شرع في مباشرة استعدادات كبيرة لاستقبال أعداد هائلة من يهود العالم الذين يحجون في أيام من مثل هذا الشهر من كل عام لمزار ربي عمران بن ديوان بمنطقة أسجن بإقليم وزان ، ما يقدره متتبعون بمئات من اليهود يفدون من مختلف بقاع العالم للاحتفال بموسم “هيلولة”، ويشرف مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب على تنظيم هذا الاحتفال الديني السنوي ب"مزار رابي عمرام بن ديوان" بجماعة أسجن ضواحي وزان ، حيث تقام قداسات وطقوس دينية ، و بفضاء الضريح توقد الشموع بكل جنبات المزار على إيقاع ابتهالات وأذكار وأدعية دينية ترتبط بالديانة اليهودية ، بحضور مكثف لمعتنقي الديانة اليهودية الذين يقطنون بمختلف دول العالم و ينحدرون من مختلف مناطق المغرب . و يعتبر السيد علون سامي ، عضو مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب المسؤول المباشر عن ضريح رابي عمرام بن ديوان بجماعة أسجن . يذكر أن منطقة أسجن لها خصوصيات طبيعية جميلة جدا و يصفها "فرانز فانون" بأنها لوحة مرسومة بدقة ، تهاجر إليها الطيور الغريبة المتنوعة من شمال أوربا وأمريكا و أهلها بسطاء لكنهم كرماء ، مضيفا : نتمنى من المسؤولين الاهتمام بهذا المكان السياحى ...حتى فى الليالى المقمرة تبقى هذه القرية من أقرب المناطق الى قبة السماء فهى مكان مناسب جدا لهواة الفلك والصور الفلكية ....أما عن هوائها فهو رطب فى عز الصيف ." إن يهود المغرب و العالم كانوا ولا زالوا في مثل هذا الوقت ( النصف الأول من شهر ماي ) ، يفدون بأعداد كبيرة إلى هذا المقام - ربي عمران - و بالرغم من ذلك فإن المنطقة تزداد تدهورا على مستوى رداءة البنية التحتية و ضعف أسباب الحياة ، و تفشي الفقر ، و سيادة الطابع البدوي البسيط حد انعدام ضروريات الحياة ، و كأن لعنة اليهود تطارد المكان ، بدلا من ان تكون المنطقة آهلة بما لذ و طاب من جميع مقومات الحياة الكريمة . و بخصوص صاحب الضريح يحكى أنه هاجر إلى المنطقة في مهمة دينية ، فوافته المنية في هذا المكان ، ويقال عنه أيضا إن له "معجزات" خارقة ، يؤمن بها اليهود وحتى غير اليهود. ينتمي الضريح جغرافيا لوزان و كان يحسب في الماضي إداريا على حساب شفشاون ، لكنه الآن أصبح تابعا رسميا لعمالة وزان ، و من المفروض يصرح أحد المهتمين أن يساهم هذا الموسم في خلق رواج اقتصادي بالمنطقة و المدينة ، الشيء الذي لا تلمسه الساكنة، لأن الزوار لهم عاداتهم الخاصة في الأكل و الشراب( يستوردون معهم كل حاجياتهم)، حيث يعتمدون على أنفسهم في الطبخ و تناول المستهلكات المختلفة ، إذ يجلبونها معهم ن و بالتالي فلا ينفقون مالا و لا شيئا ماديا لصالح المحيط الذي يمارسون فيه طقوسهم السنوية المعتادة ، بل حتى البنية التحتية للاستقبال منعدمة بهذه المنطقة، مما يجعل هذا الموسم دون قيمة مضافة تعود بالنفع على المحليين. و من بين طقوسهم في هيلولة بضريح ربي عمران بنديوان أنهم يندبون ويطلبون من وليهم أن يتوسط بينهم وبين الله و أن يرزقهم المال والصحة والأبناء ، و يفرحون ويرمون بالشمع على نيران مشتعلة طوال النهار ، وفي المساء تبدأ مراسيم وجبة العشاء الرسمي ، و يقومون بطقوس مثل منافسة بالشموع فتهدى التبرعات و المساهمات و المبالغ المالية المستخلصة للضريح ، ومن بين زوار هيلولة رجال أعمال من أعلى مستوى مرموقين عالميا و المثير لانتباه الزائر عبارة كتبت على مدخل الضريح ، تلخص صفات اليهود المتمثلة في حب جنسهم من دون العالمين ، و تحث اليهود على الاهتمام بما يهم فقراءهم دون غيرهم ، تقول : pensez a nos pauvres