يبدو أن الكرة المغربية تأبى إلا أن تخرج عن خط مرماها الرياضي لترتمي إلى نصف الميدان السياسي، ليس فقط لتحزب معظم رؤساء ومسيري الأندية الوطنية، بل لترصد السياسيين أي حدث كروي للتدخل بإبداء رأيهم فيه وفق ما يخدم أجندات هذا الحزب على حساب ذاك، كما وقع عندما خلق رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أزمة باتهامه لحزب الأصالة والمعاصرة بالسعي وراء وضع يده على كرة القدم المغربية إثر الهجوم البلطجي على ملعب الوداد قبل سنتين، وبعد أحداث الديربي البيضاوي الأخير، قرار الداخلية بمنع الأولتراس، وأخيراً، تعليقاً على تصريحات محمد بودريقة، رئيس الرجاء البيضاوي، الذي شكك في نزاهة الدوري المغربي معتبراً أن هناك مساع لجعل الوداد بطلاً للدوري قبل الانتخابات المقبلة. واعتبر محمد يتيم، نائب رئيس مجلس النواب وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في مقال نشر في موقع الحزب، إن عبد الإله بنكيران "لم يكن يطلق الكلام على عواهنه، حين اتهم نائب الأمين العام آنذاك لحزب الأصالة والمعاصرة بالسعي للتحكم في مجال كرة القدم وبعض الأندية الوطنية والجامعة الوطنية لكرة القدم"، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة بتصريحه ذاك، لم يكن يتوجه إلى الفريق "الأحمر" كما حاول البعض الإيهام به، بل كان تحذيراً استباقياً من تدخل السياسة في الكرة. وأضاف يتيم في مقاله الذي جعل له "ما دخل التحكم في شيء إلا وأفسده" عنواناً، أن نبوءة بنكيران في تحكم السياسة (البام بشكل خاص) في الكرة، بعد الأحداث المثيرة التي عرفتها مباراة الوداد البيضاوي ومولودية وجدة الأحد الماضي، معتبراً أن مبدأ "حيث ما مر التحكم إلا وخلف وراءه الكوارث"، سارياً على المستديرة أيضاً، مشيراً إلى أن مظاهر ذلك تجلت في السباق على رئاسة الوداد وكذا الجامعة، وصولاً إلى تنصيب سعيد الناصيري، رئيساً للعصبة الاحترافية. وخلص يتيم بعد سرده لكرونولوجيا الأحداث المتسارعة التي تلت مباراة الوداد والمولودية، إلى أن مد السياسة يدها على الكرة من شأنه أن يكون له نتائج كارثية ستتفاقم أكثر في المستقبل، خاصةً وأن الاتهام لم يأت من رئيس الحكومة الذي يمكن تصنيفه في خانة خصم عنيد لحزب الأصالة والمعاصرة، لكن من معنيين مباشرين بالممارسة في الدوري المغربي. ودعا يتيم إلى فصل الرياضة، وخصوصاً كرة القدم، عن السياسة، و"ضرورة وضع تدابير قانونية أو تعاقد سياسي يفرض ابتعاد المسؤولين والرموز الحزبية من المسؤولية عن الشأن الكروي"، مطالباً في الآن ذاته، فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن يوضح التأثيرات السلبية لهذه الزوبعة السياسية الكروية، ويكشف عن نتائجها على صورة كرة القدم الوطنية، بسبب دخول حزبه على الخط في تسيير فريق الوداد وعلى خط تسيير الجامعة وتسيير العصبة الاحترافية، أن يوضح ذلك ليس فقط للرأي العام الداخلي بل أيضا للكاف والفيفا، وأن يجيب عن اتهامات من فرق وطنية بانحياز الجامعة والعصبة الاحترافية لفريق رياضي محترم وله تاريخ نضالي واسع، فريق اخترقه حزب التحكم وأصبح يسيء إليه والى صورته وماضيه المجيد".