نشر طارق الزفزافي، شقيق قائد حراك الريف المعتقل ناصر الزفزافي، رسالة مؤثرة خطّها الأخير من سجنه، يرثي فيها صديقه ورفيق دربه خالد العيادي المعروف ب"خالد نغ نغ"، الذي وافته المنية مؤخرا. وجاءت الرسالة محمّلة بمشاعر الحزن والأسى، حيث استحضر ناصر الزفزافي خصال الفقيد ومكانته بين أبناء الريف كأحد أبرز وجوه الحراك الشعبي، واعتبره رمزا للصمود والوفاء ترك دروسا خالدة في النضال والإصرار على الحق رغم قساوة الظروف. وهذا نص الرسالة : لقد رُزئنا في رجل عظيم كان بحق مرآة الحراك الشعبي المبارك وأحد رموزه العظام الأجلاء، وكل تعابير النعي لا توفي البطل الشهيد خالد العيادي الذي عرفه العالم بخالد نغ نغ حقه، كان رجلا صالحا يتنفس الحرية والكرامة والاستقامة، كان خالد نغ نغ ينبوع الأمل في لحظات الشدة والمحن، فرحمه الله رحمة واسعة وجعل منزلته مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. يا أبناء وبنات أب الأحرار والحرائر : لا تجعلوا خالد نغ نغ البطل الشهيد ذكرى عابرة، بل اجعلوه خالدا كاسمه، فوالله قد كان صالحا مهذبا صدوق القول وحسن السريرة، ويستحق أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ضمن رموز حراكنا العظيم الذين سجلوا اسمهم ضمن الثابتين على المبدأ والصادقين في العزم والهمم. لذلك أحب الكل خالد نغ نغ، اعتبروه أخا لم تلده أمهاتهم،وتعلموا منه سبل مجابهة المحن وضيق اليد برأس مرفوع وشهامة الأعليين، إذ رغم وضعه الصحي والاجتماعي القاسيين ما اشتكى يوما وما ندب حظه، بل كان يوزع علينا شحنات القوة والصمود وننهل منه دروس الثبات والإصرار على التمسك بالحق حتى لقي ربه . رحم الله خالدنا الجليل الصدوق الذي ترك الدنيا خلف ظهره وترك لنا دروسا في الوفاء والإخلاص لا تنضب، وعزاؤنا واحد في بطلنا الخالد خالد الذي كنا نمني النفس أن نجالسه ونحضنه ونعيش معه بهجة نفسه المرحة لو كانت الأقدار غير أقدارنا الحالية، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، فقد أحبه الله أكثر من حبنا له وأخذه لجواره لا مساوم ولا خنوع. رحم الله خالد نغ نغ رحمة واسعة وألهمنا الصبر على هذا المصاب الجلل.