كشفت تعاونيات مشاركة في المعرض الوطني للمنتوجات المحلية الذي اختتمت فعالياته بداية الأسبوع الجاري بأكادير، عن وجود مجموعة من المنتجات الخاصة بزيوت الأركان الطبيعي ومشتقاته، مزيفة وغير خاضعة لمعايير الجودة المطلوبة، وأفاد بعض ممثلي تعاونيات الأركان في هذا الصدد، أن مجموعة من العارضين، يعمدون إلى عرض منتوجات الاركان بشكل جذاب لإثارة الزبناء، غير أنها تبقى مغشوشة وغير مطابقة لمعاير الجودة المعمول بها، وذلك لعدم توفرها على رخص الضمانة الدولية وشهادة المنشأ وشهادة السلامة الصحية الصادرة عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والتي تخضع لها عادة المواد الغذائية المحلية الصنع، من ضمنها زيوت الاركان وباقي مشتقاته الأخرى. وأضافت المصادر، أن الغش في المنتوجات المعروضة، جعل السياح الأجانب، الذين إعتادوا إقتناء زيوت الأركان، يحجمون على شرائها مخافة السقوط في شراك هؤلاء المضاربين، في حين يقبل العديد من الزوار المحليين، على اقتناء هاته المنتوجات الرخيصة رغم أنها مزيفة نظرا لأسعارها المنخفضة، مقارنة مع أسعار المنتوجات الحقيقية، غير أن فئة أخرى من الزبناء، لاتزال وفية في اقتناء حاجياتها من زيوت الأركان من تعاونيات معروفة بعينها، نظرا للثقة التي تحضى بها، من خلال محافظتها على منتوجاتها المحلية في صيغتها الأصلية، دون إستعمال لأساليب الغش المعروفة في هذا المجال . وأشارت المصادر،أن بعض التعاونيات بدورها، سارت في ركب هؤلاء التجار المضاربين، وذلك من خلال عرض منتوجاتها دون خضوعها لمعايير الجودة، مما ساهم في زيادة حجم المنتوجات المزيفة،في مقابل تراجع حجم مبيعات المنتوجات الأصيلة، ويرجع سبب ذلك - تستطرد المصادر-، إلى ضعف الإمكانيات المادية المتوفرة لهاته التعاونيات الحديثة، وعدم إيستعابها لمدى أهمية الحفاض على المنتوجات المحلية وتثمينها وإعطاء القيمة اللازمة لها، من خلال إخضاعها لمعايير الجودة رغم المعيقات المادية، وذلك للرفع من قيمة التنافسية والحفاظ على سلامة المنتوج من أي تقليد أو تزييف يهدد قيمته الحقيقية، وشهرته الواسعة التي يحضى بها في الأسواق الخارجية . وعزت مصادرنا، إقبال هؤلاء التجار على المضاربة في زيوت الأركان، إلى ارتفاع تكلفة المادة الأولية، مقارنة مع الطلب المتزايد على هاته المادة الغذائية،خصوصا لدى الأجانب والسياح الذين يقبلون على اقتنائها، خاصة بعد بروز دراسات طبية علمية، تؤكد أهمية القيمة الغذائية والعلاجية الكبيرة لزيوت الأركان والتي اثبتت نجاعتها في علاج مجموعة من الأمراض، وهو ما جعل بعض أرباب المحلات التجارية المنتشرة بالأسواق الكبرى،يعمدون إلى مزجها بزيوت رخيصة ومواد سائلة أخرى، وهو ما يفقدها قيمتها الأصلية، في وقت يتم فيه التخفيض من الأسعار المتداولة في سوق الاركان، بهدف الربح السريع دون إكتراث لمصلحة الزبناء. وأشارت المصادر، أن مصالح ووزارة الفلاحة الوصية على القطاع، باتت مطالبة، بمساعدة وتأهيل التعاونيات العاملة في مجال استخراج زيوت الأركان، وذلك قصد الدفع بها قدما، من أجل مطابقة منتوجاتها المحلية لمعاير الجودة المطلوبة بالأسواق الخارجية، خاصة وأن منتوج الأركان، أضحى مادة طبيعية مغربية بامتياز، وبالتالي فأي تحريف أو تزييف لهاته المنتوجات الأصلية التي تنعدم في باقي بلدان العالم، يمكن أن تؤثر سلبا على سمع باقي التعاونيات الجادة، التي لها تجربة مهمة طويلة في مجال استخراج وتسويق منتوج الأركان، كما يجدر بالسلطات المحلية و الوزارة الفلاحة ومكاتب حفض الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية،بأن تظافر من جهودها قصد مساعدة التعاونيات بكافة السبل المتاحة، لتسهيل عملية مطابقة منتوجاتها لمعايير الجودة، مع فرض غرامات زجرية، في حق كل من تبث تورطه في تحريف أو تزيف مادة الأركان الأصلية.