"كود" تكشف أسباب الزيارة المفاجئة للمفوض الأوربي: بعد صعود الرباط إلى الجبل وطلبها 35 مليون أورو لتجديد الاتفاق.. باروسو جاء للضغط على المغرب لتليين مواقفه في ملف الصيد البحري

سيحل رئيس المفوضية الأوروبية، خوصيه مانويل باروسو يوم الجمعة بالمغرب في زيارة مفاجئة لم يتم الاعلان عنها إلا أمس، حيث من المقرر أن يلتقي باروسو برئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، ورئيسي مجلس النواب ومجلس المستشارين وأعضاء الحكومة المسؤولين عن الملفات الرئيسية للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وفق ما ذكره بيان من تمثيلية الاتحاد الأوربي بالرباط.

وقالت مصادر مطلعة ل"كود" إن باروسو الذي سيكون مرفوقا بالمفوضة سيسيليا مالمستروم المسؤولة عن الشؤون الداخلية جاء ليمارس الضغط بوزنه الديبلوماسي من أجل تليين مواقف المغرب تجاه الملفات العالقة، والتي أبدى فيها المغرب تشددا صارما خصوصا في ملف الصيد البحري حيث مازال المغرب متشبثا بجميع شروطه الخاصة بالقيمة المادية لتجديد الاتفاق مع الأوربيين، والبالغة حوالي 35 مليون أورو، وهو المبلغ الذي تعتبره مجموعة من المفاوضين الأوربيين مرتفعا، بالنظر الى الأزمة المالية التي تتخبط فيها دول الاتحاد، هذا بالإضافة إلى محاولاتهم المتكررة إقحام أطروحتهم المرتبطة بالصيد في مياه الأقاليم الجنوبية داخل المفاوضات.

غير أن عبد الرحمان العزوزي، أكد في تصريح، خص به "كود"، أن المغرب يوجد في موقف قوة، وذلك بعد تجربة الصفعة التي تلقاها حين رفض الأوربيون تجديد الاتفاق، وقال "لسنا نحن اليوم من يلهث وراء الأوربيين لتجديد الاتفاق، بل هم من اكتشفوا مدى خسارتهم، فمقابل 34 مليون أورو التي يكلفها الاتفاق كانوا يحققون رقم معاملات ب167 مليون أورو.. ومع ذلك فإنهم لم يكفوا عن الاحتجاج وممارسة الضغط على المغرب للرفع من الكوطا ولاستعمال الأضواء الكاشفة، ورفع مساحة المصايد المسموح بها ومطالبة المغرب بإثبات مصير المقابل المادي للاتفاقية .."

وسيحاول باروسو المقايضة باتفاق التبادل الحر الشامل لثني المغرب عن مواقفه، خصوصا بسبب الضغط الذي تمارسه إسبانيا لتجديد الاتفاق باعتبارها "الخاسر الأكبر".