أصدر المكتب الفيدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة، أمس الثلاثاء 11 يونيو 2019، قرارا بطرد سمير كودار من الحزب، وذلك بسبب « الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها، وهي المحصورة في المادة 64 من النظام الأساسي للحزب، ومنها على وجه الخصوص، عدم الالتزام بقوانين الحزب، وعدم الانضباط للقرارات المتخذة من طرف أجهزته ». وذكر بلاغ للمكتب الفيديرالي للحزب، الذي أعقب اجتماع هذا الأخير بمدينة فاس، برئاسة الأمين العام، حكيم بنشماش، أن هذا القرار جاء بسبب دعوة كودار لعقد اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب بأكادير، وهذا يعتبر، حسب المكتب « خرقا سافرا للقواعد والضوابط التنظيمية للحزب ». وأوضح « البام »، في البلاغ ذاته، أن موضوع اللجنة التحضيرية مازال معروضا على أنظار اللجنة الوطنية للتحكيم والأخلاقيات، التي أقرت، في رسالتها الموجهة للأمانة العامة، بعدم شرعية استمرار اجتماع اللجنة التحضيرية، وما ترتب عنه من نتائج ». وكان أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب قد انتخبوا سمير كودار رئيسا لهم، مباشرة بعد انسحاب الأمين العام من الاجتماع المخصص لانتخاب الرئيس، ما ترتب عن غضب الأمين العام الذي أقر بعدم شرعية الانتخاب، وأدى إلى انقسام الحزب إلى قسمين اثنين، أحدهما مؤيد لقرار انتخاب كودار، وآخر معارض. وكان أعضاء من اللجنة التحضيرية أكدوا، في بلاغ لهم، أن الأمين العام اقترح انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية بالاقتراع العلني، وأن كودار قدم ترشيحه لهذه المسؤولية، ونال ثقة الأغلبية الساحقة من أعضاء اللجنة، بينما رد بلاغ لأعضاء آخرين باللجنة يعتبر انتخاب هذا الأخير « تطاولا على مهام الأمين العام ». هذا وقرر المكتب الفيدرالي للحزب طرد محمد ودمين، الذي تجرد أخيرا من صفته كمنسق جهوي للحزب بجهة سوس ماسة، وذلك بسبب دعوته لعقد لقاء تواصلي بصفته السابقة، ما اعتبره الحزب « خرقا سافرا للقرار الصادر عن الأمانة العامة، والذي بموجبه تم الإعلان حالة شغور مهام بعض المنسقين الجهويين بمقتضى المادة 69 من النظام الداخلي للحزب ». كما قرر المكتب الفيديرالي للحزب النظر في بعض الحالات الأخرى ل »استكمال تجميع كافة العناصر والأدلة المادية المتعلقة بالتجاوزات المرصودة لعرضها على أنظار المكتب الفيدرالي في اجتماع لاحق، لاتخاذ الإجراءات القانونية ». وكان بنشماش قد أقال ودمين من منصبه كأمين جهوي ل »البام » بجهة سوس ماسة، بسبب مراسلته لسمير كودار، القيادي بالحزب المحسوب على خصوم بنشماش، وتهنئته إياه، باسم الجهة، لانتخابه من طرف بعض أعضاء الحزب رئيسا للجنة التحضيرية، في الاجتماع الذي انسحب منه الأمين العام ورفض مخرجاته. وهنأ ودمين كودار بفوزه الذي اعتبره « مستحقا »، مبرزا أن له « كامل اليقين والثقة التامة بأنه سيقوم بأداء مسؤوليته على أحسن وجه، وذلك بفضل تجربته ومساره الحزبي والمسؤوليات التي تقلدها »، وفق تعبيره، مؤكدا أنه « سيجد في مناضلي الحزب بالجهة السند المتين والنصيحة الأخوية والاستشارة النضالية إلى غابة إنجاح المؤتمر بإذن الله ».
