تشهد بلدة تورّي باتشيكو الواقعة بإقليم مورسيا الإسباني، منذ أيام، حالة من الاحتقان الشديد، زادت حدتها مساء أمس السبت 12 يوليوز 2025، بعدما اندلعت مواجهات عنيفة في أحياء متفرقة، خلفت خمسة جرحى واعتقال شخص واحد، وفق ما أكدته مصادر رسمية. وبحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، فقد تجددت أعمال الشغب بعد أيام قليلة من واقعة الاعتداء الوحشي الذي تعرض له رجل يبلغ من العمر 68 سنة يوم الأربعاء الماضي، وهو الحادث الذي أجج مشاعر الغضب داخل البلدة. ورغم دعوات التهدئة التي أطلقها المجلس البلدي من خلال تنظيم وقفة سلمية يوم الجمعة، فإن مجموعات متطرفة وعناصر محسوبة على المهاجرين دخلت في مواجهات عنيفة، خصوصًا في حي سان أنطونيو الذي يعرف كثافة سكانية مرتفعة من أصول أجنبية، علماً أن ما يقارب 30% من سكان تورّي باتشيكو، البالغ عددهم حوالي أربعين ألف نسمة، هم من المهاجرين. وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة صادمة توثق حجم العنف، حيث يظهر في بعضها سكان ينزفون على الأرض بعد إصابتهم بالحجارة والزجاجات، فيما أكد شهود عيان أن مجموعات شبابية كانت تجوب الشوارع وترمي بالحجارة والزجاجات، إضافة إلى نصب حواجز باستخدام حاويات القمامة والتشابك بالسكاكين وتحطيم نوافذ سيارات. وأكدت مندوبة الحكومة بإقليم مورسيا، ماريولا غيفارا، أن ما وقع يعود أساساً إلى دعوات تم تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تحرض على "مطاردة المهاجرين" خلال أيام 15 و16 و17 من الشهر الجاري. وأشارت إلى أن هناك جهات منظمة متطرفة ساهمت في تأجيج الوضع واستقدام أشخاص من خارج المدينة بهدف إثارة الفوضى والعنف. وأضافت غيفارا أن السلطات كانت على علم بهذه الدعوات الاستفزازية، واستعدت مسبقاً بوضع خطط أمنية تحسباً لأي طارئ، مؤكدة أن الشرطة بصدد مراجعة كافة الصور والمقاطع المتداولة، وقد تم تحديد هوية عدد من المتورطين بالفعل، في انتظار اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.