قال محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إن معظم المغاربة يشعرون بأن اغلب المؤسسات التمثيلية والإدارية لا تنتمي إليهم ولاينتمون إليها ولا تمثلهم، ليس بالمعنى القانوني للكلمة، بل بالأثر الذي تنتجه وتوزعه هذه المؤسسات والمرافق العمومية. وأضاف الغلوسي في تدوينة على فايسبوك، "يشعرون بأنها غريبة عنهم وهم غرباء عنها، ومقابل ذلك يلمسون كيف أنها "سخية ومعطاء " مع البعض، ثمارها تصل إلى هذا البعض دون الباقي، يلاحظون ويلمسون كيف أن هذه المؤسسات تصنع الحواجز والتمييز والترقي الاجتماعي، ويؤدون لوحدهم الكُلْفة والضريبة، إنها تعيد توزيع الثروة والانتماء والقيم وكل شيء بشكل غير عادل بل وظالم".
وتابع "عندما يشعر الناس بأن تلك المؤسسات مجرد جدران فاقدة للحياة والثقة ومبددة للأمل والحلم، وصانعة للظلم والتمييز والفوارق ،حينها يفقد الوطن والوطنية والمواطنة معناها الحقيقي ويكفر الناس بكل شيء". وتساءل الغلوسي ونحن على أبواب استحقاقات كثيرة سياسية ورياضية واقتصادية كيف نعيد الحياة للمؤسسات التمثيلية والإدارية؟ ويعود الناس إلى حضنها ودفئها كما يعود الولد الصغير إلى حضن أمه والطير إلى عشه؟ فهل من إرادة حقيقية لفتح أبواب الأمل والثقة في المؤسسات قبل أن يضيع كل شيء؟. وأكد أنه إذا أردنا أن نمنح الناس الأمل والثقة، يجب أن نواجه بشجاعة وحزم بدون هوادة الفساد والرشوة ونهب المال العام والإثراء غير المشروع، وتضارب المصالح والقطع مع الإفلات من العقاب، وتفكيك منظومة الإبتزاز السياسي والتشريعي، وشبكات ومافيات الفساد التي تعبث بالمؤسسات وتستغلها لخدمة مصالحها وتوسيعها ضدا على المصالح العليا للوطن وتهدد الأمن والاستقرار.