وجه الناشط الجمعوي والحقوقي اليهودي المغربي سيون أسيدون رسالة لوم وعتاب إلى ويليام جفرسون كلنتون على دعوته مجرم حرب معروف « شيمون بيريز » إلى ملتقى تنظمه المؤسسة التي يرأسها بمراكش. هذا نص الرسالة، التي حصل « فبراير. كوم » على نسخة منها: لقد وقع اختياركم على مدينة مراكش التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة لتنظيم ملتقى مؤسستكم (Clinton Global Initiative). إن هذا الاختيار يفرض عليكم احترام كرامة شعب البلد المضيف لتظاهرتكم. في هذا الإطار، علمنا دعوتكم للمشاركة في ملتقاكم مجرم حرب معروف وهو شمعون بيريس. ويعتبر هذا شمعون بيريس، الذي استهل مساره السياسي كمزود اسلحة لمحتلي أرض فلسطين في اربعينات القرن الماضي، مسؤولا عن قصف السكان المدنيين لقرية كفر قانا في جنوبلبنان، وقد حصل ذلك مرتين تفصل بينهما 10 سنوات. المرة الأولى بتاريخ 18 أبريل 1996، وكان آنذاك وزيرا أولا، حيث قام « تساهال » بعدوان على جنوبلبنان، في إطار عملية « عناقد الغضب ». والجدير بالذكر أن القصف وجه ضد مساحة من المفترض أنها تحت حماية الأممالمتحدة، ولجأت إليها بالفعل عائلات بأكملها . لقد نتجت عن جريمة الحرب هذه مجزرة قتل على إثرها المئات من الضحايا المدنيين، ومن بينهم أطفال. أما المرة الثانية، كانت ليلة 30 يوليوز 2006، وكان آنذاك نفس شمعون بيريس نائب الوزير الأول، حيث قامت مرة أخرى « تساهال » بعدوان على جنوبلبنان، في إطار عملية « مطر الصيف » ، فتم قصف قرية كفر قانا من جديد وبشكل منهجي بهدف ترهيب السكان ودفعهم للهروب شمالا نحو العاصمة، هذا في وقت كانت فيه جميع طرق النفاذ من قانا تحت النار. ونتجت عن ذلك مجزرة وهي جريمة حرب أخرى على عاتق شمعون بيريس إضافة لما سبق ذكره فإن نفس شمعون بيريس هو الذي كان يترأس دولة الأبارتهايد الصهيوني خلال فترة عرفت عدوانين بشعين، الا وهما عملية « الرصاص المقوى » و »السياج الواقي » الذين وقعت فيهما اعتداءات عن طريق القصف المكثف بالتنسيق مع اكتساح عسكري على الأرض نتج عنهما ألاف القتلى. سيدي، بدعوتكم لمجرم الحرب هذا، فإنكم تستقبلون شخصا مساره السياسي الكامل يمثل تماما الوجه البشع لنظام الأبارتهايد الصهيوني ويرتبط ارتباطا وثيقا به. ذلك النظام الذي يجثم على كاهل الشعب الفلسطيني منذ 67 سنة. إنها 67 سنة من ممارسة التعذيب، والتطهير العرقي، والإغتيالات المستهدفة لأشخاص بعينهم، والتقتيل الجماعي،… –وهي كلها جرائم ضد الإنسانية حسب معاهدة روما –وبالإضافة إلىذلك، الاستيلاء على اراضي وموارد طبيعية بالقوة، وتنظيم الاستيطان بنقل مستعمرين ينتمون للقوة المحتلة، وسجن بدون محاكمة، وقتل مدنيين…. – وهي كلها جرائم حرب في نظر القانون الإنساني الدولي. بل تعتبر (محكمة « راسال » الدولية الخاصةبفلسطين) أن ما يجري باستمرار في فلسطين وإلى يومنا هذا هو جريمة « إبادة مجتمع » سيدي إن حضور مجرم حرب مثل شمعون بيريس على أرض المغرب يشكل إهانة لشعب البلد المضيف لملتقاكم، وبما أن موضوعه يهم شعوب المنطقة، فهذا الحضور يحط أيضا من كرامة هذه الشعوب، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. سيدي، إن أرض المغرب وشعبه يلفظان مجرم الحرب بيريس. وفي حالة إصراركم على مشاركته في ملتقى مؤسستكم، متجاهلين الشعور العميق لساكنة البلد المضيف، ستصمون تظاهرتكم بأكملها بوصمة العار المرتبطة بحضوره. سيدي، نحن كمغاربة ننتظر من زوارنا حدا أدنى من الاحترام، وبالتالي اسمح لنفسي بالآمل ألا تسقطرسالتي هذه لن في آذان صماء. سيون أسيدون ناشط حقوقي