شخص تقول له إلهام شاهين أنت رجل المرحلة. وعسكري تذوب فيه قنبلتا مصر غادة عبد الرازق وسمية الخشاب اللتان تحتلان مساحة كبيرة في قلوب رجال أمة العرب.
وزير دفاع تفوضه كل جميلات مصر وفناناتها لا يمكن إلا أن أكون أنا أيضا معه وفي صفه. صعب أن يعارضه عاقل في وقت تحبه كل تلك الأسماء. أليس كذلك.
مهما ادعيت أني ضد الانقلاب ومع الشرعية، فصعب علي أن لا أتبع الجميلات وأدافع عن رئيس مخلوع. طز في ديمقراطية خالية من الممثلات والمغنيات والفكاهة واللعب.
فما الذي يطلبه الإنسان في هذه الدنيا غير الجمال، وأنصار السيسي جميلات، فيهن المكتنزات والرشيقات، ومن كل الحساسيات الثقافية والسياسية. لقد تعلمنا أن الجمال والغنج والاكتناز ينبت الحرية والعدالة، ولو جاء على ظهر دبابة. حتى الذين يعشقون المحجبات العفيفات التائبات فقد أعلن هن أيضا أنهن مع السيسي، أمس سمعت عفاف شعيب الطيبة الخجولة الصادقة تعلن عن انضمامها إلى قائمة المعجبات، وقبل ذلك قالت صابرين إنها تتمنى أن يجندها الفريق أول السيسي، لتلتحق بالجيش المصري، ولتكون بالقرب منه دائما. حتى أنت يا صابرين.
لا أتحدث عن المثقفين والمثقفات والشعراء وكتاب القصة والرواية، فهم أيضا مع السيسي، كل المعروفين والديمقراطيين والحداثيين واليساريين والليبراليين الذين كانوا ضد مبارك معه الآن، ويغنون فوضناك، فوضناك، لكن أن تهب الفنانات كلهن ودون استثناء لدعمه وتفويضه، فهذا يعني أن السيسي جميل ويستحق.
وزادها أكثر حين وضع النظارات السوداء، فقد وقع الفن والأدب والغناء مجتمعين صرعى السيسي. لست ضد الإخوان في مصر، وأشفق لحالهم وأتعاطف معهم، لأنهم لم يكملوا سنة ولم يتمكنوا، قبل أن يجدوا أنفسهم من جديد في رابعة العدوية يجاهدون من جديد من أجل التمكين، وفي رمضان، يصرخون ولا تتابع أخبارهم إلا قناة الجزيرة كمن يصرخ في واد خال من الأنيس، بلا حافظ ولا ناس ولا أمة يسمعونهم.
لكني في نفس الوقت أعاتبهم وأعاتب الإسلاميين في كل مكان، فهم متجهمون ولا جميلات ولا نجمات في صفهم، وحتى اللواتي تبن، فعلن ذلك من أجل مال الخليج وليس من أجل عيون الإخوانيين، وحين أتفرج عليهم في رابعة العدوية، أقول مع نفسي من يمكن أن يغريه هذه المنظر، ومن يجازف بالنضال والتضحية من أجل دولة يحكمها هؤلاء، وهل يمكن لمصري أن يتخيل ثورة أو دولة خالية من غادة عبد الرازق وسمية الخشاب، مستحيل، لمن يعرف طبيعة الشعب المصري.
يمكن للمصريين أن يضحوا بمرسي وبمبارك لكن من المستحيل أن نتخيلهم مستغنين عن سمية الخشاب. حتى السيسي ينقلبون عليه إن خطب وطالب منهم أن يفوضوه للقضاء على إرهاب المصريات المكتنزات والبدينات. الشعوب العربية دون استثناء تموت ولا تتخلى عن اللحم، ثم يأتي الإسلام السياسي والربيع العربي ويقول لهم اللحم حرام، طبعا لن يقبل مصري أصيل بذلك.
إنها مسألة ذوق ويمكن أن يموت المصري والعربي دفاعا عن ذوقهما. والحال أن الخارجين في رابعة العدوية متجهمون وجديون ويتحدثون عن الدم والشهادة والجنة والنار، ولا رقص ولا غناء عندهم ولا سخرية ، فأي دولة هذه، وأي مواطن مصري يقبل أن يتخلى عن هنيدي وعادل إمام وعمرو دياب وسمية وغادة دفعة واحدة. مستحيل أن نعثر على مصري ابن بلد يقبل ذلك.
لقد جرب الإخوان في المغرب أن يأتوا بفنان ليغيروا نظرة الناس إليهم، لكنهم اكتفوا بياسين أحجام، بينما نحن نريد فنانة، وجميلة، كي نصدق. ولو فعلوها، لقلدهم المصريون، ولم يصلوا إلى هذه الورطة. خذوا العبرة أيها المغاربة فلا يمكن ومن أجل الثورة والشرعية أن نجمع بين الفقر والتغوبيش والنكد قولوا معي فوضناك فوضناك عاش البلطجية والفلول عاشت إلهام شاهين عاشت سمية الخشاب عاشت غادة عبد الرازق بص شوف السيسي بيعمل إيه. رددوا معي فوضناك فوضناك.