تقترب مدينة روزندال الهولندية من تحقيق حلم طال انتظاره لدى الجالية المسلمة، وذلك عبر إنشاء أكبر مقبرة إسلامية في هولندا، والتي ستكون قادرة على استيعاب ما يصل إلى 18 ألف قبر. يأتي هذا المشروع استجابة للحاجة المتزايدة داخل المجتمع الإسلامي للدفن في الأراضي الهولندية، لا سيما مع تزايد رغبة الأجيال الثانية والثالثة في أن تكون مقابر ذويهم قريبة منهم. وصرّح منير أمحواج، رئيس المسجد المغربي في روزندال، للصحافة الهولندية، بأن هذا المشروع يعكس تحولا في التوجهات داخل الجالية المسلمة، إذ لم يعد الدفن في بلدان الأصل هو الخيار الوحيد، بل أصبح كثيرون يفضلون البقاء حيث عاشوا حياتهم. وأضاف أن هذه الخطوة تتيح للأبناء والأحفاد زيارة قبور أقاربهم بسهولة، مما يسهم في تخفيف وقع الفقدان عليهم، خاصة وأن الدفن في مكان الوفاة يعد من المبادئ المهمة في الشريعة الإسلامية. سيتم إنشاء المقبرة بجوار مقبرة زيجستيد العامة، ومن المقرر أن تكون مساحة هادئة تحيط بها المساحات الخضراء، مع مراعاة مبادئ البساطة والمساواة في تصميم القبور، حيث لا يُسمح بالتمييز بناءً على الأصل أو الحالة الاجتماعية. كما ستوفر المقبرة راحة أبدية للمتوفين، إذ يحظر فيها نقل أو إعادة استخدام القبور، التزامًا بمبدأ "راحة القبر الأبدية" في الإسلام. وقد حظي المشروع بدعم كبير من الجالية الإسلامية، حيث تمكن الناشط محمد رزوقي من جمع نصف مليون يورو من خلال رحلته بالدراجة إلى مكة، في حين تجاوزت التبرعات الإجمالية حتى الآن 1.8 مليون يورو. المثير للاهتمام أن المبادرة لقيت دعما حتى من غير المسلمين، ما يعكس اندماج الجالية المسلمة في المجتمع المحلي وتعاطف مختلف الفئات مع المشروع. تحظى الخطة بدعم من بلدية روزندال، كما تسير المفاوضات مع إدارة مقبرة زيجستيد بشكل إيجابي. ويعتمد التنفيذ على نتائج دراسات التربة وتوفير التمويل اللازم، مع أمل القائمين على المشروع في افتتاح المقبرة خلال العامين المقبلين، لتكون ملاذًا نهائيًا لأولئك الذين يرغبون في أن يواروا الثرى في البلد الذي أحبوه وعاشوا فيه.