تحل يوم غد الأربعاء 20 غشت 2025 الذكرى الثانية والسبعون لثورة الملك والشعب، هذه الملحمة الوطنية الخالدة التي نعيش ذكراها بكل وجدان وعاطفة، اعتزازا بأمجادنا الوطنية العظيمة. إنها مناسبة نستحضر فيها قيم البطولة والنضال والمقاومة والحرية والكرامة، حيث قدم الشعب المغربي خلال هذه الثورة المباركة أروع صور التضحية والفداء، وضرب أسمى الأمثلة في تاريخ حركات التحرر عبر العالم. لقد برهن المغاربة آنذاك على قوة تلاحمهم ووحدة صفوفهم، بين العرش والشعب، واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن مقدساتهم الدينية، وصيانة ثوابتهم الوطنية، والحفاظ على هويتهم المغربية الأصيلة. وهو اليوم الذي نستحضر فيه أرواح شهدائنا الأبرار الذين افتدوا الوطن بدمائهم الزكية، ونجدد فيه العرفان لمقاومينا ومناضلينا الأبطال الذين صنعوا بصدق وإيمان ملحمة الحرية والاستقلال. إن ثورة الملك والشعب ستظل مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة، ورمزا للتلاحم الوطني، ودليلا على أن قوة المغرب تكمن في وحدة شعبه والتفافه حول ملكه، دفاعا عن سيادته ووحدته الترابية ومكانته بين الأمم. ومن جميل الصدف أن تحل ذكرى عيد الشباب المجيد، التي يخلدها الشعب المغربي كل سنة، متزامنة هذه السنة مع الذكرى الثانية والستين لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وذلك يوم الخميس 21 غشت 2025. وتمثل هذه المناسبة الوطنية الغالية فرصة سانحة لتسليط الضوء على العناية الموصولة والالتزام الراسخ الذي ما فتئ جلالته يوليه لفائدة الأجيال الشابة، من أجل تعزيز انخراطهم في الدينامية المتجددة التي يشهدها المجتمع المغربي، وإشراكهم الفعلي في مختلف مناحي الحياة الوطنية. وهكذا يظل عيد الشباب مناسبة متجددة لاستحضار ما يختزنه جيل المستقبل من طاقات إبداعية وإمكانات بشرية هائلة، قادرة على الإسهام بقوة في تعزيز مكانة المغرب بين الأمم، في ظل القيادة الرشيدة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. العناية الملكية السامية بالشباب تجلت أيضا خلال إعداد النموذج التنموي الجديد، حيث أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، في خطابه السامي الموجه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لثورة الملك والشعب (20 غشت 2018)، على ضرورة وضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد، باعتبارهم الثروة الحقيقية للأمة وركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. كما شدد جلالته على أهمية تمكين هذه الفئة من فضاءات المشاركة والإسهام الفعال في مختلف الأوراش الوطنية، بما يعزز ثقتهم في المستقبل ويجعلهم فاعلين رئيسيين في مسار البناء الديمقراطي والتنموي للمملكة. نغتنم هذه المناسبة السعيدة لنرفع أسمى عبارات التقدير والإجلال إلى شباب المغرب الطموح، ذلك الشباب الذي يحمل في أعماقه آمال الأمة وتطلعاتها، ويسعى بجد واجتهاد، من خلال بحثه الدؤوب عن حياة أسمى وعيش كريم، إلى الإسهام في بناء وطن الغد، وطن التقدم والازدهار. إنه شباب متشبع بروح المبادرة، ومؤمن بقيم العطاء والتجديد، ماض بثبات نحو ترسيخ مكانة المغرب بين الأمم، في انسجام تام مع الرؤية السديدة والقيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين، وحامي حمى الملة والدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي ما فتئ يولي فئة الشباب عنايته السامية، إيمانا منه بأنهم عدة الحاضر وذخيرة المستقبل، وبأن طموحاتهم هي لبنات النهضة الشاملة ومفتاح التنمية المستدامة.