نقل عبد الله راشدي، رواية « »روح الطفل » للكاتب الألماني هيرمان هيسه، من اللغة الألمانية إلى الأمازيغية. وقال راشدي إن » هذا العمل يعتبر أحد أكبر التحديات التي مررت فيها، وهو تحدي جعل اللغة الأمازيغية حاملة للأدب الكوني والمعاني السامية. والرواية المترجمة من الأعمال المهمة لدى كاتب مرموق اسمه هيرمان هيسه، وكان وراء التعريف بهذا الكاتب وهذه الرواية الأستاذة المقتدرة شتيفاني شميت التي درستنا في جامعة عين الشق بالدارالبيضاء ». وتابع في تصريح خص به « فبراير » « لم أكن اعرف في الوهلة الأولى أن هذا العمل سيدشن الترجمة من اللغة الألمانية الى الأمازيغية، وعرفت ذلك فقط بالصدفة بعد تأكيدي لذلك الأمر من طرف أحد أعمدة الأدب الأمازيغي ». وسجل المتحدث نفسه أن هذا العمل أخد منه « مجهودا كبيرا، وامتد لحوالي 14 شهرا »، مردفا بالقول » أحاول فيها في كل مرة أن أعطي للترجمة جماليتها الخاصة، وهذا ما صعب الأمر، حيث كنت تحت سندان الاعتماد على التنويعات الامازيغية بشكل متوازن، وكذا البحث عن مفردات ألمانية لا توجد في القاموس الأمازيغي مما حثتي على الاستعانة بأساليب الاشتقاق والتوليد المعجمي ». وتابع قائلا « هدفي من العمل هو المساهمة في اثراء الأدب الأمازيغي، من خلال الترجمة وكذا الابداع الشخصي في الأجناس المختلفة ». وبخصوص وضع الأمازيغية في المغرب بعد دسترتها، قال راشدي « كنا نصبوا كأمازيغ وكمناضلين أن نتجاوز مرحلة ما قبل الدسترة، ومرحلة القمع الثقافي السياسي الذي عانت منه الأمازيغية لعقود طويلة. لكن المصالحة التي يتحدثون عنها كل مرة، لم تكن في الواقع الى طرق ملتوية لمزيد من الإقبار عبر جعل الأمازيغية حبيسة المؤسسات والأوراق الإدارية ومغيبة في الواقع ». وزاد قائلا « الواقع الحالي هو، أن حصة الامازيغية في الإعلام تبقى ضئيلة، في التعليم مازالت الجمعيات تستنكر اسناد الأساتذة المتخصصين في الأمازيغية لتدريس مواد أخرى لم يتكونوا فيها.. أما حصة توظيف أساتذة اللغة الأمازيغية فهي لا ترقى الإدعاءات التي يسوق لها المغرب كالتعدد الثقافي والمساواة في المواطنة ». وأضاف « تبقى اللغة الأمازيغية حسب منظور المسؤولين من الدرجة الثالثة مقارنة بما تحظى به اللغة العربية والفرنسية (اللغة غير المدسترة)… وقصة القوانين التنظمية لخير دليل على سوء نية الدولة في دسترتها وفي العمل على تأهيلها وتطويرها ».