسيدي البهروري، لأشغال إنجاز الطريق الأخضر الذي يمر فوق مدينة تطوان من جهة جبل درسة. وجرفت سيول الأمطار، الحجارة والأخشاب ومختلف الشوائب من الغابة التي تقع فوق الطريق الأخضر وحملتها في اتجاه المنحدرات التي تمر عبر أحياء جبل درسة والإشارة وسيدي البهروري، وهو ما تسبب في جرف سيارات المواطنين بفعل قوة التدفقات. هذا ووجه مواطنون استقت شمال بوست آراءهم حول كارثة الفيصانات انتقادات لاذعة للمسؤولين الذي صوتوا عليهم لتدبير الشأن العام ونقل انشغالاتهم للمجلس الجماعي، حيث أكدوا أن تضامن المواطنين هو الذي ساعد على التقليل من الخسائر وخاصة على مستوى الأرواح البشرية.