المشاركون في مؤتمر التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء يقومون بزيارة لميناء الداخلة الأطلسي    عبد النباوي: العقوبات البديلة علامة فارقة في مسار السياسة الجنائية بالمغرب    نجاح باهر للنسخة الثامنة من كأس الغولف للصحافيين الرياضيين الاستمرارية عنوان الثقة والمصداقية لتظاهرة تراهن على التكوين والتعريف بالمؤهلات الرياضية والسياحية لمدينة أكادير    الاستيلاء على سيارة شرطي وسرقة سلاحه الوظيفي على يد مخمورين يستنفر الأجهزة الأمنية    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة.. وهبي: "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    مأسسة الحوار وزيادة الأجور .. مطالب تجمع النقابات عشية "عيد الشغل"    تجار السمك بالجملة بميناء الحسيمة ينددون بالتهميش ويطالبون بالتحقيق في تدبير عقارات الميناء    موتسيبي: اختيار لقجع قناعة راسخة    سلطات سوريا تلتزم بحماية الدروز    القصر الكبير.. شرطي متقاعد يضع حداً لحياته داخل منزله    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية ورياح عاتية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    الدولي المغربي طارق تيسودالي ضمن المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الاماراتي لشهر أبريل    تأخيرات الرحلات الجوية.. قيوح يعزو 88% من الحالات لعوامل مرتبطة بمطارات المصدر    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    هذه كتبي .. هذه اعترافاتي    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    العراق ولا شيء آخر على الإطلاق    المغرب ينخرط في تحالف استراتيجي لمواجهة التغيرات المناخية    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    تجديد المكتب المحلي للحزب بمدينة عين العودة    الصين تعزز مكانتها في التجارة العالمية: حجم التبادل التجاري يتجاوز 43 تريليون يوان في عام 2024    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    الحكومة تلتزم برفع متوسط أجور موظفي القطاع العام إلى 10.100 درهم بحلول سنة 2026    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    كيم جونغ يأمر بتسريع التسلح النووي    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    السجن النافذ لمسؤول جمعية رياضية تحرش بقاصر في الجديدة    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    تقرير: 17% فقط من الموظفين المغاربة منخرطون فعليا في أعمالهم.. و68% يبحثون عن وظائف جديدة    مارك كارني يتعهد الانتصار على واشنطن بعد فوزه في الانتخابات الكندية    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    إيقاف روديغر ست مباريات وفاسكيز مباراتين وإلغاء البطاقة الحمراء لبيلينغهام    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    دوري أبطال أوروبا (ذهاب نصف النهاية): باريس سان جرمان يعود بفوز ثمين من ميدان أرسنال    الأهلي يقصي الهلال ويتأهل إلى نهائي كأس دوري أبطال آسيا للنخبة    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    نجاح اشغال المؤتمر الاول للاعلام الرياضي بمراكش. .تكريم بدرالدين الإدريسي وعبد الرحمن الضريس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأملات عظيمة وحقائق مخيفة

عندما شرعت أسطر هذا المقال سيطرت عليَّ حالة من الارتباك والخوف والتردد، القلب تتسارع خفقاته وحشة ورهبة، والعبرات تكاد تخنقني خوفاً ووجلاً، والتردد ينتابني حياءً، فلا إله إلا الله والله أكبر وأعظم وأجلّ، كيف بي وأنا سأصف حجم مخلوق لم يخلق مثله في الوجود، مخلوق شرفه الخالق عن سائر مخلوقاته بوظيفة لم تتكرر في سائر العهود، مخلوق ليس له نظير ولا شبيه بين الشهود، كيف بي وأنا سأقترب من الجبار جلَّ علاه في سماه للحديث عن كرسيه الذي وسع السموات والأرض!، مهمة كبيرة جليلة شريفة أتشرف بها ما حييت، والله أسأل أن يحرِّم وجه كاتبها وقارئها وناشرها عن النار، وبسم الله نبدأ..
حتى لا نتيه بين المسافات والأحجام لنتفق (بيني وبينك) على وحدة قياس منها المبتدأ وإليها المنتهى، ولنفترض أنَّ مساحة مسجدكم 2500م مربع بينما مساحة المسجد الجامع في حارتكم 10,000م مربع أي يكبره بثلاثة أضعاف، بالمقابل مساحة مصلى العيد في مدينتكم 40,000م مربع أي يكبر المسجد الجامع بثلاثة أضعاف، ولكن هذا الكبير سيصبح صغيراً عند مقارنته بمساحة المسجد النبوي 302,500 م مربع؛ حيث يكبر المسجد النبوي مصلى العيد بثمانية أضعاف، والمسجد النبوي يساوي 121 مسجداً كمسجدكم في الحي! أرأيت عظمة مساحة وحجم المسجد النبوي؟
ونبقى في سياق المقارنات، فعلى اعتبار أنَّ مساحة المدينة المنورة 500 كم مربع فإنها تكبر المسجد النبوي ب 1667 ضعفاً! والجزيرة العربية (مساحتها 3,100,000 كم مربع) أكبر من مساحة المدينة المنورة ب 6200 مرة! وفوق كل كبير أكبر منه؛ فمساحة قارة آسيا أكبر من مساحة الجزيرة العربية ب 14 مرة! أما مساحة كوكب الأرض فأكبر من مساحة آسيا ب11 مرة! فيا صاحبي أخبرني أين موقع مساحة مسجدكم من مساحة كوكب الأرض؟ إذ مساحة الأرض تكبر مساحة مسجدكم ب 204,028.800.000 مرة، فسبحان الله والله أكبر لا شيء يذكر أمام كوكب الأرض!.. ولكن هل كوكب الأرض أكبر شيء في الوجود؟ بالتأكيد لا.. فالله تعالى خلق كوكب المشتري أكبر من الأرض ب1300 مرة!!
صورة بمقياس رسم حقيقي توضح حجم كوكب المشتري العملاق مع كوكب الأرض والذي يفوقها ب 1300 مرة!!
وكوكب المشتري العملاق يعتبر قزماً أمام الشمس، التي تكبر الأرض ب1,300,000 مرة، بعبارة أخرى إذا تخيلت أنَّ الشمس بحجم كرة السلة فإنَّ الأرض ستكون بحجم رأس القلم فحسب! (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا).. في منزلك قارن حجم الإضاءة والتكييف مع حجم غرفتك فستجد أنها لا تشكل 0.1% بينما نجد أنَّ حجم الشمس والتي نستمد منها الإضاءة والحرارة أكبر من حجم كوكب الأرض بل والكواكب مجتمعة بآلاف المرات!! فهل سألت نفسك يوماً ما الحكمة في كل هذه العظمة؟ ما الحكمة في حجمها؟ وما الحكمة في قوة أتونها ونارها؟.. إن وجدت الإجابة فأخبرني..
صورة مركبة بمقياس رسم حقيقي تجمع كوكب الأرض مع الشمس، ويتضح لسان ناري يكاد ينفصل عن الشمس، وحجمه من الكبر والعظمة ما هو كفيل أن يلف كل كواكب النظام الشمسي وليس الأرض فحسب! فأي هول هذا؟ وأي نار هذه؟ وأي مشهد تطيش له العقول (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)..
وتبقى الشمس العظيمة المهيبة نجماً متواضعاً عند مقارنتها بنجوم أخرى أودعها الخالق في سمائه وقال لنا (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) فلما نظر الإنسان وجد أن نجم الشعرى اليمانية Sirius ألمع نجم في السماء ويكبر شمسنا بنحو 8 مرات، وصدق الخالق المالك المدبر (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى).. ولتسأل نفسك الآن: ما هو حجم كوكب الأرض من الشعرى اليمانية؟ (الشعرى أكبر من الأرض ب 10 مليون مرة) منها تدرك حجمك الحقيقي أمام عظمة خلق الله (أَوَلا يَذْكُرُ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً).. (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ) إذا أمعنا النظر أكثر في السماء عبر البصر والبصيرة سنجد أن نجم الهنعة Pollux هو أكبر من شمسنا بنحو 512 مرة وأكبر من أرضنا ب 663 مليون مرة، فلا إله إلا الله والله أكبر وأعظم، أما نجم السماك الرامحArcturus فأكبر من شمسنا ب 30 ألف مرة، وأكبر من أرضنا ب 40 بليون مرة، أما نجم رجل الجوزاء Rigel فهو أكبر من شمسنا ب 343 ألف مرة، وأكبر من أرضنا ب 400 بليون مرة!! أما نجم بيت الجوزاءBetslgeuse فأكبر من شمسنا ب 274 مليون مرة، لذا فهو أكبر من أرضنا ب 355 ترليون مرة!! (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ)..
صورة بمقياس رسم حقيقي تضم نجوماً عملاقة مقارنة بنجوم قزمية كشمسنا، لاحظ أنَّ النجوم العملاقة ستصبح قزمية في الصورة التالية..
النجوم أفران نووية مخيفة ومهيبة يتفطر لها قلب الإنسان هولاً وخوفاً عندما يتأمل ويتدبر ويتفكر بحجمها أو موقعها (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ)..
الصورة التالية تعجز الكلمات البشرية عن ترجمتها ووصفها وبيانها، ولن يفي أبعاد الصورة الحقيقية إلا خالقها عز وجل حيث قال: (أأنتم أشد خلقاً أم السماء)؟ صدق الخالق العظيم، هل أتاك نبأ النجم الأحمر العملاق قلب العقرب Antares ؟ والذي يكبر الشمس ب 343 مليون مرة!! ويبعد عنا 600 سنة ضوئية 5,676,480,000,000,000 كم! والمخيف أنه لو افترضنا أن نجم قلب العقربAntares العملاق حل مكان الشمس لبلع كل من عطارد والزهرة والأرض والمريخ وما بينهما من فضاء وسماء نظير حجمه المتعاظم الذي يفوق الشمس ب 343 مليون مرة! وأنتيرس أشد شعاعاً من الشمس ب 10,000 مرة!! ألم يسألكم خالقكم (أأنتم أشد خلقاً أم السماء)؟.. وسأجيب بالنيابة عنكم: السماء بلا جدال ولا كلام! أشد منا خلقاً والذي خلقها أشد منها، فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين..
صورة بمقياس رسم حقيقي توضح حجم شمسنا (نقطة لا تكاد ترى) مقابل نجم أنتيرس Antares قلب العقرب، ربِّ أشهدك أني آمنت بك خالقاً مالكاً مدبراً لا شريك لك، فأعتقني من نيرانك.
صورة بمقياس رسم حقيقي تجمع شمسنا مقارنة بنجم السماك الرامح مع نجم أحمر عملاق أنتيرسAntares قلب العقرب والخط المتقطع يمثل مدار المريخ افتراضاً وكيف سيصبح داخل جرم النجم العملاق لو حلَّ مكان شمسنا بينما مدار الأرض والزهرة وعطارد ستكون داخلة في حجم نجم أنتيرس من باب أولى (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ).
صورة بمقياس رسم حقيقي يطيش لها العقل ذهولاً تضم عدة نجوم عملاقة مع قزمية كشمسنا (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
تنويه: أخي وأختي القارئة..
إذا كنت تعتقد وتظن أنَّ الخلق والكون أصغر من ذلك بكثير، وأنَّ ما ذكر محض الخيال والمبالغة وأنها أرقام بدون رصيد ولا تؤمن بها، فإنني أنصحك ألا تكمل قراءة الموضوع!، فحتماً لن يسعفك ذهنك ولا قلبك على التصديق، لحظة.. قبل أن تغادر في الصورة التالية وهي حقيقية، قم بتكبير الصورة ثم حاول عد النقاط المضيئة (وكل نقطة عبارة عن نجم) واللبيب بالإشارة يفهم..
صورة حقيقة لمربع محدود من السماء توضح نجوماً لا تعد ولا تحصى (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ)..
ما سلف كان جانباً يسيراً ضئيلاً صغيراً من ملكوت الله في سمائه، وهي بضعة نجوم مختلفة الأحجام تمت المقارنة بينها وبين شمسنا، والسؤال الذي يبرز هنا: ماذا وراء ذلك الخلق العظيم؟ وهل نجم قلب العقربAntares الأحمر العملاق هو أكبر نجم في الكون تم اكتشافه؟ وهل عدد نجوم السماء الدنيا محصور؟ وكم عددها؟ وما الحِكم الكونية في كون كوكب الأرض متناهي الصغر؟ وهل نحن وحدنا في هذا الكون؟ ولماذا حجم كوكبنا مقارنة بالسماء ضئيل جداً جداً؟ ولمن خُلق هذا الكون العظيم؟ لمن خلقت كل هذه النيران والأفران النووية؟ والتي تفوق الشمس بالملايين، وما الحكمة من وجود بلايين النجوم في مجرتنا؟ أسئلة مشروعة ومستمدة من قوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)..
الآن أدعوك إلى التعرف على أكبر نجم مكتشف حتى الآن هو VY Canis Majoris ويبعد عنا5 آلاف سنة ضوئية ويفوق الشمس حجماً ب 9,261,000,000 أي 9 بليون و 261 مليون مرة!!!! (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، هل تريد معرفة حجم أرضنا عند هذا العملاق؟ عفواً قد لا تسعفنا الحسابات ولا الأرقام للمقارنة ولكن حسبك بقوله تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونٍَ)، ولو افترضنا أن هذا النجم حل مكان شمسنا لبلع كلاً من: عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري ووصل إلى حدود مدار زحل!! حتى أنَّ الضوء على سرعته300,000 كم/ث يستغرق أكثر من 8 ساعات ليكمل دورة واحدة حول محيط النجم العملاق، وحتى تدرك عظمة الخالق في خلقه، لو افترضنا أنك تسير بسرعة 5 كم في الساعة وبدون توقف لاستغرقت سنة من أجل الدوران على محيط الأرض فقط، بينما من أجل الدوران حول محيط الشمس ستحتاج إلى 104 سنوات!! بينما الطواف حول محيط أكبر نجم مكتشف يستغرق217 ألف سنة!!! أرأيت مخلوقاً بهذا الحجم؟ وكم يا ترى تساوي الأرض عند هذا النجم؟ وما الحكمة في التفاوت والتباين الكبير بين أحجام النجوم؟ ولعل هندسة السماء الكونية اقتضت وجود نجوم عملاقة خيالية لداعي التوازن في
الجاذبية الذي يمنع السماء أن تنهار (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ).. (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)، ولله في خلقه شؤون..
مقارنة بمقياس رسم حقيقي بين شمسنا وأكبر نجم مكتشف في الكون.
النجوم هي وحدة بناء المجرات، ومجرتنا مجرة التبانة تحتوي على ملايين بل بلايين النجوم والشموس!، وهذه المعطيات الرقمية ليست نظرية وإنما مشاهدة حقيقية، ويقدر العلماء طول مجرة التبانة ب 100,000 سنة ضوئية 1 أي ما يعادل 945,424,051,200,000,000 كم تسعمائة وخمس وأربعين كوادرليون وأربعمائة وأربع وعشرين ترليون وإحدى وخمسين
بليون ومائتين مليون كم.. ويقدر عدد نجومها بين 200 - 400 بليون نجم، وفي السماء الدنيا بلايين المجرات وكل مجرة تحتوي على بلايين النجوم!!، والعلماء كلما طوروا مناظيرهم العملاقة اكتشفوا المزيد والكثير من المجرات العظيمة، وحجم السماء أكبر وأعظم من أن يستوعبه العقل البشري أو يدركه الذهن الإنساني بل ولا حتى الحاسب الآلي، ويكفي أن نذكر هنا أنَّ متوسط قطر المجرات يساوي 30,000 سنة ضوئية، بينما تقدر المسافة الوسطية بين كل مجرتين ب3 مليون سنة ضوئية! فعندها ندرك قوله تعالى (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) فجعلها واسعة الأرجاء ممتدة البناء لحكمة شاءها خالق الأرض والسماء (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ) بل السماء (رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ)، وعلى مستوى الكون المكتشف والمنظور فقط فإنَّ أحدث تقدير علمي لعرض الكون يقدر ب 156 بليون سنة ضوئية 2 أي 1,474,861,519,872,000,000,000,000 كم واحد سبتليون وأربعمائة وأربع وسبعين *** تليون وثمانمائة وواحد وستين كونتليون وخمسمائة وتسع عشرة كوادرليون وثمانمائة وأثنين وسبعين ترليون كم!!!!!..
ألم أقل لك سلفاً إذا لم تصدق ما بين يديك فاصرف عينيك، وما زال الحديث عن (بعض) ما نبصر فما بالك بما لا نبصره (فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ)، لا تخبر أحداً عن هذا الرقم حتى لا يتهمونك بالجنون.. الحقيقة أن الكلمات وحتى الأرقام تعجز عن وصف سعة الكون وما يختزنه من خلق عظيم ومدهش، وعظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق، والتدبر في خلق الله والتفكر في الكون والتأمل في الوجود حتماً يرسخ الإيمان في القلوب، فيتعاظم خالق الوجود فيه فيدفعه ذلك إلى الخشوع والإذعان له سبحانه وتعالى وهو أولى من الجماد (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، هذا هو الموجود المخلوق فكيف بالموجد الخالق؟ هل شرقتم بحجم ومساحة وسعة السماء المنظور؟ أتريدون أن تقرؤوا عن مخلوق يتيم يكبر السماوات والأرض؟ ولم يشاهده من البشر أحد، ولم يخلق مثله في الوجود أبدا، ودونك وصفه من الواحد الأحد حيث قال: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)، سبحان الله والله أكبر وأجل وأعظم، خلق من خلقه يسع كل ما أدركناه وما لم ندركه، وما أبصرناه وما لم نبصره، وما صدقته عقولنا وما لم تصدقه، فلا إله إلا الله والله أكبر وأعظم وأجل أي كرسي هذا؟ وأي خلق عظيم مهيب مخيف هذا؟ (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا)، الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش، والعرش ما العرش؟ وما أدراك ما العرش؟ أعظم وأكبر من الكرسي، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى)، وقال الحبيب عليه الصلاة والسلام: (ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة)، تأمل مقارنة المصطفى عليه الصلاة والسلام بين الكرسي والعرش، وتدبر وحدات القياس التي استخدمها بأبي هو وأمي، شيء يفوق حجماً وهولاً صور المقارنة بين النجوم السالفة الذكر، بل ويؤكد بشكل غير مباشر صحة الأحجام والمسافات التي تحدثنا عنها سلفاً، كما يؤكد أن ما لم نبصره من الخلق أعظم مما أبصرناه وفي هذه المقالة عرضناه (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ)..
صاحبي..
أكيد أنك نسيت مساحة مسجدكم!، وهل يجوز لك بعد المقارنات العظيمة السالفة أن تقارن مساحة مسجدكم أو كوكبكم أو شمسكم أو مجرتكم أو حتى سمائكم بكرسي الرحمن!!!؟ فضلاً عن عرش الرحمن!!؟ فإذا كان هذا هو الخلق فكيف بالخالق الجبار، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)، و(سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)، و(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)..
أختم بجانب تطبيقي في هذا السياق..
فعندما تتأمل حجمك وقوتك وحيلتك وحضارتك مقارنة بخلق الخالق فهل يبقى في قلبك خوف من أحد سواه؟ وهل يبقى في صدرك حب لغيره؟ وهل يبقى في فؤادك شريك معه؟ وهل يتعلق القلب خوفاً وحباً ورجاءاً وأملاً بسواه؟ وهل يستحق أحد غيره أن يصرف له الدعاء؟ وعندما يهتز الإيمان ويضعف بسبب إنسان أو شيطان فتذكر حجمه في هذا الوجود مع الجبار المعبود فتزول الأعراض وتحور وفي بحر الإيمان تذوب..
وفي ختام هذا المكتوب، يبشرك صاحب العطاء والجود ب (سَابِقُوا)، (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)..
وعلى دروب العلم نلتقي فنستقي ونرتقي.
ملاحظة:
صور النجوم المعروضة في المقال ثنائية الأبعاد وهي صالحة للمقارنة بين قطرين وليس بين حجمين؛ إذ أنَّ الأخير يتطلب صوراً لأبعاد ثلاثية.
السبتليون: واحد وبجانبه 24 صفراً.
*** تليون: واحد وبجانبه 21 صفراً.
كونتليون: واحد وبجانبه 18 صفراً.
كوادرليون: واحد وبجانبه 15 صفراً.
ترليون: واحد وبجانبه 12 صفراً.
وأخيراً، أليس فخراً عظيماً أن نكون عبيداً لهذا الملك العظيم؟
الحمد الله الذي خلقني مسلماً، اللهم لك الحمد والشكر والمنة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.