ترامب: الحرب في غزة انتهت عشية قمة السلام في شرم الشيخ    فرنسا تتجاوز النرويج وتضرب موعدا مع المغرب في نصف نهائي مونديال الشباب    محمد وهبي: نطمح للوصول إلى النهائي والتتويج بلقب كأس العالم    كيوسك الإثنين | تحذيرات من التواطؤ الثابت بين البوليساريو والجماعات الإرهابية    مصرع عون مساعدة بشركة الطرق السيارة في حادثة سير بالقنيطرة    حماس تفرج عن جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء بغزة    الجيش الإسرائيلي يتسلم 7 أسرى من الصليب الأحمر داخل قطاع غزة    خبراء ‬وفاعلون ‬مدنيون ‬يحذرون ‬بنيويورك ‬من ‬تبعات ‬التواطؤ ‬الثابت ‬للبوليساريو ‬مع ‬التنظيمات ‬الإرهابية ‬بالساحل    فاعلون ‬خلال ‬مؤتمر ‬الأعمال ‬المغربي ‬الفرنسي ‬بالداخلة:‬    الملك يشرف اليوم على تدشين مصنع لصناعة أجزاء الطائرات بالدار البيضاء    في ‬دلالات ‬الخطاب ‬الملكي:‬ تسريع ‬مسيرة ‬المغرب ‬الصاعد    البرلمان يمطر حكومة أخنوش بأسئلة حارقة حول جودة التعليم ومآل مكافحة الفساد عشية احتجاجات شباب Z    المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة يواجه فرنسا في نصف نهائي كأس العالم    إيطاليا.. العداء المغربي الحسين العزاوي يتوج بطلا للعالم في سباق "غولدن تريل ورلد سيريز"    الفلبين: زلزال بقوة 5,8 درجة يضرب جزيرة سيبو    ٍ"الأشبال" يواجهون فرنسا في النصف    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين بالمغرب    مونديال الشباب: المنتخب المغربي إلى المربع الذهبي للمرة الثانية في تاريخه بانتصاره على أمريكا    الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين سيتم بعد وصول الرهائن إلى إسرائيل    نجيب أقصبي ل "لوموند": حركة "جيل زد" نتيجة مباشرة ل "رأسمالية التواطؤ" في المغرب التي سحقت الفقراء والطبقة الوسطى    "أشبال الأطلس" يصنعون المفاجأة في مونديال الشيلي بهزيمة أمريكا ويقتربون من نهائي الحلم العالمي    النيجر تهزم زامبيا بتصفيات المونديال    النظم الجمركية الخاصة    الخطاب الملكي بالبرلمان.. ثنائية الدولة الاستراتيجية والدولة الاجتماعية    نظام آلي جديد يراقب حدود أوروبا    غالي: مسؤول إسرائيلي قال لنا "ما ذنبنا إذا كانت دولتكم لا تريدكم".. ولم يتدخل أي دبلوماسي مغربي لتحريرنا أو استقبالنا    "إكسباند" يستبق انطلاق "جيتكس غلوبال" بربط ألفي شركة ناشئة بالمستثمرين    وفاة الفنان الأمازيغي مصطفى سوليت متأثراً بجروحه    ندوة فكرية بمشرع بلقصيري تستحضر راهنية البحث في الهوية الغرباوية    كيف تغيرت علاقة الأجيال بالسينما؟    العِبرة من مِحن خير أمة..    العثور على جثة شاب داخل بئر بضواحي شفشاون    في ظل ركود ثقافي وتجاري... جمعيات المجتمع المدني تحيي الحي البرتغالي بأنشطة تراثية وفنية تستلهم التوجيهات الملكية    الاتحاد الأوروبي يدشن نظامًا جديدًا لتسجيل القادمين والمغادرين    توقعات أحوال الطقس غدا الاثنين    حماس "لن تشارك" في حكم غزة وإسرائيل ستدمر كل أنفاق القطاع بعد إطلاق الرهائن    ترسيخ العدالة الاجتماعية والمجالية: رؤية ملكية تتقاطع مع المشروع الاتحادي التقدمي    هل فعلاً انتصرت الحكومة؟ أم أن الخطاب الملكي أطلق جرس الإنذار؟    مهرجان الدوحة السينمائي يحتفي بالسّرد القصصي العالمي بمجموعة من الأفلام الدولية الطويلة تتنافس على جوائز مرموقة    الإعلام في الخطاب الملكي: دعوة إلى الاستقلال والإصلاح    عبد المجيد سداتي يدق ناقوس الخطر .. المهرجان الدولي للمسرح الجامعي مهدد بالإلغاء    الكوميديا في السينما المغربية محور ندوة فكرية بملتقى سينما المجتمع بخريبكة    «وسع»: مزيج فني يجمع بين المهرجانات المصرية والروح المغربية    دراسة: الإفراط في استخدام الشاشات يضعف التحصيل الدراسي للأطفال    الخطاب الملكي.. دعوة قوية إلى نموذج جديد للحكامة قائم على ثقافة النتائج    حاتم البطيوي يسلم الشاعرة الإيفوارية تانيلا بوني جائزة "تشيكايا أوتامسي" للشعر الإفريقي (صور)    سحر الرباط يخطف الأنظار.. صحيفة بريطانية تضع العاصمة ضمن أبرز الوجهات العالمية    الإصابة بضعف المعصم .. الأسباب وسبل العلاج    أعمو ينتقد ضعف أداء رؤساء الجهات ويدعو إلى تنزيل فعلي للاختصاصات الجهوية    حفظ الله غزة وأهلها    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولات الأسبوع بأداء سلبي    "بورشه" الألمانية تبحث تشديد السياسة التقشفية    السنغال: ارتفاع حصيلة ضحايا حمى الوادي المتصدع إلى 18 وفاة    دراسة: الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تغير أعداد البكتيريا المعوية النافعة    لأول مرة في العالم .. زراعة كبد خنزير في جسم إنسان    الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة    رواد مسجد أنس ابن مالك يستقبلون الامام الجديد، غير متناسين الامام السابق عبد الله المجريسي    الجالية المسلمة بمليلية تكرم الإمام عبد السلام أردوم تقديرا لمسيرته الدعوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لاراثون: لفهم احتجاجات الحسيمة يجب فهم سياقاتها التاريخية والسوسيواقتصادية وهذا دور بارونات المخدرات فيها
نشر في كود يوم 30 - 05 - 2017


أحمد الشرعي لاراثون الاسبانية ////
إذا توقفنا عند الصور، والقصف المتواصل للأخبار حول احتجاجات الحسيمة دون وضعه في سياقاته التاريخية والسوسيو اقتصادية والجهوية، يمكن أن نتيه أو أن نصل إلى استنتاجات متسرعة، وغير دقيقة.
تاريخيا، منطقة الريف شهدت أحداثا ميزتها عن باقي مناطق المملكة. أولا هناك ثورة عبد الكريم الخطابي على الاستعمار الإسباني باستعمال حرب العصابات. جمهورية الريف مفهوم غربي، جاء من خلال إطلاق الخطابي على نفسه لقب الأمير، رغبة منه في تحويل الريف إلى قاعدة لتحرير كل المغرب العربي. الانتصار في معركة أنوال تردد صداه عالميا.
ثم جاءت قضية عباس المساعدي القيادي في جيش التحرير الوطني قتل بعيد الاستقلال عندما كان يهم بالمشاركة في أحد اجتماعات حزب الاستقلال. بعد أشهر على الحادث كان ولي العهد الأسبق، المرحوم الحسن الثاني، يرد على هذه الانتفاضة بحزم كبير.
غير أن الملك محمد السادس، أسابيعا بعد توليه العرش سنة 1999، زار منطقة أجدير، معقل ملحمة عبد الكريم الخطابي حيث ألقى خطابا تاريخيا، ركز فيه على المسألة الأمازيغية، والدور الكبير للريف في تاريخ المغرب. الرحلة دشنت مرحلة تصالح جديدة بين الدولة والمنطقة، تلاها اهتمام خاص بالجهة .
للمفارقة،الحسيمة هي أكثر الجهات التي زارها الملك محمد السادس، والتي قضى فيها أطول المدد الممكنة، وهي الجهة حيث يقضي عطلته الصيفية رفقة عائلته. يحكى أن الملك يتقاسم طاولته في الطعام مع عائلات الجهةن بعيدا عن عدسات المصورين والكاميرات. على المستوى الاقتصادي، وفي الفترة الممتدة بين 1958 و 1999 لم تكن إنجازات الحكومات المتعاقبة في مستوى التطلعات المحلية. ويجب العودة إلى زمن إنجاز طريق الوحدة، التي بنيت بسواعد المتطوعين، للوقوف على آخر مشاريع البنية التحتية في مغرب ما بعد الاستقلال.
بعد ذلك، دخلت المنطقة في حقبة تهميش لأسباب سياسية وتاريخية. ولأن الطبيعة لا تقبل الفراغ، ازدهرت في الريف أنشطة اقتصادية غير مشروعة كالاتجار في المخدرات والتهريب، أو الهجرة السرية بعد أن أغلق الاتحاد الأوروبي حدوده الجنوبية.
منذ تولي الملك محمد السادس العرش، أصبحت منطقة الريف والمنطقة الشرقية عموما، تتلقى أكثر الاستثمارات العمومية في البنى التحتية، كالطرق والمطارات لفك عزلتها. ربط المجالين القروي والحضري، وشرائح السكن الاجتماعي بشبكة الكهرباء الوطنية، كان واحدا من أهم برامج التنمية في الجهة.
زلزال ايمزورن وتداعياته الكارثية أجبر الدولة على إعطاء الأولوية لإعادة بناء المنطقة، ما أخر عملية إنجاز باقي المشاريع. للتذكير فقط، كان زلزال الحسيمة سببا في بروز أولى معالم الاحتقان بين المواطنين والإدارة، والجمعيات المدنية هي من تكلفت بتوزيع المساعدات العاجلة، ما يترجم بوضوح عجز مسؤولي الخدمات العمومية المحلية.
المغرب اليوم يحارب بفعالية كبيرة تجارة المخدرات والهجرة السرية. المسؤولون الأوروبيون، وتحديدا الإسبان يعترفون بدور المملكة في هذا الباب. التهريب يتراجع بدوره كنتيجة طبيعية للتضييق على القطاعين السابقين، وهو ما يعمي أموالا أقل، وفرص عمل أقل. تجسد فشل الحكومات المتعاقبة في الافتقاد إلى رؤية واضحة لتنمية الريف اقتصاديا. الكثيرون فقدوا نسبة كبيرة من المداخيل المادية المترتبة عن أنشطة تجارية غير قانونية، دون أن تجد بديلا في مناصب شغل قارة.
يجب إدراج احتاجاجات الحسيمة في هذا السياق المتداخل الذي لم تنخرط فيه كل ساكنة الريف. من المؤسف أن ترتبط بداية الاحتجاجات بالحادث المحزن لوفاة بائع سمك صودرت سلعته. الاحتجاجات التي انطلقت كإدانة لقتل البائع، ثم تحولت إلى حركة مطلبية.
بالرغم من مبادرات الحكومة، وتقديم الضمانات بالاستجابة للمطالب المشروعة، لم يتوقف الاحتجاج دون تسجيل أي تدخل قمعي من السلطات و الأجهزة الأمنية. في الوقت الذي تبث فيه تورط المؤتمر العالمي الأمازيغي، وبارونات المخدرات، والمتطرفين الإسلاميين، وقدماء الماركسيين، في إذكاء نار الفتنة، كل وقف هدفه ومصلحته. بارونات المخدرات لا يخفون مطلبهم الأول : فك المملكة لحصارها عن تجارتهم بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
ما غير مجرى الأحداث، هو تدخل الزفزافي القائد المعلن للاحتجاجات في المسجد. الدين المالكي يرفض أي جدال أو تشاحن داخل المساجد. مؤسسة إمارة المؤمنين ترتكز على هذاالطقس. لقد هاجم رمز الأمة، الذي تضعه المملكة على رأس اسراتيجيتها في محاربة الإرهاب. المناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن، والتي تظل قليلة نوعا ما، أظهرت تواجد نواة صلبة تتجاوز تطلعاتها المطالب الاجتماعية للسكان. غير أنه لا يجب التذرع بهذه القلة لتفادي الحديث عن المشاكل الحقيقية. ولعله رهان الأسابيع القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.