برقية تعزية ملكية إلى رئيسة جمهورية الهند على إثر تحطم طائرة ركاب هندية    موجة حر تصل إلى 45 درجة تضرب عدداً من أقاليم المملكة مطلع الأسبوع    إسرائيل تواصل غاراتها على إيران ونتنياهو يقول إن "ضررا حقيقيا" لحق ببرنامج طهران النووي    جهة بوجدور تسجّل أعلى معدّل 18,89 في امتحانات الباكالوريا 2025    توقيف شخص بسلا بشبهة الاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولات الأسبوع بأداء سلبي    "البارادوكس المغربي".. عندما ترتدي السلطوية قناع الديمقراطية    هبة بناني: لم أتوقع المرتبة الأولى وطنيا .. وهدفي ولوج كلية الطب    برقية تهنئة من الملك محمد السادس إلى عاهل المملكة المتحدة بمناسبة عيد ميلاده    جمعية: "بيجيدي" يسيء للجالية اليهودية    كأس العالم للأندية.. صيغة جديدة تعد بمتعة أكبر وتنافسية أعلى    تامر حسني يكشف تطورات الحالة الصحية لنجله        "صفعة للاستثمار وضربة لصورة المغرب".. نخرجو ليها ديريكت يكشف كواليس توقيف مشروع فندقي ضخم في قلب الدار البيضاء    الحكومة تصادق على مشروع مرسوم يهم تحسين وضعية مهندسي العدل    الحسنية توقع رسميا عقودها مع المدرب الرئيسي والمدير الرياضي للحسنية    مواهب كروية تستحق اهتمام الأندية الكبرى: زياد الإدريسي الجناح الكروي الطائر    حركات استعراضية ومنافسة عالمية.. موتوكروس فري ستايل يعود إلى الرباط -فيديو-    الوكالة المغربية للدم ومشتقاته تطلق حملات وطنية للتبرع بالدم بمختلف جهات المملكة    نادي أروروبي جديد يبدي رغبته في التعاقد مع أمرابط    تكريم الفنانين أحمد حلمي ويونس ميكري في حفل افتتاح مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي    إيران تقرر إغلاق الأجواء حتى إشعار آخر    مونديال الأندية.. ميسي "متحمس" وماسكيرانو يشيد بقوة الأهلي    حصيلة وفيات تحطم طائرة هندية ترتفع إلى 270 شخصا    إيران تعلن مقتل 3 علماء نوويين و 2 قادة عسكريين جدد    "غوغل" تطلق ميزة جديدة لتحويل نتائج البحث إلى بودكاست بواسطة الذكاء الاصطناعي    مطالب للحكومة باتخاذ إجراءات ملموسة تحفز اندماج القطاع غير المهيكل بالاقتصاد الرسمي        إسناد تسيير ضريبة السكن وضريبة الخدمات الجماعية إلى المديرية العامة للضرائب    اجتماع وزاري لتفعيل التوجيهات الملكية حول إعادة تكوين القطيع الوطني للماشية    إسرائيل تضرب منصات صواريخ إيران    الطالبي العلمي يستقبل وفد المنتدى البرلماني الإفريقي لبحث قضايا الدفاع والخارجية    لامين يامال يفجر "ضجة كبيرة" بشأن صفقة نيكو ويليامز    "العدل والإحسان": الاعتداء على إيران يؤكد نهج الكيان الصهيوني القائم على العنف والإجرام    ريال مدريد يضم اللاعب الأرجنتيني ماستانتوونو    أجواء حارة في توقعات طقس السبت    واشنطن.. عرض عسكري غير مسبوق احتفالا بالذكرى ال250 لتأسيس الجيش الأمريكي    بعد رد إيران... سعر النفط يرتفع إلى 74.23 دولار للبرميل    مهنيو و فعاليات الصيد البحري بالجديدة يعترضون على مقترحات كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري    حملة ميدانية واسعة لمحاربة احتلال الملك العمومي بسوق للازهرة بالجديدة    تراجع ملحوظ في كميات وقيمة الأسماك بميناء الناظور خلال الأشهر الأخيرة    اجتماع عمل لبحث إجراءات إعادة تكوين قطيع الماشية على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة    " التحول " معرض فردي للفنانة حياة قادري حسني برواق باب الرواح بالرباط    نج وكي بلاك يجمعان صوتهما لأول مرة في عمل غنائي مشترك        السبحة.. هدية الحجاج التي تتجاوز قيمتها المادية إلى رمزية روحية خالدة    مهرجان حب الملوك بمدينة صفرو يتوج ملكة جمال حب الملوك    أسماء غنائية عربية تعتلي خشبة موازين في دورته العشرين    ما أحوجنا إلى أسمائنا الحقيقية، لا إلى الألقاب!    مُحَمَّدُ الشُّوبِي... ظِلُّكَ الْبَاقِي فِينَا    شهادات مرضى وأسرهم..    مشاكل الكبد .. أعراض حاضرة وعلاجات ممكنة    قانون ومخطط وطني لمواجهة ظاهرة الحيوانات الضالة بالمغرب    تفشي الكلاب الضالة في الناظور: مخطط وطني لمواجهة الخطر الصحي المتزايد    إمارة المؤمنين لا يمكن تفويضها أبدا: إعفاء واليي مراكش وفاس بسبب خروقات دستورية    متحور ‬كورونا ‬الجديد ‬"NB.1.8.‬شديد ‬العدوى ‬والصحة ‬العالمية ‬تحذر    السعودية تحظر العمل تحت الشمس لمدة 3 أشهر    السعودية تحظر العمل تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أشهر في جميع منشآت القطاع الخاص    









اَلْحَرْبُ الْقَذِرَةُ أَوْ حِينَمَا يتَحَرَّشُ الْعَلْمَانِيُّونَ بِالْإِسْلَامِيِّينَ!
نشر في اشتوكة بريس يوم 19 - 07 - 2014

ثمة نكتة يتداولها المغاربة بينهم، مفادها أن أسدا في الغابة أراد أن يعذب قردا. فأخذ يأمره بالقيام بسخرات، على أمل أن يفشل القرد في القيام بالسخرة فيجد الأسد مبرره "العادل" لينزل عليه عقوبته. لكن القرد أفلح في إنجاز كل السخرات التي كلفه بها الأسد. فما كان من الأسد، الذي ضاق درعا، بنجاحات القرد، إلا أن أمسكه وأخذ ينزل عليه ضربا وهو يقول له: "وَتَّا مَا لَكْ مْزَغَّبْ؟"!!! .
فهذه النكتة ذكرتني بحال العَلمانيين،اليوم، مع الإسلاميين. فالمتتبع للحرب الخفية والمعلنة التي يخوضها العلمانيون ضد الإسلاميين يستنتج أن الهم الوحيد، والشغل الشاغل لبعض العلمانيين- المحسوبين على الصف الديمقراطي- هو تتبع عورات الإسلاميين، أينما حلوا أو ارتحلو. فإن أحسنوا أوَّلوا إحسانهم بما يشكك في نواياهم وقدراتهم، كما في علمهم وكفاءاتهم. وإن أساء، بعض المحسوبين عليهم، عمَّمُوا إساءتهم على كل التيار الإسلامي الديمقراطي، الوسطي والمعتدل، واعتبروا أن هؤلاء لهؤلاء سنَدٌ، وأن وضوح المتطرفين في مشاريعهم الإرهابية، يقابله تَوْرِيَة المعتدلين. ولكن هدف كليْهما واحدٌ، هو إقامة الدولة الدينية المتطرفة !!.
فعندما نجح "الإخوان المسلمون" في مصر- ما بعد الثورة- في اعتلاء منصب الحكم، عبر الآليات الديمقراطية المعروفة، ظل هؤلاء يلمزون التجربة منذ إرهاصاتها الأولى. فانساقوا بعد ردح قصير من الإشادة بنجاح الديمقراطية في مصر، إلى فلول النظام السابق، ينفخون في إعلامه، ويعبئون بلطجيته ضد الحكام الجدد. ولما نفذ العسكر انقلابه الدامي على التجربة، واستنكر العالم الحر هذا الانقلاب، شعر العلمانيون "الديمقراطيون" بالحرج الشديد. فاحتاروا بين أن يستنكروا هذا الانقلاب الدموي انسجاما مع قناعاتهم المعلنة حول الديمقراطية، بالإضافة إلى موقفهم المبدئي من الانقلابات العسكرية، وبين أن يؤيدوا العسكر ضد خصومهم الجذريين، انسجاما مع ما في صدورهم من غِلٍّ، وغيض، وحقد، ضدهم. فاختارت طائفة منهم الارتماء بين أحضان العسكر، والإشادة بدوره "التاريخي" في إنقاذ مصر من الإرهاب !. في حين اختارت طائفة أخرى البقاء على الحياد، رافعة شعار:" لاعسكر لا إخوان، الديمقراطية هي الأمان". لكنها نسيت أو تناست، ألاَّ خيار ثالث في مصر. ففي مصر خياران لا ثالث لهما: خيار ضد الانقلاب ومع عودة الشرعية، وهو خيار واسع وكبير لا يمثل فيه "الإخوان" إلا طرفا ضمن أطراف كثيرة. وخيار آخر يمثله معسكر الانقلاب ومؤيدوه، من الأحزاب، والجمعيات، والتيارات الفكرية والإعلامية الموالية.
هذا، باختصار شديد، ما حدث في مصر قبل عام. أما اليوم، فبعد أن قرر العدو الصهيوني مهاجمة غزة بعد مسرحية المستوطنين الثلاث، ونفذ قراره بالهجوم، قبل أن ترد المقاومة الاسلامية ممثلة في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري، لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بسيل من الصواريخ النوعية؛ يسقط هؤلاء العلمانيون، للمرة الثانية، في ظرف عام واحد، في العمى الأيديولوجي، وفي مَطَبِّ الحيْرة، بين أن يقفوا بجانب الشعب الغَزِّيِّ المكلوم، ومقاومته الباسلة /(الخصوم!)، على غرار ما فعله كل أحرار العالم، وبين أن يلتزموا الحياد (السلبي طبعا!)، وينخرطوا في سلسلة من التحليلات السياسية والعسكرية والاستراتيجية التي لا تنتهي. فاختاروا أن يتحولوا جميعهم إلى محللين سياسيين وعسكريين من الدرجة الأولى !. فقد سمعنا من بعضهم من يحمل حماس "الإخوانية" كامل المسؤولية فيما جرى، لأنها تخوض معركة غير متكافئة؛ عددا وعُدَّة. وبعضهم الآخر ذهب في تحليلاته السياسية العجيبة إلى اعتبار أن "حماس" تسعى لإقامة "إمارة إسلامية" على أرض غزة بقوة السلاح، لا بشرعية الانتخابات ، ناسيا أومتناسيا أن "حماس" قد جاءت إلى الحكم بانتخابات ديمقراطية ونزيهة حازت فيها على الأغلبية الساحقة، مما خول لها تشكيل حكومة 2006؟؟ !!...
وفي نفس الوقت لم يفتهم أن يتحدثوا بإعجاب، مبالغ فيه، عن الترسانة العسكرية الإسرائيلية، وقدرتها المهولة على التدمير والفتك. ولو لا الضغوط الدولية، والإقليمية- زعموا !- لمسحت غزة من الخريطة في بعض ساعات!!!،ووو...في المقابل، أخذوا يسخرون من القدرات الصاروخية للمقاومة، ويعتبرونها لعب أطفال. كما شبهوا تحليقاتها في سماء تل أبيب وعسقلان،...بالشهب الاصطناعية التي يتم تفجيرها في احتفالات رأس السنة الميلادية مما يثير فضول- وليس خوف- الإسرائيليين، لمتابعتها!!. كما نفَوْا قدرة حماس وكتائب القسام على "خلق" الإرباك، والخوف في صفوف العدو. وهي الحقيقة التي اعترف بها العدو قبل غيره؛ بل اشتكاها للعالم أجمع!.
المهم أن الإسلاميين مهما أحسنوا ورفعوا رأس الأمة عاليا، فهم عند هؤلاء هَمَلٌ ولا شيء. لأن ذنبهم –بكل بساطة- كونهم يصدرون عن مرجعية رجعية ظلامية، لا تؤمن إلا بالحقد، والموت، ولا تتقن إلا التدمير، والفتك-زعموا- !!. وكأن العدو الصهيوني-في المقابل- يؤمن بالحياة والحب، وطائراته ترمي الورود، على الشعب الفليسطيني !!!.
إن الفرق-عندنا- بين حماس و العدو الصهيوني ليس في فارق العدة والعتاد، كما يعتقد بعض ماديي بني علمان، ولكن الفرق بينهما في نظرة كليهما إلى قيمة الموت والحياة، ومكانتهما في معادلة الصراع و"توازن الرعب"...فحيثما تحققت هذه الحقيقة(استيعاب عمق هذه القيمة)، كانت الغلبة لأصحاب الإرادات العالية، والهمم السامية، والحقوق المقررة، بغض النظر عن العدد والعدة:(كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ)[البقرة،249].. وهي الحقيقة التي لا يستوعبها، ولا يقدر أن يستوعبها، من يَعُد سُنَن المواجهة بين الحق والباطل، "بالخشيبات"!!!
واسألوا، إن شئتم، حركات التحرر في العالم كله كيف دحرت أعتى القوى، وأشدها فتكا، وعددا وعُدة؟!!!
فلئن كان علمانيو الأمس يعبرون عن مواقفهم من عقيدة الأمة بكل وضوح، وبدون لف ولا دوران؛ فإن علمانيي اليوم، تغيب عنهم الصراحة والوضوح اللازميْن في التعبير عن قناعاتهم من مُحدِّد العقيدة. ففي الوقت الذي يتحاشوْن فيه التعبير الصريح عن قناعاتهم إزاء هذا المحدد، لدواعي اجتماعية واعتبارية: سياسية أوأخلاقية؛ تجدهم لا يكفون عن السخرية من العلماء، والدعاة، والمتدينين، والحركات الإسلامية المعتدلة وإنجازاتها الاستثنائية، في الحكم كما في المقاومة. كما لايكفون عن السخرية من رموز الدين، وكل متعلقاته، والدعوة إلى تحييده عن الحياة باسم الديمقراطية والعَلمانية. ويدافعون، في المقابل، عن كل المتجرئين على ارتكاب المعاصي، والآثام، وناشري الميوعة والانحلال في المجتمع، باسم الحريات الفردية.
كل هذا، في محاولات للتشكيك، والخداع، والإحالة السمجة على المسؤولية المعنوية لهذا "المُحدد" في تخريج نماذج من أشباه المتدينين، من "القواعد" و"الدواعش" المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية باسم الدين. ومن تم سحب ممارساتهم الجاهلة والإجرامية على بقية المشهد الإسلامي، الوسطي والمعتدل، بادعاء أن هدف الفريقيْن واحد، وإنما الاختلاف في الوسائل والأجندات الزمنية !!!
وهكذا، فبدل أن يفتحوا جبهة فكرية وأيديولوجية مباشِرة مع عقيدة الأمة ودينها كما كان يفعل أسلافهم؛ تجدهم يدندنون حواليْها بضرب أطرافها، واتهام "متعلقاتها"، عسى أن تنحرف الفهوم لدى الناس، فيصيبون الهدف(الدين نفسه) دون خسائر!! .
إنها، باختصار شديد، حرب قذرة تستهدف دين هذه الأمة، وتتوسل كل الأدوات الخبيثة لتحقيق هدفها في تحييد هذا الدين من حياة الناس؛ خدمة لأجندات ترى الدين أكبر عائق بينها وبين الإخضاع والهيمنة... !
فهاهنا يكمن مربط الفرس.. ومن هاهنا تتضح حقيقة المواقف !!.
دمتم على وطن... !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.