الصندوق المغربي للتقاعد ينضم إلى برنامج "داتا ثقة" لحماية المعطيات الشخصية    مندوبية التخطيط: 83,6 فالمية من الأسر المغربية صرحات بارتفاع مستوى "البطالة" عام 2024    وزير : قطاع الطيران .. الحكومة ملتزمة بدعم تطوير الكفاءات    قبل مونديال 2030.. الشركات البرتغالية تتطلع إلى تعزيز حضورها في السوق المغربية    السلطات الجزائرية تحتجز بعثة نهضة بركان بمطار الهواري بومودين بسبب خريطة المغرب    لقاو عندهوم فلوس كثيرة فاتت مليون ونصف مليون درهم.. توقيف بزناسة فالشمال كيبيعو لغبرا (صورة)    نشرة إنذارية…زخات مطرية قوية وهبات رياح قوية مرتقبة غدا السبت بعدد من مناطق المملكة    كان واعر في الأدوار الدرامية.. وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني وفعمرو 81 عام        محاكمة طبيب التجميل التازي ومن معه.. النيابة العامة تؤكد ارتكاب جريمة "الاتجار في البشر"        توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    طغى عليه الغياب واستحواذ الأغلبية على مقاعد الأمناء والمحاسبين : انتخاب مكتب مجلس النواب    ردّا على المسرحية الإيرانية.. إسرائيل تطلق صواريخ بعيدة المدى على مدينة أصفهان    مجلس النواب يعقد جلسة عمومية لاستكمال هياكله    طنجة .. توقيف ثلاثة أشخاص لإرتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في المخدرات    ميراوي: أسبوع يفصل عن إعلان سنة بيضاء وبرلمانيون يناشدونه التراجع عن القرارات تأديب طلب الطب    في تقليد إعلامي جميل مدير «الثقافية» يوجه رسالة شكر وعرفان إلى العاملين في القناة    جمال الغيواني يهدي قطعة «إلى ضاق الحال» إلى الفنان عمر السيد    الطريق نحو المؤتمر ال18..الاستقلال يفتح باب الترشح لعضوية اللجنة التنفيذية    الهجمات على إيران "تشعل" أسعار النفط    فيتو أميركي يٌجهض قرار منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة    صورة تجمع بين "ديزي دروس" وطوطو"..هل هي بداية تعاون فني بينهما    منظمة الصحة تعتمد لقاحا فمويا جديدا ضد الكوليرا    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    العصبة الاحترافية تتجه لمعاقبة الوداد بسبب أحداث مباراة الجيش    باستثناء الزيادة.. نقابي يستبعد توصل رجال ونساء التعليم بمستحقاتهم نهاية أبريل    وزيرة : ليبيريا تتطلع إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التكوين المهني    المدير العام لمنظمة "FAO" يشيد بتجربة المغرب في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والغابات    التراث المغربي بين النص القانوني والواقع    السودان..تسجيل 391 حالة وفاة بسبب الاصابة بمرضي الكوليرا وحمى الضنك    أخْطر المُسَيَّرات من البشر !    سوريا تؤكد تعرضها لهجوم إسرائيلي    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    مهرجان خريبكة الدولي يسائل الجمالية في السينما الإفريقية    لوسيور كريسطال تكشف عن هويتها البصرية الجديدة    "قتلوا النازحين وحاصروا المدارس" – شهود عيان يروون لبي بي سي ماذا حدث في بيت حانون قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي    الدكيك وأسود الفوتسال واجدين للمنتخب الليبي وعينهم فالرباح والفينال    ضربات تستهدف إيران وإسرائيل تلتزم الصمت    تفاصيل هروب ولية عهد هولندا إلى إسبانيا بعد تهديدات من أشهر بارون مخدرات مغربي    بعد نشر سائحة فيديو تتعرض فيه للابتزاز.. الأمن يعتقل مرشد سياحي مزور    مليلية تستعد لاستقبال 21 سفينة سياحية كبيرة    تقرير يُظهر: المغرب من بين الوجهات الرخيصة الأفضل للعائلات وهذه هي تكلفة الإقامة لأسبوع    واش اسرائيل ردات على ايران؟. مسؤولوها اكدو هاد الشي لصحف امريكية واعلام الملالي هدر على تصدي الهجوم ولكن لا تأكيد رسمي    المغاربة محيحين فأوروبا: حارث وأوناحي تأهلو لدومي فينال اليوروبا ليگ مع أمين عدلي وأكدو التألق المغربي لحكيمي ودياز ومزراوي فالشومبيونزليك    "الكاف" يحسم في موعد كأس إفريقيا 2025 بالمغرب    خطة مانشستر للتخلص من المغربي أمرابط    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    وزارة الصحة تخلد اليوم العالمي للهيموفيليا    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    الأمثال العامية بتطوان... (574)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحركة الوطنية في الشمال ودورها في استقلال المغرب والجزائر
محمد حمو الادريسي السيدالي
نشر في العلم يوم 27 - 09 - 2009

كاتب هذا النص مقاوم من الريف يقدم ... لتاريخ الحركة الوطنية في الشمال، ومساهمتها الحاسمة في النضال الوطني، والدور الخاص الذي قام به مجاهدو الريف في الثورة الجزائرية.
والكاتب، وهو وطني من الرعيل الأول لمناضلي حزب الاصلاح الوطني، محمد حمو الادريسي، من قبيلة بني سيدال. انخرط في العمل الوطني مبكراً، وقام بأدوار في كل مجالات، التعليم الحر، وتأطير التنظيم القاعدي، والمساهمة في العمل المسلح.
وقد تضمن كتابه الحركة الوطنية في الشمال ودورها في استقلال المغرب والجزائر استعراضا سريعا لتطور النضال الوطني من كتلة العمل الوطني، إلى الحزب الوطني، الى حزب الاستقلال. ويتوقف عند مرحلة مابعد 52 حينما كاد حزب الاصلاح بعد أربع سنوات من الحظر إلى العمل العلني في وقت قررت اسبانيا التقارب مع الأقطار العربية، مما اقتضى التخلي عن سياسة التشدد التي ساءت طيلة فترة المندوب السامي باريلا منذ 1948.
وبذكر المرحوم السيدالي كيف أنه ما أن استقر الاستاذ عبد الخالق الطريس، زعيم الوحدة في تطوان حتى كلفه بأن يتوجه إلى الناظور، لاستيناف العمل الوطني، بتوجه جديد، منسجم من مقتضيات إعداد منطقة الشمال للقيام بدورها في المرحلة الرسمية التي حلت بمحظر حزب الاستقلال في ديسمبر 1952، ونفي محمد الخامس بطل الاستقلال في غشت 1953.
وفي ذلك الوقت كانت تنظيمات حزب الإصلاح في الريف وباقي المنطقة الخليفية، جاهزة للتجاوب مع متطلبات المرحلة. وهذا ما نترك الكلام عنه للمقاوم محمد حمو الذي يتحدث عن الأحداث بضمير المتكلم، في كتاب نقتطف منه فصولا مختصرة.
****************
المغرب بعد 1952
إن هذه المرحلة كانت فاصلة بما حدث في هذه الفترة القصيرة من الزمان، من الأحداث التاريخية العظيمة التي قوضت دعائم الاستعمار، وطردته الى غير رجعة، ومن هذه الأحداث:
1) تعيين «غرسيا بالينيو» مقيما عاما على الشمال، بمدينة تطوان خلفا لعدو الوطنية «الطاغية الجينرال باريلا» فعاد الأستاذ الطريس، زعيم حزب الاصلاح الوطني الى تطوان بعد أن ظل منفيا في مدينة طنجة، من سنة 1948 الى أوائل سنة 1952، واستأنفت الحركة الوطنية نضالها من جديد.
وبعدما أخذ الزعيم راحته بين أهله وذويه، واستقبل الوفود المتدفقة من جميع أقاليم منطقة الشمال، استأنف عمله النضالي، وكان أول عمل قام به، هو اتصاله بالوطنيين المخلصين من مدينة الناظور وهم السادة:
الحاج أحمد عمر وعلال البويفروري، وميمون حموش الكبداني، والطيب محمد الكبداني، وعبد القادر بوعنان المزوجي، وعبد القادر (غورضو) السيدالي وطلب منهم الزعيم، أن يقوموا بفتح فرع لحزب الاصلاح الوطني بالناضور وبدون تردد قاموا بشراء الدار التي لاتزال مركزا لمفتشية حزب الاستقلال بالاقليم الى يومنا هذا، وكان ثمنها 210.000.00 بسيطة.
وفي هذه الفترة كنت بمدينة شفشاون كمسؤول عن مدرسة حرة.
وبمناسبة استئناف الزعيم عمله النضالي، زار مدينة شفشاون المجاهدة، في 19 شعبان عام 1371 ه موافق 1952/5/4
وبعدما عرف الاستاذ أنني مسؤول عن المدرسة الحرة (الاهلية طلب مني ان ألتحق بالناظور فورا، كما طلب من السيد عبد الله قريش أن يبحث عمن يقوم بتسيير المدرسة، فقبلت طلب الزعيم بدون تردد.
فالتحقت بالناظور في متم ماي سنة 1952، وتوليت سكرتيرية فرع حزب الاصلاح الوطني، بعدما قضيت بمدينة شفشاون ست سنوات في تعليم النشء.
تدشين فرع الحزب بالناظور
وبتاريخ 14 رمضان عام 1371ه موافق 8 يونيه سنة 1952 جاء وفد من قيادة حزب الاصلاح الوطني بتطوان، تكون من السيدين: الطيب بنونة الأمين العام لحزب الاصلاح الوطني، والفقيه السيد محمد الطنجي لتدشين فرع حزب الاصلاح الوطني بالناظور،
ثم جاء أمر من اللجنة التنفيذية بأن تقوم اللجنة الفرعية بالناظور بفتح فرع حزب الاصلاح الوطني بالحسيمة فقامت بفتحه فعلا، وكان على رأسه السيد الحسين بوغابة وسكرتير الفرع السيد أحميدو بوجبار. وبذلك أصبح حزب الاصلاح الوطني منتشرا انتشارا باهرا في منطقة الريف.
وتم تكوين شعب في البادية، وفي جميع قبائل المنطقة بالريف، وكانت الشعبة تتكون من سبعة أعضاء، رئيس، وأمين ، وكاتب، وأربعة أعضاء، ولكل شعبة عدد من الخلايا، وكل خلية تتكون من 20 فردا الى 25 فردا، وكانت الشعبة هي المسؤولة عن تسيير أفرادها، وتنظيمهم تنظيما دقيقا. وكان بعض الشعب تتكون من قبيلة بأكملها، مثل شعبة أزرو ببني وليشيك التي كان رئيسها السيد بلقائد أحمد.
وتم تأسيس مدرسة حرة بمركز الفرع بالناظور سميت «مدرسة النهضة» وكنت أسيرها وقد أنجبت هذه المدرسة مجموعة من الشباب، أصبح فيما بعد يتكون من مهندسين، وأطباء، وأساتذة ، ومحامين.
وتم تنظيم الجنود المغاربة التابعين للجيش الاسباني، والجيش الخليفي (المحلة) حتى أصبح أغلب هذا الجيش منخرطا في حزب الاصلاح الوطني بصفة سرية.
استفحال حركة كيوم والكلاوي
وفي هذه السنة أي سنة 1952استفحلت حركة كيوم، والكلاوي، في جنوب المغرب ضد ملك البلاد الشرعي محمد الخامس، وفي هذا الظرف العصيب، قام الخونة بتوقيع وثيقة ضد محمد الخامس وعزل الملك الشرعي، وبمجرد ما وصل نبأ هذه المكيدة، الى علم اللجنة التنفيذية لحزب الاصلاح الوطني بتطوان، حتى عقدت اجتماعا طارئا، للنظر في تنظيم رد الفعل وقررت القيام بتوقيع وثيقة مضادة، وقعها العلماء والوجهاء، المخلصون في منطقة الشمال الخاضعة للنفوذ الاسباني. وقد جاءنا أمر من اللجنة التنفيذية لحزب الاصلاح الوطني، بأن تقوم اللجنة الفرعية بالناظور بالسهر على تنفيذ أمرها، وقد كلفت بهذه المهمة من طرف اللجنة الفرعية.
وقد وصل خبر هذه الوثيقة الى علم السلطة الاسبانية المحلية بالناظور ، بواسطة جواسيسها، فبعثت عونا من أعوانها للبحث عني إلا أن هذا الأخير أخبرني، وطلب منذ أن أختفي ثلاثة ايام، ليدبر الأمر، فاختفيت فعلا،
ونظم حزب الاصلاح الوطني بالشمال، مظاهرات ضد فرنسا، كما قام بتقديم احتجاجات شديدة اللهجة، ضد الاستعمار الفرنسي.
تنفيذ المؤامرة الكبرى، وابتداء المعركة
وفي 20 غشت سنة 1953 المصادف ليوم العيد الأضحى المبارك، امتدت يد الاستعمار الاثيمة، الى رمز البلاد، مولانا محمد الخامس، وعائلته الكريمة،
وفي الحين دعا حزب الاصلاح الوطني الى تجمع بعد صلاة العصر من يوم الجمعة 1953/8/25 في الجامع الكبير بتطوان، وخطب فيه الأستاذ الطريس، وأعلن عدم مبايعة بن عرفة وأن تقام الخطب في جميع مساجد الشمال باسم الملك الشرعي، وعدم ذبح الاضاحي.
وخرجت مظاهرة صاخبة من الجامع الكبير مخترقة شوارع تطوان، وفي مقدمتها صورة كبيرة لجلالة الملك محمد الخامس، طولها متران،
ونشبت أحداث دامية في وجدة وبركان وتافوغالت وبركان وتاوريرت وأصغير ومداغ وغيرها والتحق عدد من رجال حزب الاستقلال اللاجئين، بالمنطقة الخليفية بصفة سرية، لأن الاستعمار الاسباني لم يكن يسمح لهم بالدخول الى هذه المنطقة، في أول الأمر.
وبمجرد وصولهم الينا، بادرنا نحن رجال حزب الاصلاح الوطني فرع الناظور بإيوائهم، فافرغنا لهم دارا، اختفوا فيها، الى أن سمح لهم من طرف الاسبانيين باللجوء السياسي وهكذا قضوا مدة مختفين في الدار المذكورة، واستطعنا أن نستخرج لبعضهم تعاريف شخصية مزورة، على أنهم من سكان المنطقة، ليسمح لهم بالتنقل داخل المنطقة، وبدون أن يشعر بذلك الاستعمار. وبذلك أخذوا ينتقلون بين تطوان، والناظور ، والى الحدود لتفقد أحوال خلايا المقاومة وعائلاتهم. وسرعان ما استطاع الزعيم الطريس الوصول لحل تلك الأوضاع بطرق ودية مع السلطات الاسبانية، التي قررت السماح لهم بالدخول الى المنطقة كلاجئين سياسيين . وكانت الحركة الوطنية المغربية في الشمال، ترى أنه من المصلحة مهادنة اسبانيا، والمحافظة على التفاهم بين الطرفين، لتتمكن من مواجهة الاستعمار الفرنسي في جنوب البلاد،
وفي هذه الحالة أصبح مركز فرع الناظور لحزب الاصلاح الوطني، مأوى لهؤلاء المناضلين كما أصبح حزب الاصلاحالوطني، وحزب الاستقلال يعملان معا ضد الاستعمار الفرنسي وأذنابه، وقد بلغ عدد المناضلين من رجال حزب الاستقلال المستقرين بمركز فرع الناظور. 75 مقاوما،
شبكة التنظيمات
هذا وان اللجنة الفرعية لحزب الاصلاح الوطني بالناظور كانت تتكون في هذه الفترة من السادة:
1) ميمون حموش: رئيس الفرع
2) الادريسي محمد حمو السيدالي: كاتب الفرع
3) الطيب محمد الكبداني: أمين الفرع
4) الحاج أحمد عمر وعلال: عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاصلاح الوطني، وعضو اللجنة الفرعية
5) الحاج عبدالقادر بوعنان المزوجي: عضو اللجنة الفرعية
6) لخضر ميمون الوعزيزة الكبداني: عضو
7) عبد القادر السيدالي (غورضو): عضو
8) ميمون بويش البويفروري: عضو
9) الحسين بن عمر: عضو
10) الحاج الطاهر بنطالب: عضو
11) محمد الشكري (الحفاف): عضو
12) عبد السلام الحرش: عضو
13) عبدالرحمان هيضور التطواني: عضو
وكان يساعد اللجنة الفرعية فيما ذكر رؤساء الشعب البارزون في قبائل منطقة الريف وأبرزهم السادة:
1) حمدون شوراق: رئيس شعبة حزب الإصلاح الوطني برأس كبدانة «رأس الماء» المسؤول عن إفراغ البواخر الثلاثة المحملة بالسلاح من مصر، التي قامت بها الثورة المباركة في كل من الجزائر والمغرب، والذي يعد من المؤسسين الأولين لجيش التحرير.
2) عمراني أحمد الداودي: رئيس شعبة أولاد داود، وأولاد أبو عبد السيد، الذي لعب دورا مهما في جمع الأسلحة، والذخيرة.
3) أحمد العطياوي: رئيس شعبة بني وغمار واحدادا بقبيلة بني شكار، الذي لعب دورا مهما أيضا في جمع المال، والأسلحة، والذخيرة، والعمل مع جيش التحرير بحمل السلاح، ويعد أيضا من المؤسسين.
4) شلحي الحاج محمد الهادي: رئيس شعبة تلامغاشت، ببني توزين الواقعة على حدود قبيلة كزناية التي كانت تحت النفوذ الفرنسي، الذي لعب دورا مهما في تكوين جيش التحرير لاتصاله برجال قبيلة كزناية اتصالا مباشرا، وبإذن من قيادة الحزب، والقيام بتسجيلهم، وتزويدهم أول الأمر أي قبل تكوين جيش التحرير بالمسدسات، وذخيرتها في الوقت الذي كان فيه السلاح عزيزا.
5) قطوسي امحمد: رئيس شعبة الجزيرة الذي لعب أيضا دورا مهما في تنظيم شعبته تنظيما محكما، والقيام بجمع المال للاجئين، والذخيرة أيضا كما كان أول الأمر مرشحا إلى التكليف بإفراغ السلاح الذي يأتي من مصر، لولا أن الجزيرة كانت عامرة بالسكان، وليس هناك مكان أمين لإفراغ السلاح، فاستبدل برأس الماء، بالمكان الأمين الخالي من الناس، وهو بئر القصب.
6) كرابل عمرو الكبداني: رئيس شعبة التقدم بالحي العسكري بالناظور. وكانت هذه الشعبة تتكون من 85 خلية، وكان معظم أعضائها من الجنود المغاربة التابعين للجيش الإسباني، وكان هو نفسه جنديا معطوبا في الحرب الأهلية الإسبانية، وعندما أنشئ جيش التحرير، كان يعمل في دكان خاص للصناعة التقليدية لصنع المواد الجلدية، فأعطيت له الأوامر من قيادة الحزب، ليصنع لجيش التحرير الأحزمة لحمل البندقيات وأغلفة للمسدسات، ولحمل الخرطوش، وأخرى لربط الدواب التي كانت تحمل المواد الغذائية والذخيرة لجيش التحرير، وكان يعمل ذلك مجانا وبدون مقابل، كما كان دكانه مخبئا للأسلحة والذخيرة، كما كان يصلح الأسلحة المعطلة على اختلاف أنواعها لكونه كان يعمل في الجيش الإسباني كما سبق ذكره لاطلاعه الواسع على ذلك، ولذلك كان من المؤسسين أيضا.
7) الورداني بورحايل: رئيس شعبة الهلال بمدينة مليلية، الذي لعب دورا مهما هو وأفراد شعبته، في شراء الأسلحة والذخيرة والبارود من الإسبانيين بمدينة مليلية، وإخراجه إلى الناظور، وتمكينه للمسؤولين في المقاومة وجيش التحرير، ولذلك يعد مؤسسا أيضا.
8) بلقايد أحمد محمد: رئيس شعبة ازرو وتزغين من بني وليشك وبني سعيد، وكانت شعبته تتكون من 1800 عضو، الذي لعب دورا مهما في توعية المواطنين، وتنظيمهم، وجمع المال والذي أوذى في سبيل أفكاره التحريرية، من طرف الاستعمار الإسباني وأذنابه من الحكام المغاربة، حيث ألقي القبض على والده بلقايد محمد وزج به في السجن حيث قضى فيه 175 يوما فمرض فيه وكاد يموت، ثم أطلق سراحه، وقبض على ولده بلقايد أحمد رئيس الشعبة وزج به في السجن وبقي هناك إلى تاريخ 1955/11/16 أي في اليوم الذي رجع فيه جلالة الملك محمد الخامس إلى أرض الوطن، ثم أطلق سراحه وفر هاربا طالبا النجاة إلى مركز الفرع بالناظور، حيث وجدنا نحتفل بهذه المناسبة العظيمة.
9) السيد محمد مزيان عماروش: رئيس شعبة امهاجر بقبيلة بني وليشك الذي لعب دورا مهما في توعية المواطنين، وجمع المال لإغاثة اللاجئين، وتنظيم أفراد شعبته تنظيما محكما، وألقي عليه القبض من طرف الاستعمار الإسباني، وأبعد عن مسقط رأسه، إلى سجن واد لاو بناحية تطوان الذي كان يعد من أكبر وأعظم السجون في المنطقة الشمالية، مخصصا للمجرمين القتالين.
10) السيد بزاوي بزا اعنانوش: رئيس شعبة عين وزرة، الذي لعب دورا مهما في تنظيم رجال مطالسة في حزب الإصلاح الوطني حتى أصبح معظم القبيلة تابعا لهذه الشعبة، وقد برهنت هذه القبيلة عن نضالها وجهادها عندما اندلعت الثورة المباركة في جبال الريف، حيث سارعوا لحمل السلاح والالتحاق بجبش التحرير. كما مدوا يد المساعدة إلى اللاجئين الهاربين من ظلم الاستعمار خوفا على حياتهم وحياة أولادهم، وكان رئيس الشعبة هو أول من إلتحق بجيش التحرير وشارك في كثير من المعارك وخصوصا في الهجوم الذي وقع بتاريخ 1955/10/23 على مركز بوزنب حيث جرح هناك. ولذلك يعد من المؤسسين أيضا.
11) محمد مقران المطالسي: رئيس شعبة ادريوش الذي لعب دورا مهما في تنظيم أفراد شعبته، وتوعية المواطنين، وجمع الأموال لمساعدة اللاجئين، وجمع الذخيرة لجيش التحرير.
12) السيد الحاج محمد علوش جدي: رئيس شعبة حزب الاصلاح الوطني ببني عمارت أولاد مسيتا، الذي أذن له الأستاذ الطريس في الانضمام إلى جيش التحرير، فلعب دورا أساسيا في تكوينه، وقاد معركة طاحنة على مركز «بوزنب» وقد استطاع أن يحتله في أول الأمر بكل سهولة، كما كان تحت يد هذا البطل وقيادته سبعة مراكز وهي:
1- تبذوين القريبة من بوزنب، أسس هذا المركز بعد ما استولى الجيش الفرنسي على بوزنب، واسترجاعه بقوة هائلة.
2- بوزنب بعدما استرجع من طرف جيش التحرير.
3- مرجانة. 4- الماعلي. 5- لحرور. 6- الرفدي هذا المركز يقع في داره. 7- تالمست.
وكل هذه المراكز تقع على الحدود بين المنطقة الشمالية والجنوبية، بجبال الريف العتيدة، وهو الذي كان يمونها بالمواد الغذائية والذخيرة، والأسلحة. كما وكل إليه من طرف قيادة حزب الإصلاح الوطني بفتح مركز لجيش التحرير من باب الحيط بمرنيسة، فكلف به حماد وغمير ومحمد لحطاط.
فتوى حاربتها الإدارة الإسبانية
إسعاف اللاجئين
كما قررت اللجنة الفرعية تخصيص ميزانية للاجئين المقاومين، مناضلي 16 غشت 1953، ومن أجل ذلك أخذت اللجنة الفرعية، تجمع التبرعات من أفراد الحزب، وفي موسم الحصاد صدرت فتوى لجمع الزكوات لهؤلاء المناضلين، وكان ذلك في ماي سنة 1954، وحررت هذه الفتوى في آلاف المناشير ووزعت في جميع أطراف الريف كما أرسل عدد منها عن طريق البريد لبعض الشخصيات من الفلاحين الكبار والأثرياء، فكان لهذه العملية صدى كبير، كما خلقت نوعا من الهلع والاضطراب في الأوساط الاستعمارية، فكانت النتيجة أن قام الاستعمار الإسباني بمحاربة هذه الفكرة، كما نتج عن ذلك رد الفعل من طرف الاستعمار الإسباني، حيث قام مراقب قرية أركمان بإلقاء القبض على رئيس فرع حزب الإصلاح الوطني، الأستاذ السيد ميمون حموش، ونقله إلى دار الكبداني في بني سعيد بعيدا عن قبيلته، وعن الناظور. وعندما وصل هذا النبأ إلى اللجنة الفرعية قامت بالاحتجاج لدى المراقب المذكور، كما قام بعض أفراد الحزب برد الفعل، فأحرقوا تبنا في ملك أحد الجواسيس في قرية أركمان (كبدانة)، وبهذه العملية الجريئة خاف الاستعمار من أن يستفحل الأمر، فأسرع إلى إطلاق سراح رئيس الفرع من معتقله بعدما قضى في
الاعتقال ستة أيام.
وفي نفس التاريخ كنت إماما لمسجد الحيانا (خطيبا) ببني سيدال فأخذت معي 300 منشور، من تلك الفتوى، فوزعتها على من حضر من المؤمنين ، الذين أتوا لأداء فريضة الجمعة، من أماكن مختلفة، وقد سلمت منشورا منها إلى قائد القبيلة نفسه، الذي حضر صلاة الجمعة، وفي نفس اليوم بلغ جواسيس الاستعمار الخبر إلى مراقب القبيلة الإسباني، وأوهموه بأنها مناشر التهديد لجمع الأموال، مما جعل المراقب يوبخ القائد، ويطلب منه أن يبلغ استدعاءه إلى إمام المسجد السيد محمد ميمون العباس، معلم القرآن الكريم، فبعث إليه ليلا وهدده بالسجن وأمره أن يحضر في الصباح أمام مراقب القبيلة، فاضطربت أعصابه ، وقبل أن يذهب إلى إدارة المراقب، جاء عندي الى مدينة الناظور، فأخبرني بما جرى، فطمأنته بأن يهدئ أعصابه ثم أوصيته بأن ينكر أمام المراقب توزيع المناشر، ويصرح له بأن الذي وزع المناشير هو الخطيب نفسه، وأنه سلم للقائد نفسه إحدى هذه المناشر ولما مثل أمامه صرح له بمثل ما وصيته به.
ثم إن المراقب أمره عندئذ أن يلتحق بي في الناظور، ويبلغني استدعاءه، للمثول بين يديه في إدارته ببني سيدال في نفس اليوم، وعندما حضرت لديه، وجه إلي تهمة توزيع رسائل التهديد على المصلين، بمسجد الحيانا، فاجبته بأن ما وزعته ليست رسائل تهديد، وإنها فتوى لجمع الزكوات، لإخواننا المغاربة اللاجئين السياسيين، الذين قبلتهم إسبانيا كضيوف، ولكنها مع الأسف الشديد لم تقدم لضيوفها حق الضيافة، فتركتهم مهملين. وبدافع من ديننا الحنيف والأخوة التي جمعتنا لأننا مغاربة، قمنا بجمع التبرعات والزكوات، بواسطة هذه الفتوى التي زعمتم أنها رسائل التهديد، وإننا قمنا بهذا الواجب حتى لا يقال عنها وعنكم بأننا فرطنا في ضيوفنا. وعلى هذا فإنه يظهر انكم يا سعادة المراقب بتصرفكم هذا إنكم تحاربون الدين، لأن الزكاة ركن من أركان الدين الإسلامي، وأردتم أن تمنعونا من القيام بأداء هذا الركن العظيم، الذي شرعه الله لعباده فظن المراقب بغلطته واعتذر.
وهكذا أصبح إخواننا اللاجئون يعيشون في مركز الفرع فاستمرت الحالة إلى أن حصلنا على الاستقلال، بفضل التعاون المشترك بيننا في الكفاح والنضال.
شباب المقاومة
ومن الشباب الذي كنا نعتمد عليه في تعليق المناشر السرية للدعاية ضد الاستعمار، وتوزيعها على المواطنين، وتأديب المخالفين لأوامر الحركة الوطنية، السادة:
1 البشير زعنان من قبيلة مزوجة.
2 محمد بلعيد الملقب (بولعيش) من مزوجة كذلك.
3 أوسلام امجاهد السيدالي.
4 بندريس محمد مزوجة.
5 منحاس محند من مزوجة.
6 بركان شعيب
إن هؤلاء الشباب الناضج الواعي كان بمثابة منظمة سرية فدائية وكان يقوم بمهمته أحسن قيام، فكان يحسب له حساب وعندما اجتمع المقيمان العامان الاسباني والفرنسي قرب العرائش في 16 يناير 1956 وتقرر على طرد رجال المقاومة وجيش التحرير من منطقة الشمال قام هؤلاء الشباب بتوزيع المناشير على المواطنين وتعليقها على الجدران في الشوارع وحتى في أبواب الإدارات الاستعمارية تدعو الى اضراب عام وشامل فكان ذلك نجاحا باهرا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.