انعقاد الاجتماع الوزاري المقبل للدول الإفريقية الأطلسية في شتنبر المقبل بنيويورك    بدء منتدى برلماني موريتاني مغربي    سؤال في قلب الأزمة السياسية والأخلاقية    غضب على بنكيران بسبب رفضه تأسيس حزب أمازيغي    بوريطة يطمئن مغاربة هولندا: لا خوف على حقوق 400 ألف مغربي رغم تغيّر الحكومة    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بارتفاع    منتدى البحر 2025: رهانات حماية المحيطات والتنوع البيولوجي البحري محور نقاش بالجديدة    "كوسومار" تستهدف إنتاج 600 ألف طن من السكر بحلول 2026    الفاتيكان: الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست بابا جديدا للكنيسة الكاثوليكية    سباق اللقب يشتعل في الكامب نو والكلاسيكو يحدد ملامح بطل الليغا    حكيم زياش يتصدر العناوين في قطر قبل نهائي الكأس    فاس.. مصرع 9 أشخاص جراء انهيار بناية سكنية من عدة طوابق    ضحايا ومصابون في حادث انهيار مبنى سكني بحي الحسني بفاس    تطورات مأساة فاس.. ارتفاع عدد القتلى إلى 9 والمصالح تواصل البحث تحت الأنقاض    توقيف شخصين بالبيضاء بشبهة ارتكاب عمليات سرقة مقرونة بالتهديد    بطولة ألمانيا.. ليفركوزن المجرّد من لقبه يواجه مستقبلا غامضا    البطولة الاحترافية.. الجيش الملكي يتشبث بمركز الوصافة المؤهل إلى دوري أبطال إفريقيا    برلماني يطالب باختصاصات تقريرية لغرف الصناعة التقليدية    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    واشنطن: نحن على بعد خطوات من حل لإيصال المساعدات إلى غزة    "هآرتس": واشنطن تضغط على إسرائيل لإبرام اتفاق غزة قبل زيارة ترامب    كيم جونغ يشرف على تدريبات نووية    إضراب المتصرفين التربويين الأربعاء يوحّد المطالب ويرفع سقفها بدعم من النقابات التعليمية الخمس    الذهب يصعد وسط عمليات شراء وترقب محادثات التجارة بين أمريكا والصين    تصريحات نائبة أخنوش تفجر غضب الأغلبية والمعارضة بجماعة أكادير ومطالب لها بالإعتذار    الأمم المتحدة-أهداف التنمية المستدامة.. هلال يشارك بنيويورك في رئاسة منتدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار    في ظل استمرار حرب الإبادة في غزة وتصاعب المطالب بوقف التطبيع.. إسرائيل تصادق على اتفاقية النقل البحري مع المغرب    "مؤثِّرات بلا حدود".. من نشر الخصومات الأسرية إلى الترويج للوهم تحت غطاء الشهرة!    سلطات الملحقة الإدارية الثالثة بالجديدة تواصل التضييق على مستغلي الملك العمومي بفضاء الشاطئ    ساكنة دوار المخاطر بجماعة شتوكة تستنكر إقصاءها من مشروع تعبيد الطرق وتطالب بتدخل عامل الإقليم    بالياريا تُطلق رسميًا خط طنجة – طريفة وتكشف موعد تشغيل باخرتين كهربائيتين    عملة "البيتكوين" المشفرة تنتعش وسط العواصف الاقتصادية العالمية    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    فتح تحقيق في ممارسات منافية للمنافسة في سوق توريد السردين الصناعي    مواجهة حاسمة بين المغرب التطواني وشباب السوالم لتحديد النازل الثاني للقسم الوطني الثاني    اتحاد طنجة يضمن بقاءه في القسم الأول من البطولة الاحترافية    أسبوع القفطان بمراكش يكرم الحرفيين ويستعرض تنوع الصحراء المغربية    أكاديمية المملكة تتأمل آلة القانون بين الجذور المشرقية والامتدادات المغربية    المغرب يقود إفريقيا الأطلسية نحو نيويورك    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الشعر الحساني النسائي حاضر في فعاليات الدورة ال18 لموسم طانطان 2025    وزير التشغيل والكفاءات يكشف إجراءات تفعيل العمل عن بعد بالمغرب    كرة القدم داخل القاعة لأقل من 19 سنة.. المنتخب المغربي يتعادل مع نظيره الإسباني (6-6)    "الأحمر" ينهي تداولات بورصة البيضاء    أتاي مهاجر".. سفير الشاي المغربي يواصل تألقه في "معرض ميلانو" ويعتلي عرش الضيافة الأصيلة    الأميرة للا حسناء تقيم بباكو حفل شاي على شرف شخصيات نسائية أذربيجانية من عالم الثقافة والفنون    «أول مرة»… مصطفى عليوة يطلق عرضه الكوميدي الأول ويعد الجمهور بليلة استثنائية من الضحك    أشرف حكيمي يدوّن اسمه في التاريخ ويصبح المدافع الأكثر تأثيرًا هجوميًا بدوري الأبطال    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    الغربة والذياب الجائعة: بين المتوسط والشراسة    فنانون مغاربة يباركون للأمير مولاي الحسن عيد ميلاده ال22    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    دراسة علمية تكشف قدرة التين المغربي على الوقاية من السرطان وأمراض القلب    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهلًا بكم فى برنامج البرنامج
نشر في فبراير يوم 22 - 10 - 2013


«هاه!!!! حتتكلم على مين دلوقتى؟»
كم مرة سمعت هذا السؤال منذ عزل محمد مرسى؟
كتيييير.
يربط الكثير من الناس بين السخرية وبين تحطيم الأشخاص، أو باللغة الدارجة: «أنك تعلم عليه»، وهى عبارة مستوحاة من خناقات الشوارع و«التعليم على الوش» بالمطواة.
حين بدأنا البرنامج على الإنترنت ثم انتقلنا إلى التليفزيون كنا نعتبر أن هذه فرصتنا لتقديم طريقة جديدة للتعبير عن الرأى، وذلك عن طريق السخرية والكوميديا على قدر ما نستطيع.
وفى حين تقبل الكثير من الناس هذه الطريقة الجديدة اعترض عليها آخرون مرة بدعوى أنها حرام ومرة بدعوى إنها غير لائقة.
لكن فى الواقع الكثير من هؤلاء كانوا يعترضون فقط لأن اتجاه البرنامج وآراءه «مش على مزاجهم».
فالكثير من الإخوان المعجبين بالبرنامج فى موسمه الأول انقلبوا عليه لمجرد أدائنا أغنية (راب) ضدهم. وازدادت العداوة بالطبع فى الموسم الثانى حين قدم لنا مرسى ومقدمو البرامج الدينية مادة متجددة دائمة.
وعلى الناحية الأخرى كان البرنامج هو المفضل لأعداء الإخوان، ولكنهم لم يتحملوا فقرات قليلة سخرنا فيها من أحمد شفيق أو عندما انتقدنا موقفهم حين خرجوا لحصار مقر الإخوان فى المقطم.
فى بلادنا يربط الكثير منا موقفه من برنامج أو من مذيع ليس على أساس جودة ما يقدمه ولكن يقيمه على أساس اتفاق هذا المذيع مع آرائه.
يقولون لك: «قول اللى انت عايزه بس خليك موضوعى.. خليك محايد»
وتحتار أنت فى تفسير «محايد وموضوعى» لأنها فى الحقيقة تعنى «قول اللى على مزاجى»
يقابلنى أنصار السيسى ويبادرون بضربة استباقية فيحذرون: «اوعى تتكلم على السيسى» مع أنهم نفس الناس الذين كانوا ينتظرون البرنامج ليتكلم عن مرسى بل كانوا يقابلوننى بعد الحلقات، ويقولون: بس أنت كنت حنين عليه، وكأن السخرية تعنى أن أسب المرء بأهله و«أعلم عليه» حتى يرضوا.
حين أواجههم بذلك يكررون نفس كلام الإخوان من قبل من أنه «ما يصحش، أو أن مرسى يستاهل أو أن مش وقته أو منظرنا قدام العالم».
الحقيقة أنه لا يوجد تسامح لا من ناحية الإخوان ولا من ناحية من يطلقون على أنفسهم ليبراليين، فالكل يبحث عن فرعون على مقاسه.
على قناة الجزيرة عرضوا تقريرا وثائقيا مفاده أن البرنامج كان سببا مهما لسقوط مرسى. يعنى هم يسيئون لحكم مرسى أكثر مما أساء هو له بأن يقولوا إن برنامجا ساخرا يأتى مرة فى الأسبوع ومدته أقل من ساعة قادر على أن يسقط نظام حكم وتنظيم عمره أكثر من ثمانين عاما. وإن كانت حقيقة فهو دليل على هشاشة الحكم وليس قوة البرنامج.
عادة لا أتكلم عن البرنامج فى مقالاتى، ولكننى أتكلم اليوم عنه لأوضح بعض الأمور. لقد التزمت الصمت فى الأسابيع الماضية حين كنت أقرأ وأشاهد وأسمع الشائعات التى أحاطت بالبرنامج وتوقفه وعودته. ولذلك اخترت أن أوضح هذه الأمور لأن الموضوع له أبعاد أعمق من مجرد الحديث عن برنامج تليفزيونى.
توقفنا فى رمضان وعيد الأضحى لأنها إجازة معلن عنها سلفا. وتأخرت عودتنا بسبب فرض الحظر وخاصة أننا لا نصور البرنامج من داخل مدينة الإنتاج ولكن من وسط المدينة على بعد أمتار قليلة من ميدان التحرير، فكان من غير المقبول أن نعرض فريق العمل والجمهور للخطر. وحين أعلن عن تخفيف الحظر اتخذنا قرارا بالرجوع وتم التأجيل مرة أخرى بعد وفاة والدتى، فاتخذنا قرارا بالرجوع بعد ذكرى الأربعين.
على مدى الأسابيع التى توقف فيها البرنامج راقبت بتعجب الشائعات والتحليلات والتكهنات، التى أصبحت أخبارا وأمرا واقعا، فهذا خبر عن وقف البرنامج وخبر آخر بمنعى من الظهور وإنهاء التعاقد مع المحطة بعد «أن أديت دورى» كما يقولون.
المثير للاهتمام أنه بعد أسابيع من التقريع والشماتة لأن البرنامج «اتمنع خلاص» وبعد أن أعلنا عن عودة البرنامج وأسباب التوقف تغيرت النغمة ل«نتحداك أن تنتقد السيسى وعدلى منصور» وإذا فعلنا ذلك سيقولون إن ذلك ليس كافيا، أو إنها تمثيلية أو يطالبون بأن «اعمل فيه زى ما عملت فى مرسى»
طب يعملوا زى مرسى وأنا تحت أمركم!
لذلك إن كنت إسلاميا أو ليبراليا، محبا للعسكر أو الإخوان لا تقنع نفسك انك موضوعى أو حيادى، أنت متحيز ومتحامل مثلما تصف هذا المذيع أو هذه القناة.
يستخدم محبو السيسى نفس المصطلحات التى كان يستخدمها محبو مرسى.
هم لن يطيقوا كلمة عن السيسى، ودفاعهم عن الحرية والديمقراطية سيتوقف فى اللحظة التى تزعجهم نفس النكتة، التى كانوا يصفقون لها من قبل الإخوان لن يكفيهم أى نوع من الانتقاد أو السخرية إلا ما يريدونه هم، وسيعايرون من لم يقف معهم وينصفهم مع أنهم يطلبون ذلك ممن علقوا له صورا ترسم مشنقة حول عنقه، وأطلقوا عليه سلاح التكفير وطالب شيوخهم وقياداتهم علنا بإيقاف البرنامج، وذهبت بسببهم إلى النائب العام الذى ربما سأراه قريبا ولكن على يد ناس آخرين يحبون الحرية «زى عيونهم» أو على حسب المزاج.
أعترف أن الأمور الآن أصعب بكثير ليس لمجرد أن المادة الخام الآتية من القنوات الدينية أو من مرسى قد تضاءلت ولكن لأن المزاج العام أصبح مختلفا.
كيف نخرج ببرنامج ساخر وكوميدى وحديث الدم هو حديث الصباح والمساء؟ كيف نجعل الناس يضحكون وحياتهم اليومية مليئة بأحاديث عن الإرهاب والخوف والقتل؟
حين يعيش الناس فى حالة من الرعب والخوف والغضب والكراهية لا أحد يريد أن يستمع لصوت العقل فما بالك بالسخرية؟
حين يسألنى أحدهم «هتعمل إيه بعد كده.. هتضحكنا إزاى؟» أقول له إن برامج السخرية السياسية هى مرآة للمجتمع. إذا كان ما يحدث فى البلد «دمه خفيف» فسنكون كذلك. أما حين يكون كل ما يحدث فى البلد يدعو للاكتئاب فبدلا من أن نقول «طب ونجبلكم منين؟» سنبذل قصارى جهدنا لوضع ابتسامة على شفاه من أصابهم الملل من البرامج التقليدية وسنضحك معهم بدلا من أن نبكى.
التحدى كبير ولذلك أحب أن أجدد شكرى وتقديرى للفريق الرائع الذى أعتبر نفسى محظوظا لأن أقضى معهم وقتا أطول مما أقضيه مع عائلتى.
سيدى الفاضل لا أعدك أنك ستنفجر أحشاؤك من الضحك مع البرنامج ولكن نعدك أننا ستستمتع بما نفعله ليخرج لك منتج إعلامى مختلف بذلنا فيه قصارى جهدنا.
أعتذر مقدما لأنك لن تتفق مع كل شىء أقوله وربما ستكرهنا أو «ننزل من نظرك».
ولذلك أختم المقال بهذه الأقوال المأثورة:
«رضا الناس غاية لا تبغى»
«لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»
«ولهذا خلق الله الريموت»
نراكم 25 أكتوبر بمشيئة الله
اقرأ المزيد هنا: http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=22102013&id=602bbb76-1966-4635-a190-51e965d60522
«هاه!!!! حتتكلم على مين دلوقتى؟»
كم مرة سمعت هذا السؤال منذ عزل محمد مرسى؟
كتيييير.
يربط الكثير من الناس بين السخرية وبين تحطيم الأشخاص، أو باللغة الدارجة: «أنك تعلم عليه»، وهى عبارة مستوحاة من خناقات الشوارع و«التعليم على الوش» بالمطواة.
حين بدأنا البرنامج على الإنترنت ثم انتقلنا إلى التليفزيون كنا نعتبر أن هذه فرصتنا لتقديم طريقة جديدة للتعبير عن الرأى، وذلك عن طريق السخرية والكوميديا على قدر ما نستطيع.
وفى حين تقبل الكثير من الناس هذه الطريقة الجديدة اعترض عليها آخرون مرة بدعوى أنها حرام ومرة بدعوى إنها غير لائقة.
لكن فى الواقع الكثير من هؤلاء كانوا يعترضون فقط لأن اتجاه البرنامج وآراءه «مش على مزاجهم».
فالكثير من الإخوان المعجبين بالبرنامج فى موسمه الأول انقلبوا عليه لمجرد أدائنا أغنية (راب) ضدهم. وازدادت العداوة بالطبع فى الموسم الثانى حين قدم لنا مرسى ومقدمو البرامج الدينية مادة متجددة دائمة.
وعلى الناحية الأخرى كان البرنامج هو المفضل لأعداء الإخوان، ولكنهم لم يتحملوا فقرات قليلة سخرنا فيها من أحمد شفيق أو عندما انتقدنا موقفهم حين خرجوا لحصار مقر الإخوان فى المقطم.
فى بلادنا يربط الكثير منا موقفه من برنامج أو من مذيع ليس على أساس جودة ما يقدمه ولكن يقيمه على أساس اتفاق هذا المذيع مع آرائه.
يقولون لك: «قول اللى انت عايزه بس خليك موضوعى.. خليك محايد»
وتحتار أنت فى تفسير «محايد وموضوعى» لأنها فى الحقيقة تعنى «قول اللى على مزاجى»
يقابلنى أنصار السيسى ويبادرون بضربة استباقية فيحذرون: «اوعى تتكلم على السيسى» مع أنهم نفس الناس الذين كانوا ينتظرون البرنامج ليتكلم عن مرسى بل كانوا يقابلوننى بعد الحلقات، ويقولون: بس أنت كنت حنين عليه، وكأن السخرية تعنى أن أسب المرء بأهله و«أعلم عليه» حتى يرضوا.
حين أواجههم بذلك يكررون نفس كلام الإخوان من قبل من أنه «ما يصحش، أو أن مرسى يستاهل أو أن مش وقته أو منظرنا قدام العالم».
الحقيقة أنه لا يوجد تسامح لا من ناحية الإخوان ولا من ناحية من يطلقون على أنفسهم ليبراليين، فالكل يبحث عن فرعون على مقاسه.
على قناة الجزيرة عرضوا تقريرا وثائقيا مفاده أن البرنامج كان سببا مهما لسقوط مرسى. يعنى هم يسيئون لحكم مرسى أكثر مما أساء هو له بأن يقولوا إن برنامجا ساخرا يأتى مرة فى الأسبوع ومدته أقل من ساعة قادر على أن يسقط نظام حكم وتنظيم عمره أكثر من ثمانين عاما. وإن كانت حقيقة فهو دليل على هشاشة الحكم وليس قوة البرنامج.
عادة لا أتكلم عن البرنامج فى مقالاتى، ولكننى أتكلم اليوم عنه لأوضح بعض الأمور. لقد التزمت الصمت فى الأسابيع الماضية حين كنت أقرأ وأشاهد وأسمع الشائعات التى أحاطت بالبرنامج وتوقفه وعودته. ولذلك اخترت أن أوضح هذه الأمور لأن الموضوع له أبعاد أعمق من مجرد الحديث عن برنامج تليفزيونى.
توقفنا فى رمضان وعيد الأضحى لأنها إجازة معلن عنها سلفا. وتأخرت عودتنا بسبب فرض الحظر وخاصة أننا لا نصور البرنامج من داخل مدينة الإنتاج ولكن من وسط المدينة على بعد أمتار قليلة من ميدان التحرير، فكان من غير المقبول أن نعرض فريق العمل والجمهور للخطر. وحين أعلن عن تخفيف الحظر اتخذنا قرارا بالرجوع وتم التأجيل مرة أخرى بعد وفاة والدتى، فاتخذنا قرارا بالرجوع بعد ذكرى الأربعين.
على مدى الأسابيع التى توقف فيها البرنامج راقبت بتعجب الشائعات والتحليلات والتكهنات، التى أصبحت أخبارا وأمرا واقعا، فهذا خبر عن وقف البرنامج وخبر آخر بمنعى من الظهور وإنهاء التعاقد مع المحطة بعد «أن أديت دورى» كما يقولون.
المثير للاهتمام أنه بعد أسابيع من التقريع والشماتة لأن البرنامج «اتمنع خلاص» وبعد أن أعلنا عن عودة البرنامج وأسباب التوقف تغيرت النغمة ل«نتحداك أن تنتقد السيسى وعدلى منصور» وإذا فعلنا ذلك سيقولون إن ذلك ليس كافيا، أو إنها تمثيلية أو يطالبون بأن «اعمل فيه زى ما عملت فى مرسى»
طب يعملوا زى مرسى وأنا تحت أمركم!
لذلك إن كنت إسلاميا أو ليبراليا، محبا للعسكر أو الإخوان لا تقنع نفسك انك موضوعى أو حيادى، أنت متحيز ومتحامل مثلما تصف هذا المذيع أو هذه القناة.
يستخدم محبو السيسى نفس المصطلحات التى كان يستخدمها محبو مرسى.
هم لن يطيقوا كلمة عن السيسى، ودفاعهم عن الحرية والديمقراطية سيتوقف فى اللحظة التى تزعجهم نفس النكتة، التى كانوا يصفقون لها من قبل الإخوان لن يكفيهم أى نوع من الانتقاد أو السخرية إلا ما يريدونه هم، وسيعايرون من لم يقف معهم وينصفهم مع أنهم يطلبون ذلك ممن علقوا له صورا ترسم مشنقة حول عنقه، وأطلقوا عليه سلاح التكفير وطالب شيوخهم وقياداتهم علنا بإيقاف البرنامج، وذهبت بسببهم إلى النائب العام الذى ربما سأراه قريبا ولكن على يد ناس آخرين يحبون الحرية «زى عيونهم» أو على حسب المزاج.
أعترف أن الأمور الآن أصعب بكثير ليس لمجرد أن المادة الخام الآتية من القنوات الدينية أو من مرسى قد تضاءلت ولكن لأن المزاج العام أصبح مختلفا.
كيف نخرج ببرنامج ساخر وكوميدى وحديث الدم هو حديث الصباح والمساء؟ كيف نجعل الناس يضحكون وحياتهم اليومية مليئة بأحاديث عن الإرهاب والخوف والقتل؟
حين يعيش الناس فى حالة من الرعب والخوف والغضب والكراهية لا أحد يريد أن يستمع لصوت العقل فما بالك بالسخرية؟
حين يسألنى أحدهم «هتعمل إيه بعد كده.. هتضحكنا إزاى؟» أقول له إن برامج السخرية السياسية هى مرآة للمجتمع. إذا كان ما يحدث فى البلد «دمه خفيف» فسنكون كذلك. أما حين يكون كل ما يحدث فى البلد يدعو للاكتئاب فبدلا من أن نقول «طب ونجبلكم منين؟» سنبذل قصارى جهدنا لوضع ابتسامة على شفاه من أصابهم الملل من البرامج التقليدية وسنضحك معهم بدلا من أن نبكى.
التحدى كبير ولذلك أحب أن أجدد شكرى وتقديرى للفريق الرائع الذى أعتبر نفسى محظوظا لأن أقضى معهم وقتا أطول مما أقضيه مع عائلتى.
سيدى الفاضل لا أعدك أنك ستنفجر أحشاؤك من الضحك مع البرنامج ولكن نعدك أننا ستستمتع بما نفعله ليخرج لك منتج إعلامى مختلف بذلنا فيه قصارى جهدنا.
أعتذر مقدما لأنك لن تتفق مع كل شىء أقوله وربما ستكرهنا أو «ننزل من نظرك».
ولذلك أختم المقال بهذه الأقوال المأثورة:
«رضا الناس غاية لا تبغى»
«لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»
«ولهذا خلق الله الريموت»
نراكم 25 أكتوبر بمشيئة الله
اقرأ المزيد هنا: http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=22102013&id=602bbb76-1966-4635-a190-51e965d60522
«هاه!!!! حتتكلم على مين دلوقتى؟»
كم مرة سمعت هذا السؤال منذ عزل محمد مرسى؟
كتيييير.
يربط الكثير من الناس بين السخرية وبين تحطيم الأشخاص، أو باللغة الدارجة: «أنك تعلم عليه»، وهى عبارة مستوحاة من خناقات الشوارع و«التعليم على الوش» بالمطواة.
حين بدأنا البرنامج على الإنترنت ثم انتقلنا إلى التليفزيون كنا نعتبر أن هذه فرصتنا لتقديم طريقة جديدة للتعبير عن الرأى، وذلك عن طريق السخرية والكوميديا على قدر ما نستطيع.
وفى حين تقبل الكثير من الناس هذه الطريقة الجديدة اعترض عليها آخرون مرة بدعوى أنها حرام ومرة بدعوى إنها غير لائقة.
لكن فى الواقع الكثير من هؤلاء كانوا يعترضون فقط لأن اتجاه البرنامج وآراءه «مش على مزاجهم».
فالكثير من الإخوان المعجبين بالبرنامج فى موسمه الأول انقلبوا عليه لمجرد أدائنا أغنية (راب) ضدهم. وازدادت العداوة بالطبع فى الموسم الثانى حين قدم لنا مرسى ومقدمو البرامج الدينية مادة متجددة دائمة.
وعلى الناحية الأخرى كان البرنامج هو المفضل لأعداء الإخوان، ولكنهم لم يتحملوا فقرات قليلة سخرنا فيها من أحمد شفيق أو عندما انتقدنا موقفهم حين خرجوا لحصار مقر الإخوان فى المقطم.
فى بلادنا يربط الكثير منا موقفه من برنامج أو من مذيع ليس على أساس جودة ما يقدمه ولكن يقيمه على أساس اتفاق هذا المذيع مع آرائه.
يقولون لك: «قول اللى انت عايزه بس خليك موضوعى.. خليك محايد»
وتحتار أنت فى تفسير «محايد وموضوعى» لأنها فى الحقيقة تعنى «قول اللى على مزاجى»
يقابلنى أنصار السيسى ويبادرون بضربة استباقية فيحذرون: «اوعى تتكلم على السيسى» مع أنهم نفس الناس الذين كانوا ينتظرون البرنامج ليتكلم عن مرسى بل كانوا يقابلوننى بعد الحلقات، ويقولون: بس أنت كنت حنين عليه، وكأن السخرية تعنى أن أسب المرء بأهله و«أعلم عليه» حتى يرضوا.
حين أواجههم بذلك يكررون نفس كلام الإخوان من قبل من أنه «ما يصحش، أو أن مرسى يستاهل أو أن مش وقته أو منظرنا قدام العالم».
الحقيقة أنه لا يوجد تسامح لا من ناحية الإخوان ولا من ناحية من يطلقون على أنفسهم ليبراليين، فالكل يبحث عن فرعون على مقاسه.
على قناة الجزيرة عرضوا تقريرا وثائقيا مفاده أن البرنامج كان سببا مهما لسقوط مرسى. يعنى هم يسيئون لحكم مرسى أكثر مما أساء هو له بأن يقولوا إن برنامجا ساخرا يأتى مرة فى الأسبوع ومدته أقل من ساعة قادر على أن يسقط نظام حكم وتنظيم عمره أكثر من ثمانين عاما. وإن كانت حقيقة فهو دليل على هشاشة الحكم وليس قوة البرنامج.
عادة لا أتكلم عن البرنامج فى مقالاتى، ولكننى أتكلم اليوم عنه لأوضح بعض الأمور. لقد التزمت الصمت فى الأسابيع الماضية حين كنت أقرأ وأشاهد وأسمع الشائعات التى أحاطت بالبرنامج وتوقفه وعودته. ولذلك اخترت أن أوضح هذه الأمور لأن الموضوع له أبعاد أعمق من مجرد الحديث عن برنامج تليفزيونى.
توقفنا فى رمضان وعيد الأضحى لأنها إجازة معلن عنها سلفا. وتأخرت عودتنا بسبب فرض الحظر وخاصة أننا لا نصور البرنامج من داخل مدينة الإنتاج ولكن من وسط المدينة على بعد أمتار قليلة من ميدان التحرير، فكان من غير المقبول أن نعرض فريق العمل والجمهور للخطر. وحين أعلن عن تخفيف الحظر اتخذنا قرارا بالرجوع وتم التأجيل مرة أخرى بعد وفاة والدتى، فاتخذنا قرارا بالرجوع بعد ذكرى الأربعين.
على مدى الأسابيع التى توقف فيها البرنامج راقبت بتعجب الشائعات والتحليلات والتكهنات، التى أصبحت أخبارا وأمرا واقعا، فهذا خبر عن وقف البرنامج وخبر آخر بمنعى من الظهور وإنهاء التعاقد مع المحطة بعد «أن أديت دورى» كما يقولون.
المثير للاهتمام أنه بعد أسابيع من التقريع والشماتة لأن البرنامج «اتمنع خلاص» وبعد أن أعلنا عن عودة البرنامج وأسباب التوقف تغيرت النغمة ل«نتحداك أن تنتقد السيسى وعدلى منصور» وإذا فعلنا ذلك سيقولون إن ذلك ليس كافيا، أو إنها تمثيلية أو يطالبون بأن «اعمل فيه زى ما عملت فى مرسى»
طب يعملوا زى مرسى وأنا تحت أمركم!
لذلك إن كنت إسلاميا أو ليبراليا، محبا للعسكر أو الإخوان لا تقنع نفسك انك موضوعى أو حيادى، أنت متحيز ومتحامل مثلما تصف هذا المذيع أو هذه القناة.
يستخدم محبو السيسى نفس المصطلحات التى كان يستخدمها محبو مرسى.
هم لن يطيقوا كلمة عن السيسى، ودفاعهم عن الحرية والديمقراطية سيتوقف فى اللحظة التى تزعجهم نفس النكتة، التى كانوا يصفقون لها من قبل الإخوان لن يكفيهم أى نوع من الانتقاد أو السخرية إلا ما يريدونه هم، وسيعايرون من لم يقف معهم وينصفهم مع أنهم يطلبون ذلك ممن علقوا له صورا ترسم مشنقة حول عنقه، وأطلقوا عليه سلاح التكفير وطالب شيوخهم وقياداتهم علنا بإيقاف البرنامج، وذهبت بسببهم إلى النائب العام الذى ربما سأراه قريبا ولكن على يد ناس آخرين يحبون الحرية «زى عيونهم» أو على حسب المزاج.
أعترف أن الأمور الآن أصعب بكثير ليس لمجرد أن المادة الخام الآتية من القنوات الدينية أو من مرسى قد تضاءلت ولكن لأن المزاج العام أصبح مختلفا.
كيف نخرج ببرنامج ساخر وكوميدى وحديث الدم هو حديث الصباح والمساء؟ كيف نجعل الناس يضحكون وحياتهم اليومية مليئة بأحاديث عن الإرهاب والخوف والقتل؟
حين يعيش الناس فى حالة من الرعب والخوف والغضب والكراهية لا أحد يريد أن يستمع لصوت العقل فما بالك بالسخرية؟
حين يسألنى أحدهم «هتعمل إيه بعد كده.. هتضحكنا إزاى؟» أقول له إن برامج السخرية السياسية هى مرآة للمجتمع. إذا كان ما يحدث فى البلد «دمه خفيف» فسنكون كذلك. أما حين يكون كل ما يحدث فى البلد يدعو للاكتئاب فبدلا من أن نقول «طب ونجبلكم منين؟» سنبذل قصارى جهدنا لوضع ابتسامة على شفاه من أصابهم الملل من البرامج التقليدية وسنضحك معهم بدلا من أن نبكى.
التحدى كبير ولذلك أحب أن أجدد شكرى وتقديرى للفريق الرائع الذى أعتبر نفسى محظوظا لأن أقضى معهم وقتا أطول مما أقضيه مع عائلتى.
سيدى الفاضل لا أعدك أنك ستنفجر أحشاؤك من الضحك مع البرنامج ولكن نعدك أننا ستستمتع بما نفعله ليخرج لك منتج إعلامى مختلف بذلنا فيه قصارى جهدنا.
أعتذر مقدما لأنك لن تتفق مع كل شىء أقوله وربما ستكرهنا أو «ننزل من نظرك».
ولذلك أختم المقال بهذه الأقوال المأثورة:
«رضا الناس غاية لا تبغى»
«لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»
«ولهذا خلق الله الريموت»
نراكم 25 أكتوبر بمشيئة الله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.