كانت ساحة « جامع الفنا » تشرق بابتسامته الساطعة، وهو يمشي في جوانبها حاملا قفة من القصص والحكايات المسلية، والمواضيع التي تدخل ضمن « الطابوهات »، بطريقته الخاصة، والمعهودة، والتي تحمل الكثير من المعاني الساخرة. كان فنانا محبوبا لدى الجميع، يملء قلوب محبيه بالفرح والسرور، كان مبتسما في السراء، والضراء، لا يستطيع المرء أن يتملاك أنفاسه أمام قفشاته، هكذا وصفه أحد أقربائه. « أبي الفن الفكاهي الشّعبي » كما كان يلقبه جمهوره، كان ينشر الفرح وسط محبي فن « الحلقة »، جرأته في الحديث عن مواضيع الجنس والسلطة، بطريقة ساخرة، جعلته يرسم في وجوه المغاربة الإبتسامة. لكريمي عاش الفكاهي الشعبي، محمد بلحجام المعروف بلقب « الكريمي » بعيدا عن الأضواء رغم مكانته المميزة لدى الجمهور، كانت ساحة جامع الفنا، والأسواق الأسبوعية، مصدر قوته اليومي، دخل إلى قلوب المغاربة، بحديثه عن قضايا المجتمع، إذ يأتون من بعيد للاستمتاع بعفوية الرجل وكلامه الموزون، هنا كان يكمن بريق الكريمي. غاب عن حديث المغاربة لفترة طويلة، حتى جاء موعد رحيله، فأصبح اسم الكريمي يلمع من جديد بين حديث المغاربة، ورواد مواقع التواصل الإجتماعي، رحل الرجل الفكاهي تاركا ورائه مساحات كبيرة من الحزن، وسط عائلته، ومحبيه. له العديد من المقاطع الفكاهية على « اليوتيوب »، إلا أنه لم يضمن موطئ قدم في الأعمال التلفزيونية التي تقدم بشكل سنوي، وسط انتقادات، فيما ظل فكاهي شعبي بعيدا عن الأضواء رغم مكانته المميزة لدى الجمهور. لكريمي مواهبه العديدة من تقليده للأصواتن والشخصيات، جعلت أبناء حيه نواحي الصويرة، ينتظرون قدومه ليلتفوا حوله من أجل سماع القصص والحكايات التي يأتي بها من واقع المجتمع المغربي. قبل ثلاثة أيام علمت » فبراير « ، من مصادر مطلعة، أن خبر وفاة الفنان الكوميدي المغربي، « الكريمي « ، الذي راج بين حديث المغاربة، عار من الصحة، مؤكدة أن هذا الاخير تعرض لحادث سير صباح اليوم، بالطريق الرابط بين مدينتي شيشاوةوالصويرة في غمضة عين أصبح خبر وفاة الكريمي، صحيحا حيث غادرنا إلى دار البقاء، بمستعجلات المستشفى ابن طفيل بمراكش ، متأثرا بجروح على مستوى الرأس،بعد حادث سير مميت تعرض له يوم الجمعة . صورة للكريمي يشار إلى أنه لم تعد الحلقة في المغرب تحظى باهتمام كبير، على غرار ما كانت تناله من اهتمام في الماضي، والسبب هو كثرة البدائل التي تقدم التسلية للناس.