اندلع فجر الأربعاء حريق مفاجئ في واجهة مستشفى "سانتا لوثيا" بمدينة كارتاخينا الإسبانية، ما اضطر السلطات إلى إجلاء المرضى والعاملين دون تسجيل أي خسائر بشرية. غير أن المعطيات التقنية التي ظهرت بعد الحادث كشفت مفاجأة صادمة: واجهة المستشفى مكسوة بألواح من الألومينيوم المملوءة بالبوليتيلين، وهو نفس المادة القابلة للاشتعال بدرجة خطيرة التي كانت وراء حرائق مدمرة شهدتها كل من فالنسيا، مدريد، ميلانوولندن خلال السنوات الماضية. وتُعد هذه الألواح، التي تُشبه "بنزينًا صلبًا" عند ملامسة النار، من إنتاج الشركة الإسبانية Alucoil، وهي نفس الشركة التي وُجهت تهم لاثنين من مسؤوليها في إيطاليا على خلفية استخدامها في واجهات برج "توري دي مورو" بميلانو الذي احترق سنة 2021. كما سبق أن غطّت ألواحها مبنى كامبانار في فالنسيا حيث لقي 10 أشخاص مصرعهم في فبراير 2024، إضافة إلى برج غرينفيل في لندن عام 2017، إحدى أسوأ الكوارث السكنية التي أودت بحياة 72 شخصًا. ورغم التحذيرات المتكررة من خطورة هذه المادة، لا يوجد في إسبانيا حتى اليوم جرد رسمي للمباني ذات الواجهات القابلة للاشتعال. بعد مأساة فالنسيا، وعدت عدة جهات بإطلاق عمليات رصد، لكن لم تُعلن أي حكومة إقليمية عن بيانات واضحة. دراسة للمركز الوطني للبحوث العلمية (CSIC) كشفت أن 14 مبنى في إسبانيا على الأقل يستخدم هذا النوع من الألواح، وبينها مستشفى كارتاخينا الذي احترق هذا الأسبوع، علمًا أنه سبق أن تعرض لحريق مماثل سنة 2015 بسبب عقب سيجارة، دون أن تتخذ إجراءات جدية رغم التحذيرات.