وجه قياديو حزب الاستقلال، أول أمس الثلاثاء، نداء إلى كافة مناضلي الحزب من أجل وحدته وصيانة استقلالية قراره، وذلك تزامنا مع فترة يرى الحزب أنها تشهد على مستوى المشهد السياسي الوطني اختلالات متعددة الأبعاد والمظاهر، أصبحت تداعياتها تلقى بظلال كثيفة من الريبة في جدوى الانخراط في العمل السياسي، وتشكك في مصداقية الأحزاب السياسية التي في مجملها تعاني من أعطاب متفاوتة لم تعد خافية على أحد. وأفادت وثيقة النداء الموجه إلى الاستقلاليا والاستقلاليين، والتي توصل « فبراير » بنسخة منها، أن الحزب يعتبر نفسه يمر بظرف دقيق جدا، نتيجة خلاصات طبيعية لإرادة استهداف الفعل السياسي الرصين، كما يرى أنه إذا كان معظم الأحزاب السياسية الوطنية الجادة المؤمنة بقضايا الوطن والمواطنين، قد عانت في فترات متفاوتة من مضايقات جراء مواقفها النضالية وتعرضت لمحاولات إضعافها، فإن حزب الاستقلال قد استهدف منذ تأسيسه إلى اليوم في عدة مراحل، لكونه حزب تأسس من أجل الدفاع عن قيم ومبادئ واضحة المعالم تنطلق من الثوابت التي كافح الشعب المغربي من أجلها، حسب ما جاء في الوثيقة. وأضاف نفس المصدر، أن حزب الاستقلال يعتبر نفسه أمام معركة أساسية من أجل صون تاريخه، وإنقاذ حاضره وتحصين مستقبله وتعزيز مكانته وتفعيل أدواره، واحترام مؤسساته، وقوانينه، وعلى هذا الأساس يؤكد الحزب أن منطلقات وأهداف هذا اللقاء تجد مبرراتها بالأساس وبشكل حصري في الوعي بأهمية انخراط كل المناضلين والمناضلات في ما يخدم مصلحة الحزب في هذه الظرفية الدقيقة والمفصلية التي تتطلب جمع شمل الطاقات الحزبية. وجاء في نفس الوثيقة، أن حزب الاستقلال يتطلع بكل أمل وإلحاح إلى أن تقوم قيادة الحزب، أمينا عاما ولجنة تنفيذية، باتخاذ الخطوات العملية لمواصلة الجهود الجادة من أجل إعطاء دفعة قوية لتجاوز المعوقات الذاتية والموضوعية والتنظيمية، من أجل تعزيز وحدة الحزب في أفق المؤتمر السابع عشر للحزب بما يضمن نجاحه، بتفعيل ما لم ينفذ من مضامين محضر 11 أبريل 2017، مؤكدا أيضا على ضرورة تفعيل دور اللجنة التحضيرية للمؤتمر واللجان المتفرعة عنها، باعتبارها الإطار الأنسب لتعميق النقاش وممارسة النقد الذاتي، والعمل على تحديد تاريخ نهائي للمؤتمر السابع عشر بتنسيق مع اللجنة التنفيذية، طبقا لقوانين الحزب وأنظمته. وفي هذا الصدد، يدعوا النداء الاستقلالي منظمات الحزب الموازية وروابطه المهنية إلى مزيد من الوعي بدقة وخطورة المرحلة التي يمر بها الحزب، الشيء الذي يحملها مسؤولية بذل مزيد من الجهد لتظافر كل الإرادات الخيرة للإسهام بدورها التأطيري لتعزيز مكانة الحزب في المشهد السياسي ببلادنا، كما تهيب وثيقة هذا النداء أعضاء اللجنة التنفيذية، واللجنة المركزية، وأعضاء المجلس الوطني، والمكاتب التنفيذية للمنظمات الموازية وروابط الحزب المهنية السابقين المشهود لهم بماضيهم النضالي في صفوف الحزب، والذين مازالو يحظون بمكانة مقدرة عند جموع الاستقلاليين والذين ابتعدوا عن النشاط الحزبي لسبب من الأسباب أن يدركوا بحسهم الوطني أن تاريخ وحاضر ومستقبل الحزب يفرض عليهم استحضار مسؤوليتهم الأخلاقية والسياسية التي تدعوهم إلى الانخراط بشكل إيجابي وبصورة أكثر فاعلية في المساعي التي تهدف إلى أن يجتاز الحزب هذه المرحلة ويستعيد دوره الريادي على مختلف الأصعدة. وكان نفس المصدر قد أشار في البداية إلى أن أبرز المبادئ التي دافع عنها هي تلك التي تتمثل في أن عقيدة الأمة هي الإسلام الوسطي المعتدل، المبني على ثقافة التسامح، والحوار والتعايش مع بقية العقائد المجتمعية الأخرى، وأن وحدة الأمة الوطنية والترابية في أرضها، وإنسيتها المتنوعة والمتعددة الروافد الثقافية، واحترام هذه التعددية التي تمثل القاعدة الأساسية للهوية الوطنية،وترسيخ قيم الديمقراطية الحقة المبنية على الاختيار الشعبي الحر، ثم أن النظام الملكي هو الضامن لحقوق الأفراد والجماعات، والساهر على وحدة الأمة.