بوعيدة كيدق. رئيس جهة كلميم واد نون ضم صوته إلى صوت المتنبئين بمستقبل غير مبشر لزواج السلطة بالمال في المشهد السياسي المغربي، وفي مقدمتهم عبد الإله بنكيران، الرئيس السابق للحكومة، بالتأكيد على أن هذه العلاقة مصيرها الفشل، إذا لم يجر إشراك المثقف في رسم معالم مشروع تنموي وطني جديد. وكشف عبد الرحيم عن هذا الموقف المثير، الذي من المتوقع أن يضيف له متاعب أخرى غير تلك التي يعانيها على صعيد كلميم واد نون حيث عجز عن إيجاد وصفة سحرية تخرج الجهة من “البلوكاج” الذي تعيشها منذ شهور، في رد على سؤال طرح عليه حول الموضوع خلال حلوله، الجمعة الماضية، ضيفا على جمعية خريجي جامعة محمد الخامس برحاب المعهد العلمي بالرباط.
وقال، في هذا الصدد، “يجب التعامل مع المثقفين كمفكرين وليس ككتاب عموميين، ونحن في حاجة إلى إشراكهم في الإعداد لمشروع تنموي وطني جديد”.
بوعيدة تطرق أيضا إلى ملف الصحراء، مقترحا أن يفتح نقاش حوله داخل الجامعات. وأعطى، في هذا الإطار، المثال بملف الأكراد، الذي طرحته الحكومة التركية على طاولة النقاش داخل الجامعة، بحثا عن حل يساعد على طي صفحته بشكل نهائي.
كما أقر أن جهة كلميم وادنون التي يدبر شؤونها لها مؤهلاتها الطبيعية، كالفلاحة والصيد البحري والسياحة، ولها موارد مهمة، غير أن الإشكال في نظره هو أنها “لم تسوق بشكل جيد لجلب الاستثمار والسياحة”، مسجلا “غيابا تاما للقطاع الخاص”.
وجوابا على سؤال حول فشل الجهة في جذب الاستثمار، قال بوعيدة إن “الجهة بطرق متهالكة وبمستشفيات منهكة وببنيات تحتية ضعيفة. وبالتالي، فالمستثمر يخاف من ضخ الرأسمال، إضافة إلى إشكاليات الوصاية التي مازالت تفرض على المجالس الجهوية، دون أن نغفل مشكلة النخب الجهوية في الأحزاب التي لم تقطع بعد مع ثقافة الماضي”.
وواصل رئيس جهة كلميم وادنون تشخيصه لوضعية الجهة، معتبرا أن تأهيل النخب هو الحل، وبلغة مباشرة قال إن “الزمن السياسي للساكنة أهدرت منه سنتان. وبالتالي، فقطار الجهوية ليس على السكة الصحيحة”.
وبخصوص “البلوكاج” الذي تعيشه الجهة، اعتبر أن “الصراع هو بين ثقافتين سياسيتين، الأولى تريد استمرار المنطق البائد ولا تريد المحاسبة والعمل الجاد، والثانية ممثلة في المجلس الذي يرفض العودة إلى أساليب الماضي”، ليخلص إلى أن “الحل بيد الفاعل المركزي”.
وارتباطا بمشكل الوصاية، أوضح المتحدث ذاته أن علاقة المجالس بوزارة الداخلية لم توضح في القوانين الجديدة؛ “فتارة نكون أمام علاقة تكامل، وفي مرات كثيرة يظهر أنها علاقة وصاية، غير أن الخطير في مشروع الجهوية في الصحراء هو حساسية المنطقة”.
يشار إلى أن لقاء “ضيف الجامعة” حاوره الحبيب العزوزي، رئيس جمعية خريجي جامعة محمد الخامس، وحضرته شخصيات أكاديمية، من رؤساء جامعات وعمداء مؤسسات جامعية، بالإضافة إلى الوزيرة المكلفة بالصيد البحري، مباركة بوعيدة.