تتواصل الحوادث المفجعة التي تتعرض لها العاملات الزراعيات أثناء نقلهن إلى الضيعات الفلاحية الكبرى بمنطقة سوس، وكان آخرها أول أمس الأحد، وفاة سيدتين بدوار "توك الريح" بجماعة آيت عميرة بإقليم اشتوكة آيت باها، وإصابة 16 آخرين من العاملات في حادثة سير. ومع كل حادثة تتجدد المطالب بتحسين ظروف نقل العاملات بشكل يحترم كرامتهن وآدميتهن، ورفع مدخولهن الهزيل، والتقليص من ساعات عملهن، وإدماجهن في منظومة الحماية الاجتماعية والتعويض عن الأخطار؛ لكنها لا تجد طريقها إلى التنفيذ على أرض الواقع.
وفي هذا الإطار، وجه الفريق النيابي لحزب "التقدم والاشتراكية" سؤالا كتابيا إلى وزير الفلاحة، حول ظروف اشتغال العاملات والعمال الزراعيين في الضيعات الفلاحية. وقال الفريق إنه في سياق الحادث المأساوي الذي وقع صباح يوم الأحد 21 شتنبر 2025 بدوار "توك الريح" بجماعة آيت عميرة بإقليم اشتوكة آيت باها، والذي أسفر عن وفاة سيدتين وإصابة 16 آخرين من العاملات والعمال الزراعيين، تبرز مجددا معضلة الظروف غير الإنسانية التي تعمل فيها هذه الفئة من العمال، خاصة النساء منهم. وأكد أن العاملات والعمال الزراعيين يواجهون أوضاعا صعبة، تتمثل أساسا في ضعف الأجور (أقل من الحد الأدنى أحيانا)، وغياب التغطية الصحية والاجتماعية، والعمل في ظروف غير آمنة دون معدات حماية أو تأمين ضد الحوادث. وطالب الفريق وزارة الفلاحة بالكشف عن الإجراءات العملية التي ستتخذها لتحسين ظروف العمل في الضيعات الفلاحية، وتوفير التأمين الصحي وضمان أجور عادلة للعاملات والعمال الزراعيين. وساءل الوزارة إن كانت هناك خطة لتفعيل رقابة صارمة على الضيعات الفلاحية لضمان احترام حقوق العمال، خاصة في المناطق القروية مثل اشتوكة آيت باها، متسائلا أيضا كيف ستتعامل الوزارة مع أزمة استغلال العاملات والعمال الزراعيين في ظروف عمل غير لائقة وتفتقر إلى مقومات الكرامة الإنسانية، كما أظهرتها الحوادث المتكررة.