بثت توقعات زلزال ضخم يدمر روما يوم الاربعاء الخوف في نفوس البعض وابتسامات تهكم لدى اخرين لكن المسؤولين طمأنوا السكان الى أن المدينة لن تتحول الى أنقاض بحلول منتصف الليل. ويهيمن موضوع الزلزال الوشيك الذي انطلق الحديث عنه عبر الانترنت على مواقع المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي وبرامج الحوار التلفزيونية منذ أيام لدرجة أن المسؤولين من رئيس مجلس المدينة فمن دونه أصدروا بيانات ذكروا فيها أن من المستحيل التنبؤ بالزلازل. ولكن ذلك لم يمنع الاف الاشخاص عن التغيب عن العمل والتوجه الى الريف أو الحدائق. وذكرت مجموعة ايه.دي.يو.سي لرصد اتجاهات المستهلكين أن نحو 20 في المئة من سكان روما لم يذهبوا الى أعمالهم وأن الفنادق في المنطاق الريفية خارج العاصمة أبلغت عن نسب حجز أعلى من المعتاد. كما بدت حركة السير في روما المشهورة بكثافتها أقل ازدحاما من المعتاد في يوم أربعاء من شهر مايو أيار. وانتابت حمى الزلازال على نحو خاص الحي الصيني في المدينة حيث أغلق العديد من المتاجر أبوابه ووضعت لافتات كتب فيها أن الاغلاق لمناسبة الزواج أو الجرد أو بسبب "مشاكل عائلية خطيرة". وقال بائع متجول بنجلادشي يدعى شومان يحصل على معظم بضاعته الرخيصة من تجار صينيين "سافروا جميعا لانهم خائفون من الزلزال". ووضع ساق أيطالي في مشرب بنفس الحي قبعة صلبة على رأسه أثناء تقديم المشروبات للزبائن في اشارة الى اقتناعة بصحة التوقعات. وأثار المخاوف فصيل من أتباع رفائيلي بنداندي الذي توفي قبل أكثر من 30 عاما. وكان الرجل يزعم أنه عالم ويستخدم مزيجا من علم الزلازل وعلم الكونيات وقال انه تنبأ بالعديد من الزلازل وتوصل من خلال حساباته الى أن "زلزالا كبيرا" سيضرب روما يوم 11 مايو ايار 2011. وظل معظم سكان روما متشككين وبحلول منتصف يوم الاربعاء ولم تكن الار ض اهتزت. وقال رجل يعمل في خدمة توصيل الطلبات يدعى فيتوريو جيانسانتي متهكما بينما كان يواصل عمله "لن يحدث شيء." وكان بنداندي الذي توفي عام 1979 عن 86 عاما يعتقد أن الزلازل تنتج عن الحركة المشتركة للكواكب والقمر والشمس ويمكن التنبؤ بها. وتنبأ عام 1923 بأن زلزالا سيضرب منطقة في وسط الساحل الادرياتي في الثاني من يناير كانون الثاني من العام التالي. وأخطأت حساباته في يومين لكن نبؤته القريبة من الدقة أكسبته شهرة بأنه "رجل الزلازل" في وسائل الاعلام.