ولد عبد العزيز الماسي سنة 1904 بدوار ايت إلياس بماسة ، نشأ بين أسرة متشبتة بالتقاليد المغربية / والده الشيخ أحمد بن محمد .دخل الكتاب في سن الخامسة من عمره قصد تعلم القراءة و الكتابة وحفظ القرآن الكريم . ترك الكتاب واشتغل بمزوعة أبيه الصغيرة . النزوح إلى فرنسا طلبا للعمل : في سنة 1922 يبلغ سن 18 هاجر إلى فرنسا ، حيث وجد العمل بأحد مصانع الكهرباء بباريس فاشتغل فيه لمدة 5 سنوات . وأثناء ذلك تعرف على الاستغلال الذي يعاني منه المهاجرون فتطلع إلى عمل أكثر حرية ومردودية وأخف ضررا وتعبا ، فتعلم السياقة ( سياقة سيارات الأجرة ) ثم اكترى سيارة مخصصة لذلك وشرع في ممارسة العمل بها . وبحكم مهنته هذه يصير أكثر اتصالا بمختلف فئات المجتمع الاقتصادية والسياسية ، فيكثر معارفه وأصدقاؤه ، وباحتكاكه مع المهاجرين العرب تعرف على مشاكلهم وما تعيشه شعوبهم من ظلم وقمع واستغلال من طرف الدول الاستعمارية . اتصاله بالزعيم الجزائري مصالي الحاج : في أعقاب المجزرة الوحشية التي نفذها الغلاة المستعمرون الفرنسيون ضد المناضلين الجزائريين بمدينة قسنطينة سنة 1934 ، انفجر وعيه القومي ، فجند نفسه لجمع التبرعات والمساعدات من أجل إسعاف عائلات الشهداء والمنكوبين والمعتقلين الجزائريين . في المقاومة الفرنسية السرية ضد النازية خلال الحرب العالمية الثانية : انخرط في المقاومة الفرنسية فكان مسجلا في فرقة المقاومة بالمنظمة المدنية والعسكرية الفرنسية فرع أرجنتوي بتاريخ 1 يوليوز 1944 . قدم للمقاومة الفرنسية الدعم المادي من ماله الخاص ، وجعل سيارته الخاصة وشاحنته الكبيرة رهن إشارتها ، فكان يحمل لهم السلاح سرا من مكان لأخر . وقد قدمت له شهادة من لدن أحد المسؤولين القياديين في المقاومة الفرنسية اعترافا بمشاركته الفعالة في المقاومة الفرنسية يوم 10 ماي 1969 . تأسيس حمعية لإسعاف المتضرين من الطلبة والعمال العرب الذين كانوا يعيشون حالات مزرية عبر أوربا بأكملها ، نتيجة انعكاس ح ع 2 ، وقد زارها محمد الخامس بعد انتهاء الحرب استجابة لطلب عبد العزيز ، وساهم بنصف مليون فرنك فرنسي ، فاغتنم عبد العزيز الفرصة وأطلق على المؤسسة اسم دار السلطان المطالبة بالاستقلال وأثرها على نفسه : ردت عليها فرنسا بالقمع واعتقال زعماء الحركة الوطنية ، بينما اندفع للشعب المغربي ليقوم بمظاهرات واضرابات عامة خلفت كثيرا من القتلى والجرحى . ومن باريس كان عبد العزيز يتتبع تطورات الأحداث ، ثم انخرط في جمع التبرعات لأسر الشهداء والضحايا ولعائلات المعتقلين والمبعدين ، ويبعث به مع عدد من المخلصين ، ثم يأتي بنفسه إلى المغرب ليطع مباشرة على سير عملية الإسعاف والمساندة . - تعرف على عبد الرحيم بوعبيد خلال سنة 1946 - كان يعكف على تحضير تقارير عن اوضاع المغرب المتردية مصحوبة بالوثائق والمستندات ويبعص بها إلى مختلف الهيئات والمنظمات الدولية المتعاطفة مع حركات التحرير الشعبية عبر العالم ، والتي ساندت هذه الحركات . - التحق بالمغرب وأجرى اتصالات مع جميع الهيئات السياسية وغيرها ، فاتصل مع ممثلي حزب الاستقلال والشورى والاستقلال ومع مختلف الطبقات العمالية ، داعيا للوحدة النضالية ومقدما للجميع مبالغ مالية هامة . - أوائل سنة 1948 رجع إلى المغرب بصفة نهائية تاركا أملاكه الهامة بباريس واستقر بمدينة أكادير ، حيث احترف مهنة سياقة سيارة الأجرة . وقد انتخبه أرباب الطاكسيات أمينا عاما لهم : الأمين العام لنقابة عمال سيارات الأجرة . - بعد زيارة محمد الخامس لطنجة يتم عزل المقيم العام إريك لابون وتعويضه بالجنرال جوان الذي سيقوم بزيارات لمختلف الأقاليم المغربية . ولما جاء دور إقليم الجنوب وفي إطار الاستعداد للزيارة تم استدعاء عبد العزيز باعتباره أمين عام النقابة من طرف خليفة الباشا التخطيط من أجل إنهاء الوجود الاستعماري عن طريق حركة التحرير الشعبية : بعد الاستقرار بالبيضاء اجتمع أفراد المجموعة لتكوين خلية مسلحة لتدمير المؤسسات الرأسمالية من معامل وإدارات وتصفية أقطاب العدو وعملائه وأعوانه من مدنيين وعسكريين . وقد قامت بالفعل بتصفية الكثير منهم . ويشتد البحث عنه ، فتقرر مغادرته البيضاء والاستقرار مؤقتا في الرباط في منزل الفقيه السيد محمد الخنبوبي . ثم ينتقل للاستقرار في ضيعة تطل على وادي إكم التي اتخذها ملجأه الوحيد ومقر لقاءات أفراد المقاومة ومخزن الأسلحة . وعندما تم اكتشافها ، غادر الرباط إلى منطقة الحماية الإسبانية حيث استقر بتطوان ثم العرائش فالقصر الكبير . وربط اتصالات مع العناصر القيادية التي سبقته إلى الشمال . وحتى يستطيع الاتصال المباشر مع المسؤولين الرئيسيين بالدار البيضاء استطاع الحصول على جواز سفر باسم مستعار . لكن تحركاته وتنقلاته لفتت انتباه الإسبان الذين ألقوا عليه القبض . ثم يطلق بعد ذلك سراحه . وبعد لقاءات مع قادة التحرير اتفقوا على تكوين جيش شعبي قادر على الصمود والكفاح ، وتم الاتفاق علة إقامة مركزين أحدهما بضواحي تطوان والأخر في مزرعة قريبة من العرائش . فتشكلت فرق جيش التحرير التي ناضلت إلى أن حصل المغرب على الاستقلال . ثم انتقلت إلى الأقاليم الجنوبية لتحريرها من الاستعمار الإسباني . بعد الاستقلال يعين محمد الخامس قائدا على قبائل الجنوب : ماسة ، أكلو ، رسموكة ، أولاد جرار ، أولاد بوعقيل ، أيت براييم ، الساحل . مسيرة البناء : ساهم في بناء كثير من المدارس ( معهد تارودانت وفرعه بتزنيت ) وشق الطرق وتعبدها وإقامة الجسور ( قنطرة وادي ماسة في طريق تزنيت ) وإصلاح السواقي ومجاري العيون ، ومحاربة الرشوة والفساد والانحراف الديني والخلقي . منقول للفائدة