في تواصل لظاهرة الهجرة غير النظامية عبر البحر، شهدت سواحل مدينة سبتة صباح اليوم الثلاثاء 19 غشت 2025، عملية جديدة تمثلت في وصول شخصين إلى شاطئ "تشوريو" على متن دراجة مائية قادمة من المغرب، قبل أن يلوذا بالفرار فور رسوهما على اليابسة، تاركين الدراجة المائية وراءهما. وحسب ما أوردته صحيفة "الفارو" الإسبانية، فإن العملية أعادت نفس السيناريو الذي تكرر خلال الأسبوع والنصف الأخير، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن أربع محاولات مماثلة، اعتمدت كلها على دراجات مائية تحمل ترقيمًا مغربيًا وتُستعمل لمرة واحدة ثم تُترك في سبتة بعد إنجاز المهمة. العملية الأخيرة، التي وقعت حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحًا، شملت هذه المرة امرأتين، وهو ما يبرز تنوع الفئات المشاركة في هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر. وقد أطلقت عناصر الحرس المدني الإسباني حملة تمشيط بالمنطقة بحثًا عن الفارين، مع الإشارة إلى أن هذه الوسيلة باتت "تكتيكًا" مفضلاً لدى شبكات تهريب البشر التي تُوصف بأنها أقرب إلى "مافيا البحر". وأكدت المصادر أن دوريات مغربية حاولت مطاردة الدراجة المائية أثناء انطلاقها من السواحل المغربية باتجاه سبتة، غير أنها لم تنجح في اعتراضها، لتصل بسرعة إلى شاطئ "تشوريو". وتعمل الأجهزة الأمنية الإسبانية على جمع الأدلة والتحقيق في هوية الأطراف المتورطة، وسط قناعة بوجود تنظيم منسق وراء هذه العمليات. وتشير التقارير إلى أن هذه الممارسات تُدار أحيانًا عبر ما يسمى "التعاونيات" بين المهاجرين أنفسهم، حيث يقومون باستئجار الدراجة المائية بوساطة طرف ثالث مقابل مبالغ مالية، ليتم التخلي عنها لاحقًا دون وجود "مشتبه فيه محدد " يمكن متابعته قضائيًا. ومع تزايد هذه المحاولات، تتضاعف المخاطر، إذ سبق أن أسفرت مطاردات مماثلة في أعوام سابقة عن إصابات، حالات غرق، وحتى وفيات، نتيجة إلقاء المهاجرين في البحر لتفادي الاعتقال.