ككل عام، و بهدف ترسيخ قيم العطاء و مساعدة الآخر ينظم النادي الاجتماعي للمدرسة الحسنية للأشغال العمومية قافلة بسمة، وهي قافلة تسعى للنهوض بالمغرب المنسي الذي يعاني سكانه في صمت،وتحرص على التخفيف من معاناتهم و إيجاد حلول عملية لمشاكلهم. هذه السنة، يعيش المغرب أوضاعا صعبة بسبب الوباء الذي أثر سلبا على الوضعية الاقتصادية،والقرى النائية هي الأكثر تضررا من الوضعية الحالية نظرا لقلة الموارد و المساعدات؛ مما يضطر السكان للتأقلم مع الظروف المعيشية المتردية خاصة و أن أغلبهم يعتبر من ذوي دخل محدود و ضعيف. لهذا أصبحنا في حاجة ماسة لمبادرات مثل ”بسمة” التي تروم الحد من تداعيات جائحة كوفيد19، و تهدف إلى إحياء ثقافة التبرع و خلق البسمة على وجوه أناس بسطاء، كما أنها تسعى لتكون مثالا يلهم الآخرين و يشجع الشباب لأن يبادروا هم أيضا لمد يد العون كي نقلص الفوارق الاجتماعية التي تطبع مجتمعنا. الظروف لم تثني عزيمة الطلبة المهندسين، الذين يمنحون من وقتهم و جهدهم لإنجاح هذه البادرة الطيبة، و بذات الحماس يستعدون لتنظيم القافلة السنوية في دورتها الثانية عشر في الأيام 2-3-4 من شهر أبريل 2021، وستكون الوجهة هذه المرة دوار تاكولمت بجماعة تسراس التابعة لإقليم تارودانت، هذا الدوار يعاني مجموعة من المشاكل -خولت له الاستفادة من القافلة- على رأسها الهدر المدرسي وهشاشة البنية التحتية وكذا ضعف الخدمات الصحية، و على هذا الأساس سيتم تنظيم مجموعة من الأنشطة لفائدة ساكنة الدوار من بينها: إجراء عدة فحوصات طبية سيتكلف بها طاقم طبي متكامل كما سيتم توزيع الأدوية الضرورية التي تفتقدها المنطقة و تقديم حصص تخص التوعية و السلامة الصحية، سيتم كذلك العمل على مشاريع مدرة للدخل تعود بالنفع على الأسر المحتاجة لأمد طويل، بالإضافة إلى تهيئة المدرسة و تزويدها بالمعدات الناقصة و إصلاح كل من الكتاب والمسجد، ثم العمل على مشاريع تقنية ترمي إلى إصلاح بعض الاختلالات، و أخيرا تنظيم أنشطة ثقافية وترفيهية ومسابقات لفائدة أطفال الدوار للترويح عنهم وتحقيق الغاية من القافلة. بسمة لطالما كللت بالنجاح في كل دوراتها السابقة، وهذه السنة أيضا نريدها أن تكون امتدادا لنجاحات القافلة و إثباتا لاستمرار الخير في المجتمع، و هذا نداء ندعوكم من خلاله للمشاركة في إنجاح هذا المشروع الذي نبتغي به رضا الله و مساعدة أناس حكم عليهم العيش في ظروف صعبة لم يختاروها.