لا تنقصنا تعبئة المشاعر في الأبنية التنظيمية، ولا نعاني من الانخفاض في منسوب النضال داخل الأوعية، ولا نحتاج الى من يستأنس بِنَا من خلال ديداكتيك الإهانة ويستجدي فينا بيداغوجية الدعم والإعانة على حساب صفة الفاعل و صدى صوت المفعول به الذي لا يبتغي تجارة أو زرعا أو حصادا، لنستيقظ فجأة بعد نوم عميق و خطاب عتيق على الدعوة/الصيحة إلى تحريك فقه الإرادة و وتبني "منطق قلب الطاولة" بدعوى تفعيل الإدارة الاستراتيجية لتدبير مرحلة الحصاد الجامعي، إنها ثقافة الذكاء المقلوب والحنين إلى العهد المسلوب. في خضم هذا الحراك ومن تحت الرماد طلع علينا السيد المهان و المهين يدعي أنه في المجال إمام مبين وهو لا يعدو ان يكون فقيها محتالا في تجارة الزيتون والتين ومحترف عنيف يحمل العصا في وجه أسياده باليمين عِوَض إحترامه للقلم في التخصص والكتاب المبين. لك منا أيها السيد المهين إلتفاتة نقابية و رحمة مهنية ومتاعا إلى حين، إن هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم وإقرأ سورة "ق" إنها لك ولغيرك من المهووسين بتسليع منتوجات الإهانة خير معين.
لكن قصتنا/مصيبتنا مع صدق النية الذاتية و الجواب عن سؤال المصداقية في الممارسة النقابية، بدون مجاملة أدبية أو مزايدة إيديولوجية أو مصلحة شخصية نقول بصراحة لمن يهمه الأمر ونوقع عليها بكل جرأة: "كم هو تعداد البيانات النقابية التي أشادت بمبدأ المشاركة ومفهوم التعاقد مع الوزارة الوصية على القطاع إلى حد التغني بقصيدة التشارك والشراكة والشرك بالنضال وتسجيل الارتياح المبالغ فيه حول أجواء الحوار ومخرجاته إلى حدود التنويم المغناطيسي لكل المبادرات والتحركات النضالية داخل الساحة الجامعية؟" لنفاجأ على حين غرة وبين ليلة وضحاها وقبل طلوع الفجر على انقلاب مزاجي على كل المفاهيم و الألفاظ و على مضامين البلاغات والرسائل والبيانات بعد مرور شهر العسل وتبني الكسل النضالي الذي سبق الشهر الحرام.
وحيث ان الامر كذالك وانسجاما مع الخط النقابي الذي عاهدنا أنفسنا عليه والذي لا نقبل به إلا خطا مستقيما، لا يعرف انعطافات وانحرافات في مساره كالإعصار الذي يعصف بالقيم و يقلب القواعد والأسس 360 درجة رأسا على عقب. وحتى لا تصبح لسياسة التعبئة الحالية تداعيات في تجربة الانتكاسات التي راكمناها وتكريس التربية على الهزل وحتى لا يتم العبث بمشاعر الفاعلين في المجال نعلن وإياكم (كجهاز وطني قيادي) على التعاقد الاخلاقي مع القواعد الجامعية على العناوين أسفله – حتى لا يتم اجترار صنفونية الإستهداف النقابي من الداخل لتبرير تمرير الفشل التنظيمي:
1- الوضوح في الرؤية التي تقتضيها المرحلة والإعلان عن القطع مع ثقافة التفكير والتدبير والمناورة من داخل الصندوق كلما اقترب موعد المؤتمر وذالك من خلال مسرحية/الدعوة الى المشاركة تارة وإصدار بيان المقاطعة تارة اخرى ثم العودة من جديد للدعوة الى الشراكة والتغني بالتشبيك والتشارك.
2- تفاديا للانفصام في الشخصية القيادية من خلال ممارسة الصفع باليد النقابية والمصافحة بيد الخدمات الاجتماعية للسلطة/الوصية لا بد من التوقيع الواضح والصريح على الدعوة الى مقاطعة كل قنوات الحوار مع الوزارة الوصية على تقويض المسار والمصير وليس فقط الدعوة الجافة إلى عدم المشاركة البيداغوجية في الحوار الوطني حول الإصلاح وان يكون الخطاب النقابي موجه لوزير التعليم وكاتب الدولة على السواء كمسؤولين مباشرين عن السياسة العمومية في المجال وليس الارتهان الى توجيه خطاب المحاباة لطرف دون آخر وممارسة ثقافة الفرز والإزاحة تشدقا في بقاء خيط معاوية ما بين المزارع والحصاد. 3- الإعلان الصريح عن انسحاب النقابة الوطنية من كل اللجن التقنية مع الوزارة المعنية والمرتبطة بالهندسة البيداغوجية حتى تصبح للمقاطعة معاني ومباني في القيم والأخلاق النضالية.
4- اتخاذ قرار مبدئي بتعليق تمثيلية النقابة الوطنية للتعليم العالي في اللجنة الوطنية
5- تسطير برنامج نضالي تصعيدي بسقف زمني محدد في إطار خارطة طريق واضحة ومتفق عليها
6- إعطاء عنوان للمرحلة تحت مسمى الحراك الجامعي من اجل التصفية الشاملة والنهائية للملف المطلبي والدفاع عن الجامعة العمومية وإنصاف الأستاذ الجامعي من الظلم الإعلامي والسياسي والاجتماعي.
7- لا محيد عن تحسين الوضعية المادية والمعنوية للأساتذة والدعوة الصريحة للزيادة في الاجور ورفع الضريبة المضحكة عن البحث العلمي.
8- أولى هذه الأساليب النضالية تبدأ بتفعيل قرار الإضراب العام الوطني الذي حدد في أربعة أيام والذي لا يزال في عهدة وذمة الجهاز الوطني المطالب بالدفاع عن الصفة والوظيفة. أما انتظار شهر بكامله لتنظيم يوم وطني يتيم للإضراب مسلوب من رباعيات الأيام أعلاء كتقطيع للقرار من جهة و للحفاظ على ماء الوجه في فصل لم يمطر بعد من جهة أخرى مع فتح المجال للمساومة داخل الدوائر المغلقة في ما تبقى من الأيام المقبلة للرجوع إلى نقطة الأصفار إن هكذا فهم وتحليل لا يستقيم بالمنطق العلمي ولا بمعيار القاعدة الاخلاقية. لأن حليمة عودتنا الرجوع إلى عادتها بما لا تقتضيه الأمور الجامعية بدعوى التفاوض والمشاركة تحت يافطة الوساطات السياسية ليبقى أملنا أولا وأخيرا في تحديد تاريخ للمؤتمر لإفراز جيل جديد يتربع على عرش زمانه في النضال و إنتزاع الحقوق من أهل الزرع والصيد والحصاد وأرباب التواطئ المكشوف و ممارسة العناد. بيننا الزمن الحاكم والفاعل والمانع حول ما طرحناه و لسوف تبدي لنا الأيام بعد شهر من الآن ما كان الفاعل به جاهلا حين تلتف الساق بالساق وإلى الصدر الأعظم المعالي حصاد سيكون المساق !!!!!!!!!!!!! ليخبرنا الجهاز بعد ذالك عبر بلاغ جاهز وعاجل على ضرورة استكمال الحوار وتفعيل ثقافة السلم الجامعي وسيسدل الستار على انتكاسة أخرى وإضعاف الإرادة النضالية بداخلنا & استيقظ وانهض إنه زمن الصحوة واليقظة.