صدر ضمن منشورات الحوار العمومي كتاب « يد في الماء ويد في النار »، للصحافي محمد أحداد، والذي يقع في 144 صفحة. ويضم الكتاب تحقيقات ميدانية وأخرى مسنودة بالبحث والتقصي في الوثائق والمستندات، أنجزت خلال ست سنوات على صفحات جريدة « المساء »، ابتداء من 2014، وفق ما جاء في تقديم الكاتب. وتبحث هذه التحقيقات، بحسب الكاتب، في قضايا مختلفة اجتماعية واقتصادية وتتشابك بالسياسي، بيد أن الذي يجمعها بينها هو الرغبة في « سد الثقوب » وهو التعريف الشهير للصحافي الروسي قستنطين سيمونوف عن الصحافة، يضيف المتحدث ذاته. وسجل أحداد أنه باسم القانون يخرق القانون في كلميمة وفي جرادة وفي الريف، وفي أطراف « المغرب غير النافع »، وتؤكل حقوق البسطاء، وتفرض سلطة القوي، مشيرا إلى أن أن « الظلم » موزع بالتساوي. ففي تحقيق حول « مافيا الشاربون » في جرادة- على سبيل المثال- يضيف الكاتب، نجد « إنذارا مسبقا قبل وقوع الكارثة التي أدت إلى أحداث اجتماعية قبل سنة أو أكثر: قصص إنسانية مؤلمة عن البحث عن لقمة عيش تحت الأرض وانتشار مرض السيليكوز القاتل، ومعطيات عن استغلال بعض أصحاب الشركات لعمال بسطاء مقابل أرباح لا يحدها القانون ولا تشملها المراقبة ». وزاد قائلا « في كل التحقيقات تقريبا، يقرع جرس إنذار، بالوثائق والمستندات والشهادات، تماما كما وقع في ملف شركات جرف الرمال، حيث لم تجد وزارة التجهيز من حل بعد صدور التحقيق سوى تتميم القانون الخاص بالمقالع ومراجعة شروط الاستغلال بعدما بينت الوثائق أن عشرات الملايير تدفن تحت الرمال بعيدا عن عين المشرع والمراقب كذلك ». وسجل الشاعر والصحافي حميد جماهري، في تقديمه للكتاب، أن « أحداد رجل يحتفظ له تاريخ الصحافة ببلاده بأنه المهني الذي عوقب على… احترامه صدقية الأخبار ». وتابع جماهري قائلا »سيقرأ الجيل القادم بغير قليل من التفكه، بأنه أحد أربعة قادتهم المهنة إلى امتحان الكذب المؤسساتي عبر الحرية، وأنهم وضعوا مقياس الكذب على صدر البلاد للحظة، ولم تفز كليا فيه.. القصة ستجدونها دامية، لمن يعرفون بأن مهنة الصحافة، تصبح عرضة للموت كلما توقفت الحرية عن لعب دور المحرك فيها.. وقد كان له الشرف وسيظل.. الذي صاح فينا استيقظوا، فنحن لم نعد نعرف لماذا نعتبر الديمقراطية نوما مهنيا هنيا! ». وأشار جماهري إلى أن « كل الفضاءات التي يكتبها – جرادة، الريف – وكل التحقيقات التي يعالجها، تهريبا أو رمالا، لا بد لها من شبهة الغواية لكي تحظى باهتمامه، وأقصد بشبهة الغواية، وجود ضلال ما أو متهما ما أو تعليلا لأعطاب الدولة والمجتمع، كما يغريه بأن يدخل الغابة، ويبحث عن الشجرة التي تخفيها.. ». وختم جماهري تقديمه بالقول كشهادة في حق الصحافي أحداد » محمد أحداد يليق بهذه المهنة لكي يحميها من الانهيار ويعطيها الكثير من رسائل الشرف ويعطيها ديمومة حتى ولو كانت مغلقة المستقبل! ونحن قبائل الصحافة الورقية، نفرد له، في معابد البردي، مكانا فرعونيا حصيفا، ومضاء بشكل جيد.. بحبنا! ». يشار إلى أن محمد أحداد حاصل على الجائزة العربية للصحافة سنة2014، بتحقيق حول المخدرات، وحاصل على على الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة عن تحقيق شركات الرمال، في دجنبر الماضي.