نزيف الاستقالات مستمر في الاتحاد. ففي الوقت الذي يغلي فيه بيت الوردة من الداخل بسبب تحويل هذا المكون السياسي العريق إلى أداة لخدمة مصالح واستفراد إدريس لشكر باتخاذ القرارات المثيرة للجدل، والتي كان آخرها تعبيد الطريق أمام عائشة الكرجي للجلوس على كرسي الكتابة الإقليمية للحزب في إسبانيا عقب رحيل محمد الإدريسي العلواني، يتواصل تقاطر الاستقالات على مقر العرعار في الرباط. آخر المغادرين للسفينة الاتحادية إدريس سالك، الذي أعلن، الأحد الماضي، استقالته من منصب كاتب إقليمي للحزب لأسباب قال إنها “مرضية وصحية”.
اختيار سالك هذا التوقيت للإعلان عن هذه الخطوة فتح الباب أمام عدة تأويلات، أبرزها ما نقله مصدر اتحادي مطلع ل “كود”، والذي أرجع تأزم الوضع الصحي لإدريس ل “الصدمات الحزبية” التي تلقاها في الفترة الأخيرة.
وأكثر هذه الصدمات تأثيرا في نفس سالك يقف وراءها طارق المالكي، إبن رئيس المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. فهذا الأخير، ووفق ما أكده المصدر نفسه ل “كود”، لم يكتف فقط بدخول المكتب السياسي للحزب من البوابة التي وعد الاتحادي المستقيل بالعبور منها للجلوس إلى جانب قيادات الصف الأول، بل تزايد طموحه إلى درجة أنه بات يخطط لوضع اليد على كرسي السالك في الكتابة الإقليمية، بمساعدة والده والكاتب الأول للحزب، وهو مسعى اتضحت معالمه بوضوح، يوم 11 فبراير الماضي، بتأطير طارق المالكي لقاء تواصليا بالمدينة تحت عنوان “أي مشروع تنموي جديد بالمغرب في أفق 2030”.
يشار إلى أن استقالة الكاتب الإقليمي للاتحاد في خريبكة، جاءت بعد أيام قليلة من إعلان نعيمة لحروري، الكاتبة الإقليمية للجزب في فكيك وعضوة المجلس الوطني، وهو القرار نفسه الذي اتخذه أيضا مصطفى عماي، عضو اللجنة الإدارية والعضو السابق بالشبيبة الاتحادية، وقبله الاتحاديين في فرع تندرارة – معيتركة، الذين غادروا بيت الوردة بشكل جماعي.