« لم أستطع مشاهدة الدماء تسيل فوق الأرض، وأكوام من البشر بعضها فوق بعض، والأحشاء مبعثرة. بكل صدق لم أستطع رؤية ذلك، لأن ما جرى هذا العام سبق أن رأيت مثله سنة 1994 في منى كذلك، ويكفيني ما شاهدته حينئذ، ولم أستطع نسيانه » لا يتعلق الأمر بمقتطف لرواية رعب، بل لشهادة مؤثرة لشفيق الإدريسي واحد من الحجاج الناجيين من تدافع منى روى بنفسه تفاصيل حادث مؤلم سيبقى وشما في ذاكرته ليومية « أخبار اليوم » في عددها ليوم غد الثلاثاء. شهادة تصف هول الفاجعة واصطدام الحجيج تقدمها اليومية ضمن « شهادات صادمة لحجاج مغاربة نجوا من فاجعة منى » يقول الإدريسي « حين وقعت الكارثة، كان أغلب المغاربة داخل مخيماتهم..جاؤوا من المزدلفة بعد طلوع الشمس، مشيا على الأقدام لمسافة 45 دقيقة تقريبا، حطوا الرحال بمخيماتهم لأخذ قسط من الراحة، لكن قد يكون هناك من واصل المسير مشيا على الأقدام إلى منى، لرمي الجمرات » ويرجح الإدريسي أن يكون هؤلاء قلة، ولذلك « كان عدد الموتى أو المفقودين ضئيلا مقارنة مع حجاج بلدان أخرى ». ويكشف الإدريسي أنه بينما كان المغاربة في مخيماتهم، وصل حجاج دول أخرى، من نيجريا وبوركينافاسو وغيرهم السير إلى منى مباشرة من المزدلفة، لرمي الجمرات، ولما أنهوا مناسكهم رجعوا من الشارع نفسه المخصص للذهاب، فوقع الاصطدام بين مئات الآلاف من الناس » ويضيف الإدريسي « حدثت الفوضى، وانتشر الرعب والخوف، في حين أن الشوارع ضيقة، ولا يتعدى عرضها 20 مترا ».